زيارة الأسد لطهران تعني الكثير في حسابات السياسة

الكاتبة رنا العفيف

زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران وإن جاءت خاطفة ومفاجئة ، لكنها تاريخية، كونها الأولى بعد تولي الرئيس ابراهيم رئيسي منصبه ، إذ أكدت عمق العلاقة بين البلدين رغم الامتعاض الاسرائيلي ودول اقليمية وغربية ، دلالات الزيارة أبعد مما يتصوره البعض وأقربها ، قد يتساءل  البعض عن أبعاد هذة الزيارة وانعكاساتها في المنطقة ، وما هي الرسائل التي تريد ايران وسوريا البعثة بها ولمن ؟

لا تقتصر أصداء الزيارة على وسائل الاعلام فقط بل على تصريحات الرؤوساء والمسؤولين أيضا ، فبعد ثلاث سنوات من استقباله ووصفه ببطل العرب ها هو المرشد الأعلى يستقبل الرئيس الأسد من جديد ، وتأتي هذة الزيارة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية ، خاصة وأن العالم قاب بين قوسين وأدنى على أعتاب نظام جديد غير مسبوق ، إذ وصف الأسد العلاقة بين البلدين بالاستراتيجية ، مؤكدا أن ايران كانت اولى الدول التي وقفت مع سوريا، منذ بداية العدوان التكفيري عليها ، وطبعا أثمرت انتصارات عالية المستوى بهزيمة المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة ، حتى فاقت القدرة على التفوق بالقوة العالمية التي باتت بأيادي محلية ، أي بمعنى مقاومة محورها ايران وسورية اللتان خاضا معا حربا على الارهاب المدعوم غربيا وعربيا ،وتحولها إذ قلنا هنا انتفضت غبار الحرب بأعلى المستويات بالانتصار في تصريحات المرشد والأسد والتي تعكس واقعا ميدانيا لمرحلة جديدة خطتها القادة الكبار بلم شمل كلمة الحق والخير والنصر ، خاصة بعد استعادة سورية اغلبية أراضيها ، وبعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي عليها ، هو الواقع الذي ينعكس على المفاوضات السياسية بعد التفاهم الدولي القائم حاليا ، كما الواقع الذي اتبع قيادات غربية وعربية اعترفت بمعادلة جديدة في سورية ، حين كانو يريدون إسقاط سورية التي حملت مؤامرات التقسيم الامريكي الاسرائيلي ، مرورا بجنوب لبنان ، وصولا بحضور ايران في سورية وبين قوسين الجولان ، كلها عناوين أصبح الكيان الاسرائيلي يخاف منها ، لماذا ؟

لأن زيارة الأسد اليوم لطهران كانت رسالة ايضا الى الجانب الاسرائيلي الذي يستهدف سورية باعتداءاته المتكررة بحجة أن هناك حضور عسكري ايراني ، لذا كانت هناك عدة رسائل مختلفة الاتجاه والجوانب مهمة لكل من سعى إلى تدمير سورية ، مفادها ، أن المقاومة انتصرت ومازالت مستمرة ، وأن الحرب على وشك الانتهاء لتدخل الولايات المتحدة بدورها الحرب الاقتصادية مع ايران ، ويبقى الأهم لهذة الزيارة بأنها انعكست استراتيجية العلاقات الوثيقة بين البلدين ، وإظهار التعاون المستمر رغم المتغيرات الاقليمية وكسر هيمنة العقوبات القسرية المفروضة عليها مم قبل واشنطن ، إلا أن محور المقاومة ماض في سياسته نحو تحقيق أكبر وأهم انجازات الانتصار التي ينتظرها الجميع على صعيد القدس ، ربما تكون هناك مفاجئات كبرى ، تزهل المنطقة برمتها ، بعد أن تغلب محور المقاومة على الأزمة ،

وأهم وأبرز ما تخلل زيارة الأسد هي أنها راسخة استراتيجية المحور المناهض التي جاءت بعد سلسلة من الانتصارات حققها محور المقاومة على الأرض ، وعلى مايبدو ،في وقت كانت اسرائيل تسعى للتطبيع مع الدول العربية ، كانت ايران تستعد لتطويق اسرائيل من غزة ولبنان والعراق واليمن وسوريا بالرغم من اختراقة اسرائيل الدول العربية بالتطبيع ولا سيما الخليجية منها واقتربت من حدود ايران وحاولت بتر العلاقات والتحالف لدولي ،ولكنها فشلت ، وأخيرا نقول بأن محور المقاومة خاض ومازال يخوض حرب متعددة المستويات والجوانب ، ستتبلور انجازاتاها قريبا بفتح باب خيبر قريبا من خلال رسم معادلات جديدة للمنطقة قد تغير نظام العالم العربي ليعيده إلى جادة الصواب في معادلة الحسابات السياسية القادمة لهذة الزيارة التي تولت اهتمام اسرائيلي مرتقب حتى اللحظة .

 

شاهد أيضاً

الاعلامي في طرابلس سامي كليب في لقاء حواري خاص نظمه المركز بعنوان “غزّة حلقة في مسلسل التدمير الممنهج للوطن العربي”

استقبل مركز مولوي الثقافي برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، ضمن فعاليات طرابلس …