أحترموا عُقُولنا قليلا”… واحترموا أنفسكم

نضال عيسى

على بعد أيام قليلة من الأستحقاق الإنتخابي النيابي وبعد أن صمتت أفواه المرشحين بحكم قانون الأنتخاب كان لا بد أن اتكلم عن المرشحين وبرامجهم الأنتخابية.
فهذه الدورة كانت مميزة عن سابقاتها بكل ما للكلمة من معنى
ولكن المتفق الوحيد عند المرشحين هو عدم أحترام عقولنا وعدم أحترام انفسهم

اولا” لنتكلم في السياسة بهذا الأستحقاق الذي يشبه سوق (عكاظ) وبحاجة إلى معادلات من أختراعات انشتاين علنا نعرف ماذا يحصل
قانون أنتخابي فُصل على قياس أشخاص؟ نواب يأتون لتمثيل طائفتهم بأصوات طائفة أخرى لأنهم لا يمثلون شيئا” في قضاءهم ولأجل ذلك لم يفصِلوه عن القضاء الذي يرفع لهم الحاصل وهنا أول نكسة للتمثيل الصحيح.. فلماذا لا يكون لبنان دائرة إنتخابية واحدة؟؟
ثانيا” تحالفات غير منطقية عندما يختلفون في السياسية ويتحالفون في الأنتخابات
أحزاب عقائدية انقسمت وجزء منها يعمل للتصويت لمرشح حزب طائفي فقط لأن المرشح المنتمي لهذا الحزب في الفريق الأخر… لقد هزلت

مرشحين من طائفة واحدة وتيار واحد يتقاتلون ويشتمون بعضهم البعض داخل لقاءاتهم ويتهمون بعضهم بالخيانة ضاربين عرض الحائط كلام زعيمهم بالمقاطعة
و مرشحين يعلنون أنسحابهم لأجل حفنة من دولارات..
ومرشحين يعقدون لقاءات مع مطلوبين للقضاء فقط لأجل صوت وبالطبع لن يكون صوت هذا المطلوب… يا للغباء

لقد تخطى عدد المرشحين الألف لملئ مئة وثمانية وعشرون مقعدا” والجميع اتحفنا في الصراخ والثبور وعظائم الأمور
جميع المرشحين الذين ينتمون لأحزاب لبنان رفعوا شعار الفساد والسلاح والإنماء.. والجميع أتهم الجميع بالأختلاس والسرقة والخيانة وتدمير لبنان.. وفي نتيجة الأمر جميع المرشحين أنقياء أتقياء شرفاء ومَن قام بالفساد والسرقة والهدر بعض المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة….. بئس هذا الزمان

لقد أستحضروا كل الماضي الأسود الذي كانوا انفسهم أسياد المرحلة فيه ووقفوا على المنابر يصرخون ويتهمون ويهددون. وانفسهم متفقون على سرقة الوطن وفي دماره موقعون ،
فأنتم جميعا” منذ اتفاق الطائف لغاية هذا اليوم شركاء الفساد والهدر والسرقة… على مَن تضحكون.. أحترموا عُقُولنا قليلا” واحترموا أنفسكم….
مئة وثمانية وعشرون مقعدا” نيابيا” في دولة عندما تسأل سياسييها عن عدد سكانها يقول لك أربعة ملايين وكأن الزمن توقف منذ عشرات السنين معتمدين على أحصاء قام به الفرنسيين منذ العام 1932
(ياعيب الشوم على هيك سياسيين) أين التشريع وأين الإحصاء اليس هذا الأمر معيب؟؟
أيها الشعب المسكين منذ خمسة أشهر والكهرباء تأتي ساعة واحدة على مدار اليوم الكامل والجميع يتباكى ويقول لا يوجد اموالاً ولا بترول لتزويد محطات توليد الطاقة فكيف توفرت قبل الأنتخابات بأسبوع حتى تأتي الكهرباء اكثر من ثمانية عشر ساعة باليوم؟؟
لا تفرحوا فبعد الأنتخابات سوف تدخلون جهنم فعلا” ولن يكون في لبنان كهرباء ولا طحين والدولار سوف يحلق ويتخطى الأربعين
لن تشكل حكومة ورئاسة الجمهورية إلى فراغ مبروك عليكم أيها الشعب هذا الغباء

نضال عيسى

شاهد أيضاً

الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته “قلبي ماني ناسي”

سانت ليفانت يقدم “قلبي ماني ناسي” بأسلوب موسيقي متنوع ومعقد رسالة عميقة ومؤثرة من خلال …