سورية تستذكر محراب شمس السادس من ايار

الكاتبة رنا العفيف

بايعنا الأرض موطنا للهوية الوطنية القومية ، وانطلاقا من مرتكز الإلتزام بقواعد الوجود والحياة ، فلا مساومة على الأرض اطلاقا ، ولا تقاعس لإستعادة الأرض المحتلة ابدا ، فكل الطاقات والإمكانات للأرض وفي سبيلها، من أجلها كانت ملاحم المجد في معارك التحرير والمواجهة ومن أجل الأرض سمت الشهادة إلى مرتبة الحياة وغدا الشهيد حيا أبدا ، وتألقت الشهادة بوصفها قيمة القيم وذمة الذمم ، وحين بايعنا إلى الأبد قائدنا الأسد ، بايعنا الإرتقاء الحضاري إلى الأسمى والإبداع الوطني إلى موقعه في الإرتقاء الإنساني العظيم ،وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد

إذ ننحني إجلالا أمام عظمة شهداؤنا وجرحانا ، فإنه واجب ان نقف احتراما أمام عظمة عائلاتهم الجبارة ، فتحية لهم على ماربو ، وتحية لأبنائهم على ماقدموا ، فلولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة ، لما حمينا البلاد والدستور والقانون والمؤسسات ، وبالتالي سيادة سوريا وبعظمتهم ووطنيتهم صمد الوطن ،
وتخليدا لذكرى الشهداء ، الذين ضحوا في أنفسهم في سبيل عزة الوطن وكرامته ، يستذكر السوريون على امتداد المحافظات والوطن ، الشهداء ، فهم أنبل من في البشر واتقاهم عند الله ، قدموا أرواحهم رخيصة لأجل الحق والفضيلة ، لتحرير طريق النصر وصون سوريا من الغدر والعدوان والارهاب ، فكان في محراب الذكرى ، أبطال من شخصيات سورية ولبنانية ، عندما أصر جمال باشا السفاح بإعدام واحد وعشرين وطنيا مما كانوا مطالبين بالاستقلال ، وذلك في ساحتي المرجة في دمشق ، والبرج في بيروت ، تقدم الأبطال إلى المشانق التي نصبها لهم الجلاد العثماني ، وهاماتهم مرفوعة لتحيا بلادهم حرة عزيزة ، مغروسة في عقول اجيالنا من مناهل النهج متأصلة بالفكر المتلاحق جيل بعد جيل يحملون الأمانة بعزيمة حتى تحقيق النصر ، واليوم مع إشراق شمس ايار يستذكر السوريون شهدائهم الخالدين في قلوبهم وعقولهم ، يضعون أكاليل الورود في اضرحتهم ، وقد عبدو طريق المجد والفخار لقوافل الشهداء التي لحقت بهم ليكتب التاريخ عن قامات السنديان الشامخة في سورية ، فكانوا شرارة الثورة العربية التي طردت الاحتلال العثماني مرورا بشهداء الثورة السورية الكبرى الذين مهدو الطريق لاستقلال سوريا من المحتل ، وجاء بعدهم شهداء حرب تشرين التحريرية وصولا إلى انتصار الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميه بعد ان تحولت كل ساحة في سورية إلى مرجة من الشهداء ، كما أيضا نستذكر شهداء الاعلام الحاضرين في وجدان عقولنا الذين لبوا نداء الوطن فعادو شهداء ، بل احياء عند ربهم يرزقون .

نعم شهداء السادس من ايار هم القوة الدافعة التي اسست لعصر المقاومة ، حتى غدا هذا اليوم يستذكر فيه السوريون ابنائهم الذين انارو الدرب وواجهو الاستعمار ومازالت قوافل الشهداء تتقاطر من أبطال الجيش العربي السوري الذين يواجهون الارهاب بكل بسالة ليكملوا رسالة الشهيد ، يؤدون الأمانة في سبيل عزة الوطن لتحيا بلادهم ، فسلام الله على أرواحهم الطاهرة الخالدة في وجداننا ، الباقية في عقولنا والتاريخ يشهد ويسجل أن في سورية ابطال لبوا نداء الوطن فسطرو اروع ملاحم البطولة في أشرس واعتى معارك الشموخ والكرامة .

شاهد أيضاً

نبوءة الغراب بزوال الكيان

احمد الشريف  قبل فترة ليست بطويلة من حدوث عملية طوفان الأقصى يوم 7أكتوبر من العام …