الرئيس بوتين يخص كتاب “الأسطوري ماريسييف” بكلمة ترحيب

روسيا تحيي في ذاكرة الأجيال صورة أسطورية لأبطال الحرب الوطنية العظمى ضد النازية..

 

د.نواف إبراهيم – كاتب، مستشار سياسي وإعلامي – موسكو.

تحيا الشعوب على ذاكرة بطولات الأجداد وتاريخها المشرف وعلى مآثر أبنائها في تحقيق البطولات في الدفاع عن الوطن في أوقات الحرب والإنجازات في وقت السلم.

كما يقال “الأبطال لايحسبون النهايات”، وكم من أبطال في تاريخ الأمم كان لهم الدور الأبرز في تحقيق الإنتصارات برجولتهم وتضحياتهم للدفاع عن أوطانهم، لكن هناك بالفعل قصص أسطورية قد تتعدى خيال الإنسان كونها تحتاج إلى ما لا يقاس من الإيمان والقوة والعزيمة والإرادة للإستمرار حتى آخر نفس في الذود عن الوطن، كما هي خير مثال من بين أمثلة لاتعد ولاتحصى قصة الطيار البطل أليكسي ماريسييف ابن روسيا ذات الخصوصية الأسطورية فعلاً والتي قد تفوق أحداثها الخيال والتصور وقدرة التحمل والصبر على الآلام والإستمرار في الدفاع عن الوطن بجسد مدمى بالإصابات والجراح والكسور في ظروف حياتية وبيئية وجوية لايقدر أي إنسان تحملها ليبقى على قيد الحياة.

 

هذه المآثر موجودة عند كل أمة وكل شعب يؤمن بالوطن وبأنه الشرف والعرض والكرامة ولا يفوقه غلاوة أي شيء في الكون، وقد قدمت روسيا قدمت في زمن الإتحاد السوفييتي السابق إبان الحرب الوطنية العظمى ضد النازية “الحرب العالمية الثانية” ما لا يحصى من الضحايا، قد تكون بالفعل الأولى في التاريخ من حيث التضحية، وبكل ثقة يمكن أن نقول إن هذا يذكرنا في التاريخ الحديث بسورية التي تخوض أيضاً ملحمة تاريخية في مواجهة الإرهاب على مدى عشر سنوات وحتى اللحظة قدم فيها الشعب السوري وجيشه دروساً وعبراً في التضحيات وتحمل شتى أنواع النوائب والمصايب التي حلت بالوطن السوري والمنطقة العربية كلها ولم يستسلم شعبها لهذا الإرهاب الذي يقدمه لنا وللعالم هذا الغرب كل فترة من الزمن بصورة جديدة وبمسميات جديدة، عدا عن محاولات تزوير التاريخ الفاشلة التي مارسوها وما زالوا حتى الآن لكنهم سيفشلون كما فشلوا من قبل.

 

في هذه المقاربة التاريخية بين الحرب على النازية في الحرب العالمية الثانية والحرب على الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط في سورية ولبنان والعراق واليمن وليبيا ومصر وفلسطين المحتلة والسودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرهم ، وما بين الحرب على النازيين الجدد نرى بالفعل سورية أقرب إلى الملحمة الروسية التي تتجدد اليوم في الحرب على النازيين الجدد، والتي يمكن أن تنتجر توثيقات ما جرى صورة تاريخية عميقة عن تضحيات وبطولات الشعب والجيش السوري ومن أدنى حقوقي كوني سوري الأصل وسأبقى أن أتمنى وأحب وأعتز وأفتخر ببطولات وأمجاد ومآثر أخوتي في الوطن الأم سورية، قدمت روسيا في الحرب الوطنية العظمى عشرات الملايين من الشهداء لتخليص العالم من نير النازية التي تعود اليوم بحلة جديدة وبدعم نفس الدول التي كانت ترعاها سابقا ولو أنها وقفت ظاهرياً ضدها في تلك الحرب آنذاك.

 

وبما أن روسيا كانت تاريخياً في مقدمة الدول التي يمكنها أن تقدم دروساً في التاريخ والنضال عبر قرون من الزمن تنهض اليوم من جديد لتكمل هذه الرسالة وتقدم أنموذجاً حقيقياً عن عدم القبول بأن يبتحكم بهذا العالم أياً كان لأن التاريخ أثبت أن الظلم والإستعباد والقتل والنهب والتدمير للشعوب والدول كان سمة كل المرحلة السابقة من القرن الماضي والحالية ومن هنا لابد للأجيال أن تعي وتذكر التاريخ القديم وتقاطعه مع التاريخ الجديد وتقدم لنفسها الخيارات والنتائج التي تفضي في النهاية إلى العيش في أمن وسلام وإستقرار وأن تبقى دروس وعبر التاريخ والإنجازات والبطولات والتضحيات نبراساً مضيئاً ومثالاً يحتذى به لكل الأجيال القادمة الأجيال الواعية المتعلمة المثقفة التي تسعى للعييش بسلام لا في حروب دائمة دون أن تقبل هذا القتل المتعمد في كل مجتمعات العالم لكل القيم والمبادىء والأخلاق الإنسانية التي تميز البشر عن غيره من مخلوقات الله عز وجل، لانه لايوجد حاضر بدون ماضي ولا مستقبل بدون حاضر يستقي الصواب من ماضيه ويتعلم من دروسه وعبره ليحيا بسلام وإقدام.

 

لم أدخل هنا في التاريخ والفلسفة التاريخية والإيديولوجية أو الدعائية بعمق ولم استجلب الصورة والحكم والأمثلة لأنها كثيرة ولايتسع لها الزمن بكامله، فقط كتبت كأي مواطن أة إنسان يفختر بأبناء جلدته ويتمنى أن يترك يوماً أثراً إنسانياً مشرفاً ورائه عندما يغادر هذا الكون فلا أغلى وأثمن من العمل الإنساني والتضحية من أجل الوطن والأخرين.
لكن ماقاله الرئيس بوتين في رسالته الترحيبية عن الكتاب يختصر الكثير من ما يجب أن يتمتع به القادة الذين يعرفون قيمة وقيم التاريخ الوطني عند الشعوب
الرئيس بوتين في رسالته “مقدمة الكتاب” قال :
أعزائي القراء!
أصدقائي الأعزاء!
في عام 2020، نحتفل بعيد مهم – وهو الذكرى الـ 75 للنصر في الحرب الوطنية العظمى.
إن هذا الحدث ذات أهمية تاريخية وأخلاقية، يجمع بين كل الأجيال، ويلهم الشعور بالفخر بشعبنا.أنا سعيد لأنه سيتم نشر كتاب عن الإنجاز القتالي ومآثر حياة أليكسي بتروفيتش ماريسييف، الطيار الشهير، رجل شجاع بروح معنوية عالية وشخصية صلبة فذة ، بطل حقيقي.

ساعدته الشخصية القوية والتصميم والوفاء للخدمة العسكرية على التغلب على أصعب الإختبارات والعودة إلى الخدمة رغم كل شيء. بعد الحرب، إنخرط في الأنشطة الإجتماعية، وعمل في منظمات قدامى المحاربين وتربية الشباب.
أنا مقتنع بأن هذا المؤلف القيّم سوف يسهم في الحفاظ على ذاكرتنا التاريخية، وبأنه سيكون ممتعاُ لشريحة واسعة من القرّاء. لا شك ، وبالطبع سيكون الكتاب هدية جيدة لكل أولئك الذين يحبون روسيا بصدق ويفتخرون بالسجلات العسكرية البطولية للبلاد.
رئيس روسيا الاتحادية – فلاديمير بوتين

وبهذه المناسبة، افتتحت رئيسة لجنة مجلس الإتحاد الفيدرالي الروسي للعلوم والتعليم والثقافة، ليليا غوميروفا، عرضاً تقديمياً لكتاب “ماريسييف الأسطوري” ومشروع ” درب المجد الروسي”.
في الـ 13 من شهر نيسان/ إبريل الحالي استضاف المجلس الفيدرالي للإتحاد الروسي بالتعاون مع مشروع “درب المجد الروسي” ومع صندوق القديس الشهيد فينوفاتيا الخيري وبدعم وتأييد رئيس مجلس الإتحاد ومبادرة المنظمة العامة الإقليمية في تفير “إحياء منطقة الفولغا العليا” وعضو مجلس الشيوخ عن منطقة تفير لودميلا سكاكوفسكايا معرضاً قدم فيه عرض لكتاب تاريخي يتحدث عن قصة ومآثر الطيار الروسي البطل أليكسي مارسييف أحد أبطال الحرب الوطنية العظمى، وخص الرئيس بوتين هذا الكتاب بكلمة ترحيب خاصة.

يصادف الخامس من أبريل/ نيسان الذكرى الثمانين لمآثر الطيار الأسطوري المقاتل، بطل الاتحاد السوفيتي أليكسي بتروفيتش ماريسييف، الذي كافح لمدة 18 يوماً وهو مصاب بجروح خطيرة للنجاة بحياته في غابة نوفغورود الشتوية بالقرب من فالداي.
نائب رئيس مجلس الاتحاد كونستانتين كوساتشيف أكد أن التربية الوطنية تكتسب الآن دوراً محورياً وأهمية خاصة “واجبنا المشترك هو العودة إلى أصول وركائز التربية الأجتماعية والوطنية الأساسية للأطفال والشباب. سيأتي الوقت الذي تتحد فيه الشعوب المنقسمة سابقاً في فهم المسؤولية عن مستقبلنا المشترك معرباً عن أمله بتحقيق ذلك”.

وفقاً لـ السيناتور ليليا غوميروفا ، لقد تمت ترجمة النسخة المصورة من مؤلف “الأسطوري ماريسييف” إلى عشر لغات. مؤكدة أن “هذا الكتاب سيخدم قضية السلام والحفاظ على الذاكرة التاريخية”.
ميخائيل سادوفنيكوف، مؤلف الكتاب ورئيس مشروع “الأسطوري ماريسييف”، قال إن هذا الكتاب هو الأول في روسيا الذي يثبت، على أساس البحوث الأرشيفية والتاريخية الوثائقية، أن العمل الكلاسيكي لبوريس بوليفوي ، حكاية “إنسان حقيقي”، هي قصة وثائقية، شارك في توثيقها أفضل المؤرخين المحليين.

 

كما تم تقديم الكتاب للمشاركين في عرض الكتاب بمشروع “درب المجد الروسي”، والذي شارك فيه بشكل مباشر فيكتور بونداريف، رئيس لجنة مجلس الاتحاد للدفاع والأمن. الغرض من هذا البرنامج الفريد، الذي استمر لأكثر من 15 عاماً، هو أنه في كل مؤسسة تعليمية أو وحدة عسكرية أو منطقة، يمكن ويجب تثبيت علامة تذكارية أو نصب تذكاري أو تمثال نصفي للمواطنين الذين يمجدون الوطن بلا مقابل.
في وقت لاحق ستتوفر هذه الملحمة الموجودة في روسيا باللغة العربية ويستطيع كل ناطق بالعربية أن يعيش حالة إنسانية بطولية نضالية تجعله يكاد يضع يده على الزناد في المعركة أو يذهب إلى دار أيتام ليقدم المساعدة…هكذا تلخصت قصة إنسان حقيقي، الإنسان الحقيقي لايكون في مواقف عن غيرها بكل في كل الأوقات والظروف والمواقف كيفما كانت حرباً أو سلماً هكذا هي الرجال وهكذا يجب أن نربي أجيالنا ونمدهم بأكسير الحياة الحقيقي لا بماديات الحياة وتوافهها الزائفة والزائلة .



 

شاهد أيضاً

بايدن وزوجته ينشران إقرارهما الضريبي في تقليد كسره ترامب

  نشر الرئيس الأمريكي جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن، إقرارهما الضريبي لعام 2023 الاثنين، …