في زمن الكورونا والأحداث.. باسمة عطوي ترسم الحزن

لا شك أن للفنون على أنواعها دور كبير في مسارات الأحداث التي تتوالى على أرض الوطن بمبادرات وتعبير، كل وفق الصورة التي تتراءى في مخيلته ويجسدها على أرض الواقع من خلال الكلمة أو  الصوت أو اللوحة وعلى هذا المنوال كان للفنانة  التشكيلية باسمة عطوي  إطلالة على المشهد الذي نعيشه أكان وباء الكورونا أو فاجعة إنفجار مرفأ بيروت.

• 

وفي دردشة معها حول تعبيرها للمشهد الذي نعيش من خلال الفكر والريشة، قالت:

الفنان أي كان إختصاصه هو من لحم ودم، يعيش هواجس الوطن والمواطن بكل أشكاله وأحواله، إنما الفنان التشكيلي على ما أعتقد يمتلك أحاسيس ورؤية تميزه عن سواه. ويكون على أهبة الإستعداد للتعبير  بالصورة واللوحة بما ترسمه مخيلته للمشهد الحدث، إنما يلزمه هدوء أعصاب وتوازن فكري وإستعداد كامل لإخراج اللوحة على الشكل الذي يريد، خاصة ما نعانيه في زمن الكورونا الذي شل حركتنا وحبس أنفاسنا وأجسادنا وعقولنا في شرنقة تتقاذفنا الهواجس والخوف والمصير، وإن حاولت إنجاز أشياء لتمضية الوقت الضائع يطلع معي أشياء لست راضية عنها كليًا وبعد فترة لا بد من التأقلم مع هذا الواقع الذي نحن فيه والإنطلاق بوتيرة متجددة ورسمت لوحة تجريدية تعبيرية حول التباعد الاجتماعي، وبعد ذلك حدث الإنفجار الزلزال  الذي زلزل كيان الوطن وما نتج عن إصابات في الأرواح  والممتلكات وها لا بد من تحرك المشاعر تجاه المشاهد المحزنة والصور القاتمة وتلقائيًا تخرج الصورة إلى الملأ وتكون اللوحة  من وحي المشهد وكان لي لوحة تجريدية تجسد هذا الواقع نشرت في عدة مواقع إلكترونية وصحف محلية.

• 

*هل للفنان التشكيلي  رؤية مستقبلية، ما بعد الشدة يأتي الفرج ويكون له بصمات من خلال رسومات ولوحات تعبيرية؟

– أتأمل وأتمنى ذلك، إنما هذا بعيد المنال في ظل وجود الطقم السياسي المتحكم بمفاصل الدولة ومؤسساتها منذ عقود من الزمن والبعض يسألني، لِما لوحاتك يغلب عليها طابع التشاؤم، فهذا مردوده للوضع العام في البلد والمنطقة ككل، الذي يسير نحو الهاوية ما لم تحصل معجزة بتغيير الطقم السياسي بأكمله والأتيان بوجوه جديدة شابة تحلم بالتغيير.

• 

وختامًا لكم أصدق مشاعر المحبة والشكر لإدارة مجلة وموقع “كواليس” التي تواكب أعمالي دائمًا.

فؤاد رمضان