أدباء وشعراء

 

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

رضا يونس ، قاص وروائي مصري .
مستشار لغوي لعدد من دور النشر
عضو نادي القصة بالمنصورة
رئيس اللجنة الأدبية للمبادرة الدولية( استدامة وطن)
مؤسس نادي *الساردون يغردون*

المنجز الأدبي:
-أميرة الفراشات..رواية
-هيت لك ..رواية
-من طين ..رواية تحت الطبع
-أحلام جائعة..مجموعة قصصية
-الحكّاء.. مجموعة قصصية..تحت الطبع
-خمسة كتب للأطفال.

 

القاص والروائي المصري رضا يونس:

الواقع الأدبي وثيق الصلة بالحالة الاجتماعية لأي مجتمع

 

قول : “وما الحياة إلا رحلة سرد، كلُّ منا يكتبها بمفرداته الخاصة
كيف يختصر الكاتب رضا يونس رحلته؟

رحلتي في الأساس مختصرة عمرها عامان لا أكثر، أنجزت فيها روايتي الأولى “أميرة الفراشات” ثم رواية “هيت لك” وتحت الطبع رواية من طين، كما أصدرت مجموعة قصصية بعنوان “أحلام جائعة” وتحت الطبع مجموعة قصصية بعنوان “الحكّاء”
من منجزاتي الأدبية عضوية نادي القصة بالمنصورة ورئاسة اللجنة الأدبية للمبادرة الدولية للقصة القصيرة، وتاسيس نادي اتحاد كتاب القصة القصيرة العرب، ونادي إضاءات سردية واخيرًا نادي (الساردون يغردون) .

 

*يقيم نادي ” الساردون يغرّدون ” مسابقات في كتابة القصة القصيرة .
كيف تقيّم مستوى القصص التي تُقدّم ؟ وهل ساهمتم في نشر إحداها ومساعدة كاتبها للإطلال على القرّاء؟

بدءًا دعوني أشير إلى دور نادي” الساردون” في المحيط السردي، فالنادي يهتم بفنون السرد المختلفة يقوم على فلسفة البحث عن المواهب السردية وتنمية تلك المواهب من خلال ورش كتابة وحضور لقاءات ومناقشات لكبار الكتاب، كما ان النادي يهتم باكتشاف صغار الكتاب الموهوبين من الأطفال، ولدينا مدرسة سردية تابعة للنادي، وورش كتابة للأطفال الموهوبين، اختصارًا نادي “الساردون يغردون واقع سردي ألكتروني جامع”
أما عن المسابقة فهي تكريم للمتميزين، ماديًّا ومعنويًّا، النادي يضم 3000 مبدع سردي عربي من صفوة الساردين العرب، والجميع لا يألون جهدًا في دعم المواهب الشابة.

 

*كتابة القصص للأطفال ليس عملًا سهلًا لأنك تخاطب خيالًا خصبًا وجامحًا إن صحّ التعبير .
ما هي الرسائل التي ضمنتها في كتبك الخمسة الموجّهة لهم؟

كتبت لجميع مراحل الطفولة، عناوين الكتب (عشبة السيد حمار- الحمار ملك الغابة- مسابقة الحساب- الملكة الريفية- وأخيرا مسرحية من ثلاثة فصول بعنوان” يد واحدة لا تصفق”
وهذه الكتب الخمسة أحاول فيها إبراز القيم الأخلاقية التي تبخرت وخاصة لدى الأطفال، كالصدق والأمانة واحترام الاختلاف والتعاون وأهمية العلم للمستقبل..

 

*لماذا يُقال دائمًا انّ جمهور الرواية أكبر من جمهور القصيدة ؟ وهل توافق هذا الرأي؟

ربما كان السبب الحقيقي من وجهة نظري وراء صعود الرواية إلى قمة الهرم الأدبي، يرجع إلى أنها أصبحت أقرب الفنون إلى ملامسة الواقع، والتعبير عن قضاياه المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فأصبحت الرواية أشبه بالسجل التاريخي، وإن جاءت لغتها في كثير من الأحيان رمزية لكنها بالتالي متشعبة الدلالة، فإذا أردت الآن أن تعرف أحوال أي بلد ما ومدى تقدمه أو تأخره، فإن ذلك يظهر جلياً فيما ينتجه كتابه من رواية، ولكن أشهد ان معظم الشعراء الذين غيروا قبلتهم شطر الرواية أبدعوا وتفوقوا على الروائيين أنفسهم، والدليل على ما أقول أستاذتي وملهمة السرد العربي “د. سهير المصادفة” فقد بدأت مشوارها الأدبي المشرق من شرنقة الشعر ومازالت وفازت بجوائز عربية وإقليمية لإنجازها دواووين خلدتها المكتبة العربية، ولمّا مغنطها السرد وانجذبت له تفوقت، حتى جاوزت الجوزاء سردًا، وصنعت مدرسة سردية ننهل جميعنا-الروائيين- من معينها..

 

*بصفتك مستشار لغوي لعدد من دور النشر ، هل حصل وأوصيت بوقف نشر كتاب لأن لغته لا تليق بالقارئ ؟ علمًا أنّ هناك كتب يُطرح حولها علامات استفهام كيف تحرّرت من الرقابة .

نعم هناك موجات من الضحالة والركاكة اللغوية، تنخر في جسم اللغة وتؤسس للغة هابطة سوقية، أقرب إلى العامية، فضلا عن لجوء شباب الكتاب إلى العامية الشبابية المحضة، لفراغ محتواهم من مفردات فصحوية.. أقوم بدوري بتوصية بعدم النشر، ولكن للحقيقة دور النشر لا تستجيب إلا للمكاسب المالية، لأن هذه الموجة التسونامية من الذوق المجتمعي ساهم في انتشار هذا اللون الهابط، ودور النشر تقدم ما يطلبه الجمهور، وإلا أغلقت أبوابها…والحل لدي هو استخدام لغة وسطية تتماشى مع الفصحى المستعملة والعامية الأقرب للفصحى.. .

 

*أنت رئيس اللجنة الأدبية للمبادرة الدولية( استدامة وطن) .
حدثنا عن هذه اللجنة وعن الأعمال التي تقوم بها.

المبادرة الدولية لاستدامة وطن هي مبادرة تهدف للرقي بالبيئة والحفاظ على الموارد واستدامتها، ولها فروع في دول عربية، مقرها الرئيس مصر، وتقوم على عدة لجان مختلفة للوصول إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع، ومنها اللجنة الأدبية المعبر الرئيس عن جميع اللجان ولسانها الناطق، من خلال لقاءات شهرية وندوات أدبية ومسابقات جلها يتصل بالبيئة.. .

 

*بصراحة وجرأة ، هل المشهد الثقافي العربي مطمئن أو أن ما يجري هو فورة وسائل التواصل الاجتماعي التي حلّلت العبث في مملكة الحرف؟

الواقع الأدبي وثيق الصلة بالحالة الاجتماعية لأي مجتمع، وحينما تقوم ثورة ما يلاحقها الأدب في ظهور ثورة أدبية موازية ومن ثم ظهور مدارس أدبية جديدة، ونحن الآن في أتون الثورة التكنولوجية، وإن لم نلاحق هذه الثورة يقينًا سنتأخر ويفوتنا الكثير..وسائل التواصل كأي عملة لها وجهان وعلينا اقتناص الوجه النافع منها، والمشهد الثقافي بدأ ينتبه لذلك، فظهر على السطح المجموعات الأدبية الألكترونية، والنشر الألكتروني، ورغم مناهضة كثير من الأدباء الكبار لهذه الثورة، لكن يبدو في الأفق أن الثوار الجدد قد فازوا بالقاضية بسهولة ودون مقاومة تذكر.. حقيقة بات الكتاب الورقى واللقاءات الواقعية دربا من الماضي، وعلينا الاعتراف بالواقع والسير في ركابه وصناعة واقع ألكتروني يؤثر في المشهد الثقافي..

 

*هل الكتابة برأيك أحلام عجزنا عن تحقيقها ، أو هي أحلام نرسم لها درب الحقيقة؟

الكتابة تمنحنا فرصا للأحلام الكاملة، وتمنح أحلامنا فرصا لتشكيل الحقيقة..

 

*أترك لك الختام مع فقرة تهديها لقرّاء كواليس

سعدت بهذا اللقاء الثري، جزيل شكري وعميق تقديري لمجلة كواليس والشكر موصول للمبدعة رانيا مرعي، دمتم منارة للأدب والثقافة.
أما عن هديتي، فيسعدني أن تلتحقوا بنادي *الساردون يغردون* كعضوية مميزة لقراء مجلة كواليس ومتابعيها.

 

وختامًا أهديكم ومضة قصصية من كتاباتي:

” داء فشل في تشخيص مرضه؛
مات بتناول أنثى خاطئة ”

 

 

🌿💐 تحية كوالس:💐🌿

“الساردون يغردون” عبارة استغربتها بداية ثم استوعبتها مع الشرح المسهب الجميل الذي تفضل به ضيفنا الكريم القاص والروائي المصري رضا يونس الذي جعلني أستبشر خيراً كما غيره من الضيوف الذين تختارهم الشاعرة المبدعة رانية مرعي في مسيرة نضالها في إحياء اللغة العربية البعيدة عن الإسفاف والإنحطاط الذي يحاول الجهلة إغراقها في متاهات وتسطيح عن جهل او قصد مسبق وكلاهما جريمة لا تغتفر

“الساردون يغردون” رياح ثقافية تهب علينا من مصر الحبيبة علينا جميعاً أن نشارك في التغريدات حتى ننسج حضارتنا المجيدة الجميلة والغنية

سنتان عمر عمل ضيفنا وعنده هذا الكم من العطاء إن كان من خلال الإنتاج الأدبي او المشاركات الثقافية الأدبية، فكيف لو كانت سنواته أكثر عدداً وماذا ترانا ننتظر في المقبل من السنوات من العطاءات المميزة

لا يسعني إلا أن أبدي إعجابي بالأسئلة المسؤولة المفجرة لكنوز الكاتب المبشرة بمسيرة ثقافية هادفة راقية ونقية من شوائب وتشويهات.

شكراُ مكرراً ومتأملاً بإطلالات مشابهة مبشرة بإبداعاتها وتنوعها وتميزها

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي وثيقة إحياء الأصالة عن تراث (ج /٣٣)

الباحث الثقافي وليد الدبس الأدب الشعبي و صفر دائرة الثقاقة السياسية _ تعتبر الثقافة صفر …