أحلى البشائر

د. نزار دندش

عندما كنتُ طفلاً صغيراً كنت أبشّر جدتي بعودة والدي من سفرٍ او بوصول قريبٍ عزيزٍ قصد زيارتنا فأحصل على مقابل البشارة وهو عبارة عن حبة حلوى صغيرة ملطّخةٍ ببعض الشوكولا او ربما على جوزة او حبة تمر . وكانت تلك الهبات التي كنا نسميها ” البشارة ” عطاءات لها القيمة والقدر .
وعندما كبرت قليلاً صارت البشارة تتعلق بعلامات الامتحان في المدرسة ( او بغياب الاستاذ عن حصته في مادةٍ مملّة ).
ثم كبرت خطوة أخرى فصارت البشارة تغطي شفاء مريضٍ او لقاء حبيب .
وعندما كبرت اكثر راح موضوع البشارة يطال احداثاً سياسية.
وما زلتُ أكبر ومواضيع البشارة تكبر الى ان وصلت اليوم إلى القمة ، الى البشارة الكبرى … فلكم فرحت اليوم عندما بشّرني الناطور بأن كهرباء الدولة تزور حيَّنا في الصباح … فقد اسرعت الى تشغيل موتور ضخِّ الماء لريِّ اشجار حديقتي !
ولا أعرف ماذا أقدِّم لمن أهداني هذه البشارة البشرى فساعدوني من فضلكم ساعدكم الله !!!

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

  المرتضى من بلدية طرابلس: مرحلة الانقسام والتجاذب رحلت ولن تعود ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب …