أحتكار الأدوية هو قتل متعمد

بقلم الكاتب نضال عيسى

ترتبط قضية الأحتكار بشكل عام بأزمة السلطة السياسية والإقتصادية، وهي ليست ظاهرة جديدة في لبنان، لكن ما يحصل اليوم جعل من الأحتكار أرتباط بالأزمة الاقتصادية لتتعدى ذلك إلى أزمة سياسية وأصبحت السلع المحتكرة لصالح جهات معينة تتحكم بها لأغراض سياسية واقتصادية.
ولكن بعض السلع التي يحتكرها بعض التجار تجاوزت الغاية الربحية والإقتصادية والسياسية لتصل إلى درجة عالية جدا” من فقدان الضمير ولا ابالغ إذا قلت انها وصلت (للقتل العمد)
ما يحصل في ملف فقدان الأدوية هو خطير جدا” وهذه الطريقة في الضغط على الدولة لرفع الدعم من قبل الشركات التي تحتكر الدواء هي قاتلة، مجرمة، وحقيرة حتى؟وهي لا تراعي أي شيئ من الأنسانية التي يجب أن تكون معيار مَن يعمل بهذا المجال الطبي؟؟
عندما تتجول على الصيدليات وترى الصيدلي كيف يحرَج عندما يأتي أحد المرضى ويطلب دواء ويقول له (مقطوع) وهذه الحالة تتكرر معه عشرات ومئات المرات في اليوم وكل ذلك بسبب أحتكار الشركات وعدم تسليم الصيدليات حاجة المواطن للأدوية؟
ولكن الأخطر هو أحتكار بعض الأدوية الأكثر من ضرورية والتي تشكل خطرا” كبيرا” على صحة المواطن بسبب أنقطاعها وهنا نقصد (القتل المتعمد) الذي بسبب قد تصل حالة المريض للوفاة إذا لم يحصل عليها وهذا ما أخبرني به اكثر من صيدلي اثناء جولتي عليهم امس حيث قالوا وبشبه إجماع عن أنقطاع طعم الكزاز وهذا الطعم إذا تعرض مواطن لأي إصابة وهو بحاجة إليه ولا يأخذه لديه أقل من أثنين وأربعون ساعة ليتسمم جسمه ولن يستطيع أحد انقاذه ؟هذا ليس قتل متعمد؟
أنقطاع قطرات عينية؟ ومميعات الدم. وأدوية السكري، والضغط، أليس أحتكاره قتل متعمد؟
كيف تستطيع أنسانيتك ان ترى أنسان يموت أمامك وبأستطاعتك أنقاذه بحبة دواء ولكن مصلحتك وجشعك وانانيتك واحتكارك لهذا الدواء بغية انتظارك رفع الدعم لرفع سعره أليس هذا قتل متعمد؟
الأحتكار يحاسب عليه القانون والشرع؟؟ ولكن لا يوجد مَن يحاسب أحد هؤلاء( الفجار)
و الصيدلي هو من يقف بوجه دموع موطن يطلب دواء والشركات تمتنع عن تسليمه
وغدا” عندما يرفع الدعم وبنفس اليوم سوف تنطلق الشركات لتسليم الأدوية التي كانت مفقودة وتمتليء الصيدليات كما حصل بموضوع حليب الأطفال الذي فقد من الصيدليات وعندما رفع الدعم بدأت الشركات بتسلميه للصيدليات وبكميات مضاعفة عندما أخبرني احد الاطباء الذين يملكون صيدلية عندما طلب عشرة قطع من حليب الأطفال فأرسلوا له عشرون وعندما قال لهم انا لم أطلب تلك الكمية فكان الرد يوجد الكثير؟؟
هذا هو لبنان يستغلون الأزمات على حساب صحة المواطن بدولة لا تستطيع محاسبة أحد وأصبحت كل الشركات والنقابات اكبر من الدولة
والمواطن هو مَن يدفع ثمن هذا العهر
والسؤال اليوم برسم جميع المسؤولين عن الملف الصحي في هذه الدولة هل سيتم محاسبة هؤلاء الفجار إذا رفع الدعم وغزت الأدوية التي كانت مقطوعة؟ الأسواق؟؟؟

 

 

شاهد أيضاً

البعريني: “نعمل مع رئيس ميقاتي ومولوي على إعادة اللبنانيّين العالقين في قبرص”

عُقد لقاء موسّع في بلدة ببنين في محافظة عكار تضامنًا مع اللبنانيين العالقين في جزيرة …