صوم المؤمنين في زمن الكافرين …

رئيس المركز الحضاري للحوار

السيد المهندس سمير الحسيني 

 

بعض التعاليم والقيم والواجبات الدينيّة التي تفرضها الرسالات السماويّة ومُتَفرِّعاتها وأهمّها وأجب الصيام ليشعر المؤمن بأخاه الإنسان وخاصة المحتاج منه والذي يقتات ولو بكسرة خبز وبوجبة وحيدة يومياً ليحافظ على إستمراريّة حياته والوقوف على قدميه ليومه الثاني.

من ينظر في حالنا يرى صورة مغايرة لكل ما يُقال وقيل وبخلاف أحكام الكتب السماويّة حتّى أصبحنا بعيدون كل البعد عن ما يجري في البلدان الأخرى وفي وقت الصيام.

الصدفة وخيرها بأن ما فرّق في السياسة جمع في الدين فمن سبق من نصف المجتمع في الصيام لحقه النصف الثاني في صيامه ورغم كل القوانين المفروضة و”فوق الدكّة شرطوطة” فقد شهدت الأسعار غلاء إلى غلاء فاحش طال الجميع دون تفرقة وحسب مزاج التجّار وأصحاب الوكالات الحصريّة بالمحسوبيّات والمنقطعة النظير يُسعِّرون ويبدعون فيها لدرئ الخسارة من ربحهم الغير منطقي.

وزارة إقتصاد غائبة وهيئة حماية المستهلك مستهلكة الصلاحيّة ومراقبي الأسعار دون مراقبة ولا حسيب والجميع لا إمكانيّة لهم على لجم أولئك الفُجّار فالكل شريك مضارب في لعبة المزايدات وبغباء مُتعمّد وحِنكة “ثعلبيّة”.

صوم المؤمنين في زمن الكافرين:
الكافرين بنعمة الله وعدالته ورحمته فعاثوا في الأرض فساداً ولعِبوا لُعبتِهِم الدنيئة في وقت الحاجة.

صوم المؤمنين في زمن المحتكرين:
المحتكرين للقمة العيش فصرِفوا ما في جيوب الناس غير آبهين عن حاجيّاتهم ومتطلّباتهم اليوميّة وتركوهم للغيب المشؤوم.

صوم المؤمنين في زمن الناهبين:
الناهبين لما خفّ حمله وثقل ولم يدعوا سوى الفتات فنهشوا ما تبقّى أمام أعيننا ونحن في ثُبات عميق ساكتين صامتين خاضعين بأعين مُغلَقة.

صوم المؤمنين في زمن الفاسدين:
الفاسدين وشركائهم في شركة مُتَّحِدة مُساهمة بإذلال المواطن وقهره حتّى حدود الإسفاف.

صوم المؤمنين في زمن الحاكمين:
الحاكمين بزمام أمورنا والقابضين حتّى على أقل مصادر عيشنا ورزقنا الذائب في جيوبهم وجواريهم المليئة المتخمة.

صوم المؤمنين في زمن الجوع وما بعده جوعاً أكبر وفقر إلى فقر سيطال رقابنا وما بعده القهر ومُشتقّاته وسنمضي به مُهلّلين للخالق أن يرحمنا في صيامنا من كافرين محتكرين فاسدين ناهبين حاكمين في زمن بتنا فيه ضائعين نبحث عن بقعة أمل في ظلمة دامسة لعلنا نجدها في النور الموعود من سنين وسنين خلت.

للصائمين صوم مقبول ….

للمؤمنين تمسّكوا يإيمانكم ….

للسبّاقين في عنجهيّتهم إرحموا من في الوطن يرحمكم الخالق في سمائه.

شهر رمضان مبارك علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات أعاده الله بكل عافية وصحة وسلامة وأمان.

شاهد أيضاً

الخولي: “تصريحات فارهيلي غير مفيدة وحان الوقت ليتصرف الاتحاد الأوروبي بتعاطف مع لبنان”

إعتبر المنسق العام لـ”الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين” مارون الخولي :”أن تصريحات المفوض الأوروبي لشؤون …