ذكريات من الماضي

تعبير كتابي مميّز للتلميذة:
سكينة علي كسّاب، في الصفّ الأساسي الثامن / ثانويّة الشهيد نعمة هاشم الرسميّة/ الزراريّة

 

في يوم من أيام الصيف الحارّة، طلبت مني أمّي ترتيب غرفتي؛ لأنّ الضيوف في طريقهم إلينا، سارعتُ في توضيبها برشاقة ونعومة.
وبينما كنتُ أضع الملابس في الخزانة لفت نظري كتابٌ قديمٌ أوراقه متآكلة ومغبرّة قد مرّ عليها زمان طويل. فتحته وأنا أشعر بالحماس والاهتمام، والغموض تجاه مضمونه وغلافه، صوره مكحّلة بالأبيض والأسود كالأقلام القديمة، رمقتُ في داخله صورة أرجعت لي ذكريات طفولتي الحالمة وبدأتُ أستذكر كلّ اللحظات السعيدة التي قضيتها في ذلك الوقت، وكأنّها كانت بالأمس، مرّت أمامي ذكريات محبّبة وقريبة إلى قلبي، وجدتُ صورنا أنا وأصدقائي عندما كنا في الخامسة من عمرنا، كانت أشكالنا لطيفة، ووجوهنا توحي بالبراءة والحنين والحبّ.
فتلك صورتي أنا وعائلتي، وتلك صورة معلّمتي كنتُ أحبّها حبّ الابن لأمّه وما زلتُ أحبّها ليومي هذا، أُكِنُّ لها التقدير والاحترام، فهي المسؤولة عن تثقيفي وتعليمي، ومرّت أمامي صورة جدّي الراحل، فانهمرت دموعي ورحتُ أجهش بالبكاء، وأصدر أنينا وكأنّ في داخلي نارًا تأكل قلبي، شعرتُ بألم شديد فيه، مسحتُ دموعي، وأكملتُ التفتيش في كتاب الأحلام، فرأيتُ صورة يملأها الضباب، أمعنتُ النظر فيها، فتذكّرتُ منزلنا القديم بألوانه الباهتة، الفاتحة والمظلمة، وبيوت أولاد الجيران الذين شاركوني لحظات محبّبة في قاموس عمري، احترق قلبي على فراقهم، فمسحتُ دموعي وحبستها في داخلي وأكملتُ النظر، فتّشتُ في الصور القديمة لعلّي أجد ذكريات أخرى، فوقعت عيني على صور ألعابي القديمة، فتذكّرتُ دبدوبي ” السيّد بوب” كنتُ أحبّه كثيرا ولا أستطيع النوم من دونه، وهذه صورة كلبي المفضّل ” ولسن” وهذه ألبومات صور متعدّدة للحيوانات الأليفة الصغيرة.
ما أجمل هذه الذكريات وما أحلاها! كأنّها جبلٌ من الحبّ والاشتياق والحنين والتمنّي، ما أجمل ذكريات الماضي البعيد!

شاهد أيضاً

الإمبريالية أعلى مراتب الاستعمار والصهيونية أعلى مراتب الإمبريالية

ناصر قنديل عندما كنا نقول إن كيان الاحتلال هو صفوة ما أنتجه العالم الغربي في …