“بين أمي ورياض سلامة”

 

كتب المغترب علي دياب شاهين على صفحته الخاصة فيسبوك:”

امي ما بعمرها قرأت كتاب لنوال السعداوي ، ولا لقاسم امين ، ولا كارل ماركس ، ولا حتى طه حسين ، اساساً أمّي لا كانت تقرأ ولا كانت تكتب ، ما كان عندها خلافات جوهرية مع ابي حول حقوق المرأة ، كل مشاكلهم كانت بادارة المصروف ، او كم كيلو لحمة لازم ينحط باللبن امّو ، او بعركة الكبة النيّه ؛ لانو لايؤمن ابدا بالاكلات النباتيه كبة الحيلة ، والسلق بزيت ، وتحويس الخبيزة ، وسلطة المخّو بعبّو ….

كان مجرد معاش استاذ مدرسة لازم تستلمه امّي اول الشهر ليكفي ل تلطعشر شخص ، تسع ولاد ، وام ، واب ، ومعهم ستي ، وبيت مفتوح : للسيف ، والضيف ، ولغدرات الزمان ، يعني معاش لتلطعشر شخص اذا هلق بتتركهم شهر بسوبر ماركت قاروط بينشفوا الرفوف ، ومع هيدا كلو كنا نلبس احلى ثياب وناكل احسن طبخ ، كانت نمليّة الأكل فيها كل شي ، وغرفة المونة لو حاصرنا جيش سنة او طمرنا الثلج ما كنا نهكل همّ ، وتعلموا الكلّ بأصعب ظروف الحرب الاهلية ، اربع مهندسين اخوتي الصبيان وثلاثة اجازات حقوق ، واجازة علوم سياسية اخواتي البنات ، الا انا ما كتير ركيت عالعِلم لانو كان عندي كره للثلاثيه الذهبية 🙁 ( المدرسة ، والمعلمة ، والكتاب ) وبعدني لليوم ما بطيق موقع الهمزة عا الاحرف ، ولا تقاسيم عروض الفارهيدي …. بهيدا المعاش حتى الجاجات بالقن ما كانو يجوعوا مع ثلاث بسينات بالبيت مع تبادل صحون الطبيخ مع الجيران …..

من كم سنة شفت مؤسسة مالية بسويسرا عم تكرّم حاكم مصرف لبنان بالادارة المالية للبلد ، اذا حدا بيعرف شو اسمها؟ بدي خبرهم انو سياج الحديد ، وصندوق الالمنيوم الّي عا قبور الموتى عم ينسرق ، وكل شي الو وزن وبينحط عا الميزان …
بين امية امّي ، وشهادات الحاكم والحكام، هي تلك المسافات الشاسعة بين ان تبني اجساد بالحبّ ، وان تهدم اوطان بالسرقة …

شاهد أيضاً

يجب على العالم بما فيهم الشعب الأمريكي والأوروبي أن يدافع عن حزب الله،.

بقلم ناجي امهز بداية: هذا المقال ليس موجها إلى أولئك المارين العابرين التافهين، الساكنون الساقطون …