🪶أَنت مِنّي!

محمد حمادة

في إحدى أيام الربيع جَلس الرَجل على اريكَته وقد أَعْيته الحياة وانهكته المُكابَدَة، فأخذ يُقَلِب الاوراق والصور في ذاكِرته عسى ان يجد شيئًا يساعده في إِسْتِرْجاع الروح الى جسده المُنْهَك العَليل..

ورغم تَصفُحِه لمئات الصور ومراجعة آلاف الاحداث في ذِهنه، منذ نشأتِه الاولى الى يومِه هذا، لم يجد ما يُرِيحه، لكن الغريب فى الامر كانت تخرج مرارا وتكرارا عليه صورة لامرأة في عمر الشباب، لَم يُميز رسمها في بادئ الامر… وبقي يبحث عن شئ ما لِيخرجه من حالة الكرب هذه بلا فائدة، الى ان اصابه الإِعْياء من كثرة البحث والتَفكر…فَرفع رأسه عاليًا واغْمض عَينيه،…. وكأنه أخذ قرارًا بالخُضُوع و الإِذْعان لحالِه، وما ان بدأ يَدخُلُ في سُبات الوَعي حتى ظهرت الصورة مرة اخرى … فصرخ الرجل أُمي؟…

وكانت دهشة الرجل عندما امسك بالصورة ليتأملها، فاخذت أمه تكبر في السن وملامحها تتبدل للاجمل، اما هو فيعود الى الشباب والصِبا والرضا والامان،

اخذ الرجل يُقَلِب في ذهنه قواميس لُغات العالم علَّه يجد كلمات تُعبر عن مشاعره نحوها فلم يجد، دواوين شعراء الكون وفلاسفتهم مرة تلو مرة عسى ان يجد ولو كلمة واحدة تعينه في قول ما يشعر به فلم يجد……

اغلق كُل شئ ونَفض عنه غُبار الافكار كُلها، وابقى ممسكًا بصورة أمه، وهم يبحث عنها فكانت جالسة كعادتها ترتشف قهوتها، ركع وإِتَّكَأَ برأسه على حضنها فهمست له، لا داعٍ للكلام!…..

هل نَسيت أَنَكَ مِنِّي .؟!

محمد حمادة

شاهد أيضاً

سلسلة ثقافة الأدب الشعبي وثيقة إحياء الأصالة عن تراث (ج /٣٣)

الباحث الثقافي وليد الدبس الأدب الشعبي و صفر دائرة الثقاقة السياسية _ تعتبر الثقافة صفر …