《 ليس إلّاك ملاك》

الأستاذة رداح عسكور 

 

يبقى صوت الأمّ بلسماً

وبه تُداوى الجراح.

نادت الأمّ فلبِّ النداء
أعرفت الصوت أمْ تجاهلت ؟!
فهي أمّ وللأم مقام
هي ملاكٌ ، هي بالإحسان.
أحقّ كما أوصى ربّ العباد

فلتتذكّر قبل أن تجحد
صوت من ناداك قبل
ان ترى النور عيناك
وهي تتغنّى ، وتترنّم باسمك وتنادي بنيّ!
بنيَّ كلمة على إيقاعها تتراقص القلوب
نسجت حروفها الأم من قلبها من دمها من روحها
تذكّر :كم مرّةٍ دفنت الأم حسراتِها لتسعد الأبناء !
كلام الأمّ . دعاؤها عكاز نتوكّأ عليه ، وتسمو به الأرواح
الابن روح .والأمّ نسغ تلك الروح .
أصغِ إلى صوتها تعاتب بل تشفق
بنيَّ!
لماذا تغضب؟
تطالبني بما لا أقوى عليه
بما لا أستطيع
سأقطف لك من الشمس نورا
سأهديك من النجم سطوعا .
سأكون بحّارا
يجدِّف بلا مياه
بنيّ
أصغ إليّ….تذكّر كلامي بعد الوداع
هذه يدي تغزل الضوء
تلملم الأفراح
تنثرها على بيادر حياتكم
قلبي رهن مطالبكم
أأرجع لكم ؟!
سأعبّد لكم الطريق
بورود المنثور والياسمين .
بنيّ! لا تنسَ أنّك امتداد للحياة .

قف أيها الإنسان في مرآب الحياة
حاسب نفسك
اطلب رضا أمّك
واسمع صدى صوت يختلط مع همسات المياه
يرجو ألا يقوى الظلام ويغلق دروب الحياة .
وتذكّر كيف تبقى الأمّ نوراً
وشعلة للضياء
سقتك رحيق الحبّ
وجعلت نفسها قارب أمان
لا تكن جاحداً وتذكّر
أمّاً غذتك لسانها، وأطعمتك روحها
سقتك حنانها ، ولا تنس
معلّماً جدّف بكَ
في سفينة الحياة
وحمل الرسالةبأمانة
وتبقى الأمّ شعلة
تلهب الحبّ في النفوس .

أيّتها الأم !
رؤياك اطمئنان ، والجنّة برضاك مرهونة، أنت تكتبين تاريخ الوطن، وتشقّين دروب الحياة
وتبقين يا أمّي لنور حياتي مداد .
يا رمز الطهارة والعفاف .
وأراك ، وأرى الأمّهات يعلّمن الابن كيف يشقّ طريقه ، ويعبر خندق الحياة الموصل للفجر الذي تردْن أن يشرق على المدى
ويبدّد كآبة، ويزيل حزناً، وينثر
الفرح من كلّ باب.
أطال الله أعمار الأمهات اللواتي مازلن على قيد الحياة ..

والرحمة للأمهات اللواتي رحلن .
كلّ عام والأمهات بخير .
وقبور اللواتي طواهنّ الموت
قطعة من جنان الخلد التي إليها تهفو النفوس .

شاهد أيضاً

احتجاجات الجامعات الأميركية مستمرة دعماً لغزة: الطلاب يواجهون إداراتهم

طلاب الجامعات الأميركية يستمرون بالتظاهر دعماً لغزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي، ويؤكدون رفضهم المحاولات المستمرة لتشويه …