جهاد أيوب ل”أجواء برس”: هم يغتالون الذاكرة وأنا أعيد صناعتها…وهذا هو الفرق بيننا

 

# الإعلام اليوم ليس إعلاماً بكل ما حمل، ولكن أنا أنا لست جماداً

# اطور اللحظة، ولن انكسر والمتطفلين من حولنا، بل هذا يعطيني زخماً افضل

# أنا دائماً حالة استثنائية في عملي، أكره الروتين، اجدد بالعلاقة

# الأهم أعمل ما أفقه به، وليس التطفل من أجل الحضور

# نحن أصبحنا بعد هذه التجربة أصولاً في فصول، ولسنا حالة عابرة جراء واسطة التنازلات

# انا ارفض التطاول على ضيفي، ولا أقبل أن يصبح دمية أمامي

# احترام الضيف هجر إعلامنا إلا إذا كان اللقاء مدفوعاً، حينها نجد المقدم عبداً، ومتسولاً، وشرشوحاً…

# برامجي “يتحركش” بالذاكرة، وهذا صعب جداً، والسقوط هزيمة للمشروع وللمذيع

# العروض التي قدمت لي حتى الآن ليست بالمستوى المطلوب لا قيمة ولا تجربة

# نعم السع ولا اصيب بمرض، بل اصفع حتى يصحصحوا

# الدراما العربية فقدت الهوية وثالوث الحكمة وتعيش من أجل الجنس والجريمة والدعارة

#والاتجاة إلى زوال الأشياء من الذاكرة، وأختفاء كل ما نحب!

هناء حاج

لا يهدأ جهاد أيوب في عالم الإعلام والأدب، منذ أن عرفته…يعمل على أن يبقى الإعلام بمستوى راق كما عهده هو وأبناء جيله، ويحافظ على صيغة الأدب بلغته البسيطة.
في رؤيته للإعلام بكل توجهاته، المرئي والمكتوب والمسموع، لا بد من حماية الفكر بعيدآ عن تجار الكلمة والفكر.
في لقائه مع “أجواء برس” لم يخرج عن صراحته مع المحافظة على بعض التحفظ المعهود فيه. صراحته قد تزعج البعض ولكنه يبقى جريئآ وصريحآ.
على رغم مسيرته الطويلة لا يتوقف عن شحن طاقته ليحافظ على نشاطه كما لو انه لا يزال في خطواته الفتية. وعن سبب هذا النشاط والمتابعة قال الإعلامي جهاد أيوب:

المحبة هي الأساس والسبب…نعم المحبة التي تغمر عملي، وتجعلني شغوفاً له، وبذلك الشغف يصنع الجديد، صحيح الإعلام اليوم ليس إعلاماً بكل ما حمل، ولكن أنا أنا لست جماداً، واتطور مع اللحظة، واطور اللحظة، ولن انكسر والمتطفلين من حولنا، بل هذا يعطيني زخماً افضل، انشط، اميز…يكفي إذا التقيت بأمثالك تختلف الصورة مهنياً مهما تعبنا.

 

 

* وصورتك كيف حافظت عليها؟
– بالحسم، بعدم التنازل، وبالتطنيش، والأهم أعمل ما أفقه به، وليس التطفل من أجل الحضور…وللأسف إعلام اليوم بغالبيته يتحكم به زمر متطفلة، ولكن حضورنا يعيدهم إلى حجمهم.

 

العمل المرئي

 

* انتقلت من الصحافة المكتوبة الى المرئية معدآ ومقدمآ ومنسقآ للبرامج، ألا تجد أنك يجب ان تكون متفرداً في التقديم؟ أم انك تفضل أن تكون استثنائياً في عملك؟

– أنا دائماً حالة استثنائية في عملي، أكره الروتين، اجدد بالعلاقة، واتحمس إلى كل جديد، احب المغامرة، أستعد لها، واعشق التحدي، وأنا له، لا اعمل من فراغ، وخوضي لهذه التجربة يعود إلى خلفيات التجربة، نعم وراء ظهري سنوات عملت من خلالها في الإعداد الإذاعي والتلفزيوني، وبصراحة من يعمل في الصحافة المكتوبة يستطيع أن يتنقل في كل جوانب الإعلام وفصوله… نحن أصبحنا بعد هذه التجربة أصول في فصول، ولسنا حالة عابرة جراء واسطة التنازلات.
الكل أجمع على أن أسلوبي بالتقديم أعاد الوهج الحقيقي للمقدم المذيع والمسؤول والمثقف، انا ارفض التطاول على ضيفي، ولا أقبل أن يصبح دمية أمامي، ولا اعزمه إلى مملكتي وأهينه، والأهم اتركه يتحدث، وادرك متى أسأله وأغير الحديث…
احترام الضيف هجر إعلامنا إلا إذا كان اللقاء مدفوعاً، حينها نجد المقدم عبداً، ومتسولاً، وشرشوحاً…
حاولت أن أعيد فكرة المذيع الجيد إلى أذهان الناس خارج الفضاء المجنون والحاقد، وخارج قلة الأدب والوقار!

 

* في برنامجك” من كبارنا” على شاشة تلفزيون لبنان استعدت امجاد الماضي الفني والثقافي، ونقلته من الزمن الجميل الى حاضرنا في محاولة لتنشيط الذاكرة وتعريف جيل باكمله على ثقافاتنا العربية…
* ما هي العثرات التي قد تواجهك؟

– سؤالك شرح الغاية من الفكرة والعمل، اشكرك عليه، وأما ما هي العثرات فلا بد من الشكر الكبير…لماذا؟ لآن هكذا نوعية من البرامج التي “تتحركش” بالذاكرة صعبة جداً جداً والسقوط هزيمة للمشروع وللمذيع، لذلك اتعامل مع كل اسم كذاكرة مستقلة ذات قيمة، ارفض أن استخف بالمكرم، وبذاكرته، وبما صنع.
عثراتي كثيرة، أولها في اختيار الضيوف، للأسف لم يعد لدينا الكبار كي يتحدثوا عن الكبار…اليوم غيرة قاتلة لاغية، أو عدم الاعتراف بمن سبق من الجيل المتوسط والحالي.
وأيضاً التواصل مع عائلة المكرم، يوجد عائلات يشجعون، ويشاركون بإنجاح الإعداد، وهذا ينعكس على نجاح الحلقة، ويوجد أبناء مشاهير لا يحبون أهلهم، ويغارون من شهرة الأهل رغم موتهم، وكم عانيت من هذا المرض خلال العمل، اترجى الأولاد أن يتحدثوا عن اهلهم، اليوم لم اعد اكترث لذلك، فأعوض بتكثيف الأرشيف…وأرشيف تلفزيون لبنان خطير ومسؤولية، وهنا عثرة في كيفية تقديم الماضي المريض بالعفن والغبار والنسيان…نحتاج إلى لقاءات أكثر حتى احدثك عن انتحار الأرشيف، فقط أدعوا المسؤولين إن وجدوا أن يتنبهوا إلى أرشيف خطير قد يموت من الإهمال.

 

الإعلام والأدب

 

* في ظل المنافسات الاعلامية بين الشاشات وتنافس سلطة المال في جذب المذيعين، لماذا لا تزال متمسكاً بشاشة تلفزيون لبنان في ظل التقلبات السياسية عليه؟

– العروض التي قدمت لي حتى الآن ليست بالمستوى المطلوب لا قيمة ولا تجربة، غالبيتها تريد مني أن أخلع ملابسي، وأشارك في تخدير الناس، أو قتل الناس، وأخذهم إلى الفضيحة والجنس والغباء، وهذه الأمور من أسهل ما تكون، وصناعتها لا تحتاج إلى متعة، بل تتطلب أن تكون صاحب فضيحة مثلهم، وتروح لها، والأهم أن تشارك في صناعة الكذب، وصناعة نجوم من فضيحة، وصناعة فضيحة من فراغ، والفراغ لا يوصل إلا إلى فراغات العقول اي إلى العدم.
انا عرضت الفكرة قبل تلفزيون لبنان على أكثر من فضائية وكان الجواب:” بدك تعيد الأموات…فكر ببرنامج جنسي فضائحي”…انسحبت، لآن تلك البرامج لا تحتاج إلى قيمة إعلامية، بل تتطلب ساقطين يسمحون بأن يُضربوا بحذاء ثرثارة على صفحات التواصل الاجتماعي…هم يغتالون الذاكرة، وأنا أعيد صناعة الذاكرة…هذا هو الفرق بيني وبين غيري.

 

* في الشعر والكتابة النقدية تجيد الوصف وتلسع أحياناً، هل تجد تغييراً في اسلوب من تنتقدهم، سلباً وايجابا؟

– نعم السع ولا اصيبهم بمرض، بل اصفعهم حتى يصحصحوا..أكيد اجد التغيير للأحسن، كم من مخرج كاتب ممثل ملحن وتشكيلي…انتقدتهم، وأخذوا بنقدي لآنه بناء، ولا مصالح شخصية فيه، ولكن، وبصراحة بعد أن ذهب الإنتاج الدرامي إلى كذبة الإنتاج المشترك، تحت كذبة المنتج المنفذ، وتدخل المنتج الأصلي الذي يملك الفضائيات النقد لم يعد مجدياً!

 

* كيف ذلك، الآن دورك؟

– شراء القلم الناقد أساسي في عملهم، ويصبح الناقد خدماتي، وخدمتجي، ويقبض راتبه منهم، وليس من المؤسسة التي يعمل فيها، اصلاً تلك المؤسسة أفلست!
كما أن المنتج الأصلي لديه مشاريعه السياسية، والناقد فردي لا يستطيع المجابهة، والدليل ما وصلت إليه الدراما العربية من فقدان للهوية، وهي تعيش من أجل الجنس والجريمة والدعارة، فقدت ثالوث الحكمة، والثالثة هو “المعرفة، الأخلاق، والعلم”…قنواتنا، وإعلامنا يخجل من استضافة الشعراء الكبار، الأدباء الكبار، والتشكيل للزينة، والمغني حتى يحل ضيفاً يجب أن لا يعرف بأصول الغناء، ولا يمتلك الصوت، بل من غير هدوم، وشكل سكسي، وصاحب فضائح…اعتقد الجواب واضح…ومع ذلك أكاد الوحيد الذي يطل في شهر رمضان عبر عشرات الفضائيات لأتحدث عن مستوى الدراما، ليس محبة بي أو اعجاباً، بل يعتبرون أن الحديث في دراما رمضان موضة في حينه، ويستقطب المشاهدين، دون الأخذ بحرف مما أقول!

* أصدرت اكثر من كتاب، الآن في ظل السوشا ميديا والانترنت، هل يمكن ان تستغني عن الورق لتتوجه الى اصدارات الكترونية؟

– للورق متعة لا توصف، ربما نحن أخر جيل يسعد بالورق، والاتجاة إلى زوال الأشياء من الذاكرة، وأختفاء كل ما نحب مع تطور العصر للأسف، ولكن للكتاب نكهة خاصة لا توصف، هي كالحب، تسحرك دون شعور، وترميك في بحوره …حتى الآن لا استغناء عن ورق الكتاب، ولكن الصحف والمجلات انتهى عصرها، ومن الماضي البعيد، ومن تبقى منها لا يعرف الخوض بلغة العصر، ويتكبر، وإن ترك عمله الورقي لا عمل لديه…!

 

* ما الجديد الذي ستفاجئ به متابعوك والقراء؟

– ديوان ” لا عدالة في الحب- بقايا منك”، ورواية” زائرة الفجر”، ورواية ” الكورونا والعزلة” عن تجربتي مع الكورونا، وحدث عالمي في الدوحة سأكون من صناعه في عالم الدراما إذا استطعنا التجمع بسبب وضع الكورونا المقيت.
اما برنامجي، فبعون الرحمن نعمل على تطويره، وربما سأقوم بتقديم برنامج حواري يومي في شهر رمضان المقبل في حال اتفقنا مادياً مع الجهات المعنية.
###

شاهد أيضاً

الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته “قلبي ماني ناسي”

سانت ليفانت يقدم “قلبي ماني ناسي” بأسلوب موسيقي متنوع ومعقد رسالة عميقة ومؤثرة من خلال …