تثاءبت أنغام فتملل جمهورها وخسرت وصلتها في فبراير الكويت!

كتب// جهاد أيوب

 

ما أن انتهت المطربة أنغام من وصلتها غير الناجحة في مهرجان فبراير الكويت 2022 العودة حتى تمسمرت لترد على شائعات طلاقها وزواجها عبر السوشال ميديا لتشغل الناس عن فشلها فنياً كما هو حال زمر مغنيان وفنانات السوشال ميديا في هذا الزمن القاحط على كل الاصعدة!
لا خلاف أن صوت أنغام من الأصوات الجميلة والقديرة، ولكن هذا لم يعد كافياً، وبإمكان صاحبته أن تطوره وتنوع الأداء فيه، وتحقق انتشاراً أكبر مما هي عليه اليوم، وهمها أن تنجح وتنتشر وتجمع المال خليجياً على حساب فنها وموطنها الأصلي مصر!
بدايات أنغام مع والدها هي بدايات حقيقية في الفن، والانضج، والأكثر قيمة وحضوراً تتمناها أي مطربة، ولن نتطرق إلى كثير من أفعال هذه المطربة في البدايات ضد علم والدها، وتصرفات دون أن تدري قيدت وأزعجت وحاربت والدها كما انتشر في حينه بالصحافة المصرية…ولن نستفيض في الحديث عن سفرها من مصر إلى الكويت مع والدتها دون علم والدها الموسيقار محمد علي سليمان، فقط نشير إلى ذلك حتى تدرك أنغام أننا نعرف ما تتجاهله، وربما ما لا تعرفه!
أنغام لم توفق، ولم تنجح في اطلالتها الاخيرة خلال حفل مهرجان فبراير الكويت العودة، والأسباب هي:
حينما علمت أنغام أنها ستغني إلى جانب بلبل العرب نبيل شعيل فرضت شروطها العنجهية وغير اللائقة، إذ قررت أن تختم الحفل، وأن يرافقها مجموعة من شباب العضلات المنفوخة كحرس، وأن لا يقترب منها الجمهور، وأن يوضع اسمها قبل إسم نبيل، متجاهلة تاريخه وعمره الفني الذي سبقها قبل عشرات السنوات، ولا يزال منافساً!
حينما أصحاب الحفل أخبروا نبيل شعيل بذلك خجلاً ابتسم البلبل، ووافق قائلاً:” أنا عندي جمهوري، وأثق بحضوري الفني، ولا يهم أين يضعون اسمي، ومتى سأغني، إذا رغبتم بأن افتتح الحفل فأنا مستعد، وجمهوري سيتابعني أينما كنت.”!
ما قامت به أنغام هو عباطة فنية، وهبل تنظيمي وإداري، وربما الغرور نسف تفكيرها، لآن نبيل منذ الكورونا لم يقدم أي حفلة جماهيرية، واكتفى بنشر أعماله الغنائية الجديدة، وكانت ضاربة ومنتشرة، وأيضاً الجمهور جمهوره، والبلد بلده، فمن المنطق أن يختتم الحفل لآن الجمهور بمعظمه له، ويشتاقه، وتجاهل ذلك عباطة دون دراية بأصول ما هو حاصل!
على أنغام أن تعترف انها ليست السيدة صباح وليست عبد الحليم حافظ كي ينتظرها الجمهور، وهذه حكاية لربما تتعلم الدرس.
ذهب حليم إلى السيدة أم كلثوم طالباً منها حفلة مجانية في بلده الزقازيق من أجل بناء مستوصف مجاني، فسارعت ثومة بالقول:” إنت لازم تروح عند صباح، الناس يحبونها جداً، وهي توافق على عمل الخير، روح لعندها بسرعة”!
ذهب حليم إلى صديقته صباح التي قدمت له أول فرصة غنائية على المسرح، وما أن فاتحها بالأمر حتى وافقت مباشرة دون قيود، فقط اشترطت أن تقدم وصلتها قبله، معللة طلبها بأن الجمهور جمهوره، فما كان من حليم غير الموافقة، و مازحها قائلاً:” انت خائفة، وانا حاغلبك هناك”!
أطلت صباح التي يعشقها كل الشعب المصري، يعتبرونها بلدياتهم، وبتاعتهم، الجمهور لم يتركها تغني لكثرة حبه وترحيبه بها، قدمت أكثر من ساعتين والجمهور يطلب المزيد، ومن ثم انسحبت!
اطل حليم، ولكن الجمهور طالبه بعودة صباح، وحليم من المطربين الأذكياء، فذهب إلى الكواليس ليعود ومعه صباح، والجمهور هاج وماج فرحاً لآن صباح عادت لتغني له أغنية وموال وتنسحب، وليعود حليم متألقاً وواثقاً لكونه تجاوب مع طلبات جمهوره، وغنى له بحب!
هذا درس يجب أن يتعلمه كل من يغني ويدعي أنه يغني!
أنغام خسرت الحفل لتجاهلها ما ذكرت، الجمهور تجاوب مع نبيل بطريقة هستيرية، وطالبه بالمزيد من غناء جديده وقديمه، وهو انسحب بذكاء فاتحاً المجال لضيفته.
صعدت أنغام لتنشد ما لديها، بعض الجمهور ترك الصالة مع نبيل ولم يعد، وأكثر من النصف استمر بالجلوس، وبعد الأغنية الثالثة أخذت تتثاءب ” لم نلحظ ذلك كمشاهدين- ولكن سيدة محترمة، ولها شأنها ووزنها في الكويت اخبرتني منزعجة من هكذا تصرف عبيط”…كان على أنغام أن لا تسمح بمشاهدتها وهي تتثاءب، هذا جعل الجمهور ينسحب، وأيضاً وبالفعل مع الأغنية الثالثة انسحب العديد من كان في الصالة لآن أختيارات أنغام الغنائية أيضاً لم تكن موفقة!
أنغام التي انشغلت بحراسها والعضلاته، وابتعدت عن محبيها بجلافة وفوقية غنت ما طاب لها من أغنياتها الخليجية، وبرأيي أن أهل الخليج لديهم من يغني لهجتهم، وهم يشتاقون إلى اللهجات العربية خاصة المصرية منها، وأنغام للأسف محسوبة على مصر فنياً، ولكنها لا تغني المصري إلا نادراً، ولم ينجح لها ومنذ سنوات أي أغنية مصرية، فقط همها أن تغني لهذا الشاعر، وذاك الأمير من أجل كسب المال، وهذا حلالها، والتواجد على الساحة الخليجية، وهذا من حقها، ولكن ليس على حساب جمهورها المصري والأغنية المصرية!
إلى الآن أنغام لا تحسب كمطربة مصرية، ولم تقدم أي أغنية شعبية ذات مستوى، أو أغنية تحقق لها النجاح الواسع في مصر رغم أنها معروفة، وربما في الآونة الأخيرة معروفة لكثرة مشاكلها التي تبقيها في الصورة!
أخفقت أنغام في حفل مهرجان فبراير الكويت 2022 العودة، ولم تحقق أي نجاح بعد طول غياب، والأسباب تتحملها هي لكونها سقطت في الامتحان، وختمت حفل غيرها فوقعت في شر تخطيطها وإدارتها!
الذكاء أهم من الانتشار، وهو التخطيط السليم ويحقق الانتشار، والأداء من الذكاء ولا حجة هنا لطبيعة الصوت، وكم يوجد من حولنا الأصوات الضعيفة، ولكنها منتشرة وفاعلة أكثر من صوت كبير بمستوى صوت أنغام!
على أنغام التفرغ للغناء المصري الجميل، وأن تعمل على صناعة أغنية شعبية مصرية تقدمها إلى الصف الأول، وأن تحاول الانتشار عربياً لا أن تكتفي بالغناء الخليجي، وبحفلات محسوبة لمن!
الواقع الغنائي اليوم يختلف عن الامس، والأمس اختلف عما سبقه، وقراءة موضوعية للأرض التي تقف عليها أنغام سيعيدها إلى الحضور الجيد، اي يبعدها عن حالها المتقوقع اليوم، ورغم إمكانياتها الجيدة فنياً هي اليوم ليست منافسة، وتشكل تكملة عدد لو ختمت كل حفلات العرب، وستخسر بريق حضورها كما الصفعة التي تلقتها في الكويت!

شاهد أيضاً

هذه هي نعمت شفيق أرادت خدمة الكيان

‏هذه هي نعمت شفيق أرادت خدمة الكيان فتسببت في مظاهرات 57 جامعة أمريكية ضد إسرائيل …