🪶لحظة هيروشيمية الطَابِع ونَاكازاكِية الهَوى!

محمد حمادة

بادئ ذي بدء، نَتمنى السَلام لِهذا العالم والإزدهار للإنسان، كُل إنسان، ونخصّ بالذكر في مَقالنا هذا وفي زماننا غَريب الأطوار هذا، أخوتنا في الإنسانية من المِثليين والمِثليات!!! (عذرًا على التأنيث والتذكير فهو فقط للإستخدام اللغوي) كي لا نُتَّهم بالعنصرية أو التَحيُّز أو التمييز والدكتاتورية أو اللاليبرالية! وللحيوان وكُل حيوان متعدد الخلية أو وحيدها كان، والنبات على أشكالها وبالأخص معشر السرخس الخجول… والكون بشكل عام ولا نستثني أحداً أو شيئاً… …

– البداية: انضِباط في الأحداث!

رغم عشوائية الأخبار، فالأحداث العالمية على خطورتها وبؤسِها و نَتَانتِها، مُنضبطة الإحداثيات إلى حَدِّ الكمال، وبأمانة مُدهِشة، قِصة مُجترة عن تاريخ الإنسان والحضارات، إن كان في الطريقة أو في الأسلوب، وبدون أي تغيير جوهري يُذكر، لا في المقدمة ولا في المتن ولا في الخاتمة، فهي قِصة قصيرة يعيد الإنسان تدوينها وقِراءتها مُنذُ آلاف السنين، قصة يدور رحاها بين حروب عظمية و أخرى حقيرة مُرقَّمة ومُدَّونة بانتظام وبِحرَفية عالية، حُروب ومَعارك بين الأمم والأفراد، ليست لدواعي المرض أو السفر بل لدواعي السَيطرة والطمع والخوف من الآخر فقط لا غير!

وهذا الصِراع بِغضّ النظر كيف ولماذا وأين ومع مَن يبدأ، فالنتائج دائماً ذاتها، هي حروب لقتل مجموعة من الناس (على مبدأ خَفِفوا تَعوموا)، وبالمقابل من لم يرحم ربي منهم ويَنجى، يبقى ليعيش البؤس والرعب والجوع إلى أجل قريب مُسمى، والبقية الباقية فهي لِخدمة النُخبة من الكَتَبَةِ المُسيّطِرة.

واللطيف أن هذه النُخبة لم تترك الأمور للصدفة أو للمفاجأة بل دونها وسجلوها لتكون عبرة لمن لا يعتبر، وأطلقوا على هذه الأمور صفات ومسميات عِلمية لِتُعطيها هيبة ورونقاً وجاذبية خاصةً عند دراستها في كليات العلوم السياسية والإجتماعية والإقتصادية، مسميات وعناوين على شاكلة صراع الحضارات، النظام العالمي الجديد، العولمة، الحروب السيبرانية والتكتيكية والعالمية والذرية الخ…

-المتن: طبائع البشر

والجميل في الأمر يا سادة يا كرام، أنه رغم قِدَم القصة وكُتّابها ، إلا أنها تَستهوي الجمهور المثقف، القارئ النهم، فيعيد قراءتها من جديد وكأني به يتصفحها للمرة الاولى!
ومِثال على ذلك الحرب العالمية الثالثة التى بدأت عملياً للتوّ، والمُخطَط لها منذ إفلاس العالم مرة أُخرى بَعد كُل مرة أُخرى، وانفجار مَثَانة الرأسمالية فى العالم كما في كُل مرّة بعد كُل مرّة…

لتبدأ الدول المُؤثرة في هذا العالم بالتموضع في مراكِزها الجديدة المُتقدمة بين الأمم، وبالمُقابل تبدأ دول أخرى (وعلى ضَخامة بَدَنِها وتَراكم الدهون الضّارة حول أحشائها إلى حَدّ التَدَلي) بالتقهقر وخسارة ما كانوا يملكون من التوحد والتوحش في إدارة العالم، والغير جدير بالذكر أنه يتم دائماً بشكل غير وِدّي وغير لائق ومهذب، بالإضافة إلى خسائر في الأرواح تُقَدّر عادةً بعشرات الملايين وفي تناسب طردي مع عدد سكان المعمورة (الأمورة)!

ما الجديد إذاً في هذا المشهد البائس لهذا العالم، والذي يتكرر منذ آلاف السنين والأعوام بالبشر العوام!!؟؟ لا شيء غير بعض التسميات والأرقام!

من لُطف الطبيعة أن الإنسان العادي دائماً يتوقع الخير ويحمل يقيناً بأن القصة سوف تنحرف عن أحداثها وأن المشهد سوف يتغير! إما بسبب الأمل أو حب الحياة أو النكران للواقع والتوقعات المُبالغ بها عن تقدم وازدهار الحضارات من يدري! (وهي خِصلة محمودة على أي حال) علماً أن القصة ذاتها مدونة على جدران الكهوف وعلى عظام أسلافنا من بني البشر، وورق البُردي وجلود القِرَدة وأوراق الافيون، وصُوِرت وعُرضت مراراً وتكراراً على المسارح والسينما والتلفاز وأشرطة الڤيديو (VHS) وصُوِرَت بكاميرات الپولورويد الفورية!!! رغم ذلك يبقى الأمل لدى العامة من الناس في أن ينحرف الزمن وتقف الأرض عن الدوران في محور شرها، ويبقى الأمل هو متصدر الوعى الجمعي!

-الخاتمة المُرّة: عشوائية في الأخبار

أما عتبنا هنا يقع على هذه العشوائية في نقل هذا أو ذاك الخبر والإصطفاف العنصري البذيء مع هذا أو ذاك الإنسان، علماً أننا لم نطالب به في الأساس!؟ ذلك أننا بطبيعة الحال والأحوال بَشَر عوام خارج التاريخ والأحداث الجسام، لا ناقة لنا أو حمار، ولا رأي مؤثر في أحداث بهذا المقام، فلا داعي لمحللين سياسيين ودراسات واستراتيجية، ومصادر خاصة ومشاهد كذّابة، وتبريرات للناس عن الأسباب والمسببات أو مؤتمر صحفي من هنا وتصريح من هناك، فهذه الأمور عادة للمشاكل الضيقة بين دول العالم الصغيرة لأحداثها الحقيرة، أما أحداث الدراما الكبرى فالأفضل الصمت، وأن نعيش حياتنا بشكل عفوي وفي ضيافة الروتين اليومي القاتل وكأن شيئاً لم يكن، إلى أن تحين الساعة أو الدقيقة أو اللحظة…… حينها وعندما ينقشع الغبار وعلى أمل ألا يكون هيروشيميُّ الطابع وناكازاكيُّ الهوى، لمن بقي من الأحياء، له إن أراد إعادة تدوين وتصوير المشهد من جديد، رقمياً هذه المرة.

محمد حمادة

شاهد أيضاً

تكريم مدير عام الشباب والرياضة فاديا حلال والمربي محمد عبدالله

مصطفى الحمود كرم نادي بيت الطلبة والمدرسة الوطنية الانجيلية في النبطية السيدة فاديا حلال لمناسبة …