التجحيش السياسي…

 

بقلم رئيس المركز الحضاري للحوار السيد سمير الحسيني…

في خِضمْ الصراعات يخرج ذاك ألمُستشرِس المُستزلِم وبكل عنجهيّة وثقة بالنفس المتأرجحة بين اليمين واليسار ونقل بندقيّة أفكاره المتنقّلة بين حاكم سيء وحاكم أسوأ وحسب عطاءهم المادي.

يرشق سمومه منها برصاصات طائشة لعله يصيب هدفه المميت في صدر الخصم لينال منه فلربما يعيره أهتمامه فيسند له خطّته معه وينقلب مع رصاصاته إلى المرمى الثاني وليصيب الأول وهو حيث تلمع العملة الخضراء أكثر والفوز لمن يتكارم عليه أكثر وأكثر.

هي سياسة إعلاميّة “دارجة” اليوم مع الكثير من الإعلاميين والصحفيين ذات المزاج والهوى المُتقلّب عن سابق تصوّر وتصميم وجريمة مُتعمّدة مع خُطَطِها الثعلبيّة.

نراه “ينط” من شاشة إلى أخرى ومن وسيلة إعلاميّة إلى ثانية وبيانات “واتسآبيّة” تُوزّْع ليدلي برأيه عن مُجمل الأمور وهو في غفلة عنها ولا يعلم بها سوى خلسة “داحشاً” نفسه جالساً في مجالسهم يمسح الجوخ ويُقبّل الأيادي للرضى والقبول.

أصبحت “موضة” الخبراء الإقتصاديين “وفّْيرة” وما يقولونه على لسانهم المُنمّق يتناوله الجميع في جلساتهم الخاصة او حتى في الشارع بين عامّة الشعب، فلا يعلم غيب إرتفاع العملة او إنخفاضها ولا عن الخُطط الإقتصاديّة وبرمجتها إلّا من يُدير اللعبة في عُلَبِهِ السوداء وعلى هواه ومزاجه “الرايق” والباقون مجرّد متفرّجون بعيون ناعسة.

الآن أصبح هناك ما يُسمّى “خبراء السياسة الخارجيّة” فإنبرى الكثيرون ممن ليس لهم شأن يتفلسفون ويتحدّثون عن حرب عالميّة وكأنها لعبة يلعبون بها عبر هاتفهم المحمول ويبدعون في وصف الخطط العسكريّة والإستراتيجيّات المُتبعة لدى الأفرقاء وهم لا يدرون ولا يدركون حتى نوعيّة الأسلحة القتاليّة الفتّاكة ولا ماهيّتها فيلقون اللوم على دول لا طاقة لها ولا حول سوى أنها جارة تلك الدول القريبة منها ويتناسون الدول الكبيرة الواسعة المقدرة والحلم الإستعماري القديم.

الرزق على الله وعلى بعض المحطّات التلفزيونيّة وشاشاتها الرخيصة والبائدة والإذاعيّة المدفوعة الثمن والمستزلمة لهذا وذاك، فساعة تنبّأ بإنقطاع الدقيق وأخرى بإرتفاع الأسعار وفقدان رياح الطاقة وهبوبها في السوق في الساعة والدقيقة التي يرونها مناسبة لأسيادهم وكمّية إنتاجها وتدفّق خيراتها ووصولها إلى بر الأمان.

بالفعل هو “التجحيش السياسي” والإعلامي لدى الغالبيّة والطلاق الثلاثي الذي يحتاج “مُجحّش” لإعادة الإذن بمزاولة الزواج الشرعي متوفّر من كافة الجهات المعنيّة وب”بلاش” .

الكل سائر في “تجحيشه” ومزرعة “فلتانة” بدون رباط او لجام يصدّهم ونحنُ ضائعون بين الحقيقة والوهم والخيال وبين من يصطنع الأخبار ويُفبْرِكها وبين الضالع بالأمور وينتظر نهاية الحرب ليُعلن بعدها الخاسر و”الكسبان” ودون ممنونيّة من أحد.

شاهد أيضاً

عون التقى محفوظ في اليرزة

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس عام الرهبنة اللبنانية …