العالم يحبس أنفاسه… العشرة أيام المقبلة ستهز العالم.

 

د.سلمان صبيحة

الأيام القليلة الماضية مرُّت على سكان الأرض وكأنها حلم يقظة مقيت أو كابوس أسود مخيف ، فالملايين من الناس لم تذق طعم الراحة والسكينة. .. الأعصاب مشدودة والعيون شاخصة والأفواه مفتوحة والقلوب لا تنتظم دقاتها منذ اندلاع الحرب ((حرب منع حلف الناتو من التمدد على الحدود الروسية ))،وهذه الملايين تنتظر مترقبة ماذا سيحدث وكيف ستتم ولادة العالم الجديد ، هل عن طريق ولادة طبيعية أم بعملية قيصرية؟ بالتأكيد بعد الولادة الجديدة للعالم ستتشكُّل معادلات سياسية و موازين قوى و معايير دولية جديدة سيتم على أساسها بناء علاقات دولية جديدة وسيكون تاريخاً فاصلاً في حياة البشرية…
إذاً العالم بعد 24/2 ليس كما قبله ، فالخيار الذي اتّخذته القيادة الوطنية الروسية واضح و لا رجعة عنه و الذي يتمثُُل في حق روسيا بحماية حدودها من التمدد الغربي الأمريكي العسكري لمحاصرتها و تطويقها و عدم السماح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
الغرب و أمريكا يدركان ما تعنيه روسيا ، و في المحصّلة هم لا تعنيهم و لا تهمُهم أوكرانيا بقدر ماتهمّهم الدول الأخرى في أوروبا الشرقية ، حيث يعتقد البعض أن مخاوف الغرب ليست فقط من الدخول الروسي إلى أوكرانيا و تغيير موازين القوى فيها لصالحها ، ووضع قيادة جديدة في كييف موالية لها و إنما مخاوف الغرب و أمريكا و حلفائها تكمن في أن يتابع الجيش الروسي ((خليفة الجيش الأحمر السوفيتي )) تقدّمه و يجتاح أوروبا الشرقية و دول البلطيق وسط ذهولٍ و شللٍ تام لحلف الناتو، هذا من جهة و من جهة أخرى قد تتطور الأحداث بشكل دراماتيكي غير متوقع يؤدي الى فتح جبهات جديدة لحلفاء روسيا على التوازي و بوقت واحد في عدة مناطق مختلفة من العالم، مثل: الصين لاستعادة تايوان ، و كوريا الشمالية لاستعادة كوريا الجنوبية ، و سورية و محور المقاومة لاستعادة الأراضي العربية المحتلة من قبل العدو الصهيوني…وغيرها من مناطق أخرى من العالم.
فكما هزت روسيا العالم عام 1917 بثورة أوكتوبر الاشتراكية العظمى بقيادة فلاديمير لينين. هاهي روسيا اليوم في عام 2022 بقيادة فلاديمير بوتين تهز العالم من جديد بثورتها المباركة ضد الإمبريالية العالمية المتمثلة بالاتحاد الأوروبي المشبوه وأمريكا وغيرها من الدول المجتمعة في حلف الضباع المتوحشة ” الناتو ” .
العشرة أيام المقبلة القادمة ستضع العالم أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما انتهاء سياسة القطب الواحد و الهيمنة الأمريكية الغربية و وضع حد لعربدتها و غطرستها إلى الأبد ، والقبول بمنطق التعددية القطبية و حق الشعوب بتقرير مصيرها بنفسها بعيداً عن منطق الهيمنة والإملاءات والعيش المشترك بسلام و أمان وحياة حرُّة كريمة مستقلة ، أو بتدمير الكوكب و اختفائه نهائياً من المجرة وفناء البشرية.
نعم العالم يحبس أنفاسه ، فالأوامر أُعطيت و السلاح الاستراتيجي النووي أصبح الآن موجّه باتجاه أهدافه المحددة وهو في جهوزية تامة
” مخرتش ” و يحتاج فقط إلى كلمة السر لينطلق وبعدها ينفخ في الصور لتقف البشرية على الصراط المستقيم و لتسدل بعدها الستارة على الطفرة الكونية التي تشكلت على أساسها الحياة على كوكب الأرض و استمرت لعدة ساعات أو أيام ضوئية فقط.
من المؤكد أن العالم اليوم يغلي و يبدو أن درجة الغليان فيه وصلت إلى نهايتها العظمى لتشكل معادلة كيمائية بسيطة تتلخص كما أشرنا سابقاً ب(( إما …أو)). أو بحسب المقولة الفلسفية لأبو ديبو والتي يستخدمها الآن فلاديمير بوتين بكل ذكاء بخطابه الموجه للغرب و لأمريكا قائلاً :
“بدكون تهادا تنهادا….مابدكون تهادا تنشو اسمه…”.
هزيمة أمريكا والغرب وكل من يدور في فلكهم بدأت من سورية وستنتهي إن شاء الله على تخوم الحدود الروسية بنصرٍ عظيم.
“أوليس الصبح بقريب”
د.سلمان صبيحة 2/3/2022

شاهد أيضاً

البيسري بحث والسفير البلجيكي في جدول زيارته المرتقبة إلى بروكسل في 22 ايار الحالي

  الامن العام يعلن المباشرة باجراءات ضبط وتنظيم ملف السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية إستقبل …