حوار في الثقافة والسياسة من إعداد الإعلامي د. وسام حمادة

 

في زمن العولمة والإعلام المرتهن وترسيخاً لمفاهيم الثقافة والمعرفة الراقية والتي تعيش غربتها القاتلة تعيد مجلة كواليس وموقعها الإلكتروني نشر لقاءات ثقافية وسياسية كان قد أعدّها وقدّمها لفضائية الإتحاد الإعلامي، د. وسام حمادة عبر برنامج 24 / 24

 

ولقاء العدد مع المخرج والكاتب المسرحي “البروفسور طلال درجاني”

  عنوان الحلقة:  “المسرح… زمن التراجع”

أغنية بعنوان:  ” المغني “

كلمات الشاعر:  ” ​توفيق زياد “

ألحان وغناء:  ” د. وسام حمادة ” 

 

 

 

 

الأغنية:

 

وأعطي نصف عمري ، للذي

يجعل طفلاً باكياً

يضحك

وأعطي نصفه الثاني ، لأحمي

زهرة خضراءَ

أن تهلك

وأمشي ألف عام خلف أغنية

وأقطع ألف وادٍ

شائك المسلك

وأركب كل بحرٍ هائج ،

حتى ألم العطرَ

عند شواطئ الليلك

أنا بشريّة في حجم إنسانٍ

فهل أرتاحُ

والدم الذكي يسفك !!

أغني للحياة

فللحياة وهبت كلّ قصائدي

وقصائدي ،

هي كلّ ..

ما أملك !

وأعطي نصف عمري ، للذي

يجعل طفلاً باكياً

يضحك…

 

 

– يسعدني أن ألتقي بكم بصحبة ضيوف نشطوا في العمل السياسي وتألقوا في عالميْ الثقافة والإبداع وتركوا بصمتهم على مسرح الحياة.

بدايةً أُرّحب بضيفي المخرج والكاتب المسرحي البروفسور طلال درجاني، أهلاً وسهلاً بك ضيفاً عزيزاً في هذا اللقاء.

الضيف: أهلاً بك دكتور وسام.

 

– ضيفي الليلة صاحب رؤية ورأي خاص، وخاص جداً في الحركة الإبداعية، يسبح عكس تيارٍ سائد من تسطيح للأعمال المسرحية، فيغوص إلى أبعد حدود في أعماق عمله حيث التفاصيل غير المرئية للآخرين أساساً لعلاقته لأيّ عملٍ إبداعي يقوم بالتحضير له، حين يتكلم في الواقع الثقافي عموماً والمسرح خصوصاً لا يُهادن ولا يُجامل، ويعتبر ضيفي أن الحركة الإبداعية تتعرّض لأسوأ هجمة من قِبَل المُدّعين، وأن التاريخ لم يُنصِف الكثيرين في الحركة المسرحية العربية عموماً واللبنانية خصوصاً بل على العكس تماماً فالحركة المسرحية تعرّضت لعملية تضليل عبر كتابة تاريخ لم يستند على حقائق علمية فيما يتعلّق بالمسرح اللبناني ونشأته.

على خشبة المسرح يتحوّل ضيفي إلى جزءٍ لا يتجزأ من أدقّ التفاصيل التي تحيط بالعمل، حتى أنه يضعك في حيرة كمراقب، مع من نتعامل ! مخرج أم ممثل ! كاتب أم سينوغرافيست ! مهندس صوت وإضاءة أم .. أم …!!

يرتحل بنا ضيفي إلى فضاءٍ يجيد التحليق فيه فينقلنا عبر مجرّات ونجوم ساطعة في عالم يتحوّل بين يديه عملاً مسرحياً يُراكم من خلاله كمّاً من المعرفة والإبداع.

من دواعي سروري أن أستضيف عَلماً من أعلام المسرح العربي واللبناني ولن أُخفي سرّاً بأنّهُ لو قُدِّر لنا أن يكون لدينا وطنٌ يحمي مُبدعيه لكان طلال درجاني علماً من أعلام المسرح حتّى على المستوى الدولي.

الليلة سأُبحر معك عبر نظرياتٍ ورؤىً وصرخةٍ قد تكون من نوع آخر إضافة إلى عدد من الصرخات، لكنني أعتقد جازماً أنها قد تكون الأكثر جرأة.

الضيف: ليس لدينا حلٌّ سوى هذه الصرخة.

 

 

 – دكتور طلال درجاني حضرتك خريج مسرح كييف وهو أحد أهم المسارح العالمية.

الضيف: كييف ماستر دكتوراه موسكو في أيام الإتحاد السوفياتي السابق.

 

 – تتلمذت على أيادي أهمّ الأساتذة.

الضيف: أندريه كونشيروف.

 

– ولَدَيّ عِلمٌ بمقدار الإحترام الذي تكنّه لهم إذ أنك تأتي على ذكرهم في كلّ لقاءاتك.

الضيف: أكيد لهم كلّ الإحترام وذكرهم أقلّ ما يمكنني فعله أمام عطائهم.

 

 

– كم تأثرت بالمسرح الروسي؟

الضيف: المسألة لا تتعلق بمدى تأثير المسرح الروسي بي، فالمسرح الروسي مدرسة قائمة بحد ذاتها بمنهجية ستانسلافسكي ومايرهولد ودون كيشوت، والعالم كلّه تقريباً يعمل في هذه المدرسة، أمّا الذي أثّر بي كثيراً فهو الأدب الكلاسيكي الروسي المميّز، وكان للأدب المعاصر الروسي الذي عايشته التأثير الأكبر، وهذا التأثير يعود إلى أمر واحد وهو المستوى العلمي الأكاديمي الجيد والذي لو لم يكن كذلك لما تأثرت به، وكان من الممكن أن أتأثر بأيّ مدرسة وبأيّ منهجية علمية أكاديمية بشكل جيد، لكن الصدفة أن ستانسلافسكي ومايرهولد .. قد أوجدوا أُسس ومبادئ فن الإخراج المسرحي.

 

 – يعني لو قُدّر لك مثلاً أن لا تسافر إلى الإتحاد السوفياتي وتدرس هذه المدرسة، وسافرت إلى فرنسا أو إلى أي دولة أوروبية كما الكثير من أترابك وأصدقائك، هل كان هذا المناخ الأوروبي سيُشبع طموحات طلال درجاني؟

الضيف: حقيقة الأمر أنه كان لدي منحة إلى فرنسا قبل ذهابي إلى الإتحاد السوفياتي، ورفضتها وفضّلت الدراسة في موسكو لأنّني أعلم أنهم يعملون وفق منهج ستانسلافسكي -، ومايرهولد والذي يعمل به الفرنسيون، فلماذا أذهب إلى فرنسا .. كما أنّه في أميركا أهمّ استديو اليوم أكثر أساتذته من الروس ويعملون أيضاً وفق منهج ستانسلافسكي مايرهولد، فلماذا أذهب إلى أميركا، هذه المدرسة أسّست فن الإخراج للعالم، لا بل أسس ستانسلافسكي العمل على الأدب والكاتب وعلى النص والممثل، كما أسّس للقيام بعرض مسرحي متكامل، هذا العرض المسرحي المتكامل أدّى إلى ثورة حقيقية على ما كان العالم عليه منذ زمن الإغريق حتى العام 1900، حين أتى ستانسلافسكي وقَلَبَ كلَّ المقاييس، وكانت ثورة حقيقية على مستوى المسرح، ومن هنا أعاد صياغة كلِّ المفاهيم المسرحية السابقة بلغة جديدة أوجد المخرج من خلالها.

 

 

 – ألم يكن هناك مُخرِجٌ ما؟

الضيف: لا لم يكن هناك أيَّ مخرج، لقد كان موليير هو من يقوم بإخراج مسرحياته، ولكن، لا علاقة له بمبدأ فن الإخراج، وكذلك شكسبير كان يقوم بما يُسمّى مُنظّم عرض.

 

 – أي أنه كان كاتباً ومنظّماً للعمل.

الضيف: نعم كان منظّماً للعرض، ولكن أتى ستانسلافسكي وأوجد منهج إعداد الممثل وإعداد المخرج ومنهج إعداد عرض مسرحي متكامل من الألف إلى الياء، هذه العظمة التي قام بها ستانسلافسكي في أيام الإتحاد السوفياتي، أو الذي حصلت عليه أنا من هذه المدرسة في الإتحاد السوفياتي.

 

– على كُلٍّ هي مستمرة حتى قبل الإتحاد السوفياتي وبعدها، إذ أنهم لم يتوقفوا عن المتابعة مع الثقافة الروسية والقيصرية، بل على العكس دائماً، نجد أن هذه الدول تحافظ على هذا التراث.

الضيف: أكيد، فهم قاموا بعمل كلّ الكلاسيك الذي سبق ستانسلافسكي، ومنهم داستايفسكي وبوشكين وتشيخوف الذي عاصر المرحلتين قبل وبعد، وهذا الأدب هو أدب كلّ العظماء في العالم، فالمخرجون والمعاصرون اشتغلوا على الأدب الروسي، وبرأيي أن الأدب الكلاسيكي الروسي هو أكثر أدبٍ عالمي يمكننا العمل عليه لخدمة الإنسان والإنسانية، لأنه أدبٌ عميق وبعيد وشخصياته تحمل بُعداً إنسانياً كبيراً جداً نحن بحاجة له الآن تحديداً في ظلّ كلّ هذه الحروب التي تشتعل في عالمنا المصحوبة بكلّ أنواع الظلم والمآسي، لذا علينا أن نجد هذا الإخراج لهذه النصوص الرائعة.

 

 

 

– سأُكمل هذا الحديث مع حضرتك ولكن بعد متابعة هذا التقرير الذي يدور حول جزئية من هذه التجربة رغم أنك مُقلّ جداً في عملية إعطاء المعلومات، وهذا ما سنناقشه بعد التقرير.

 التقرير:

إحتل المسرح فترةً طويلة من الزمن مكان الصدارة في تدرّج الفنون على اختلاف أشكالها واستقطب حوله جمهور الصفوة.

طلال درجاني مخرج مسرحي حصل على دكتوراه في الإخراج المسرحي من المعهد الوطني للفنون المسرحية في كييف، ترأس وكان من أبرز مؤسسي الجمعية الفنية الثقافية المسرح الآخر، شكّلت أعماله مادة بحثية للدراسات الأكاديمية والمقالات العلمية العديدة، كما شكّلت المادة الأساس في كتاب من جزئين “طلال درجاني جدلية ستانسلافسكي ومايرهولد، وهو من تأليف الدكتورة ماريا كريستي باخوس.

لديه العديد من الأبحاث والمقالات العلمية المترجمة إلى اللغات الأجنبية ومجموعة من القصص القصيرة والمسرحيات، من أبرز أعماله المسرحية على خشبة المسرح السوفياتي: “تلميذ الشيطان” “من هناك” و”النفوس الميتة”.

 

 

– إستكمالاً لهذا الحديث، كنّا قد قمنا بإستعراض تاريخي إذا صحّ التعبير لهذه المدرسة التي تؤمن بها وتحمل لواءها وأعني المدرسة السوفياتية والتراث الروسي في عالم المسرح والإخراج.

اليوم هل يجد طلال درجاني أنه استطاع أن ينقل كلّ ما يحلم به ولو جزئياً من هذه المدرسة من خشبة المسرح الروسي إلى خشبة المسرح اللبناني أو العربي؟ وهل يستطيع المتلقّي اللبناني أن يتحمّل هذا النوع من النصوص؟

الضيف: في الحقيقة ليس من المطلوب أن أنقل هذه المدرسة أو المسرح الروسي إلى لبنان، أنا أعمل وفق منهج ستانسلافسكي مايرهولد الذي يعمل به كلّ العالم، لكن في لبنان لدينا مشكلة كبيرة في المسرح ونعاني منها منذ أيام مارون النقاش، حين قام مارون النقاش بأول عمل له والذي اعتُبر رائداً للمسرح اللبناني والعربي في العام 1848 حيث أخذ موليير البخيل وحاول العمل عليها، فبرأيي أن الأزمة بدأت منذ العام 1848 مع هذا الرائد، وهو رائد مصطنع، رائد التزوير الذي شوّه موليير كما شوّه المكان والزمان والشخصيات، وقام بالإقتباس بلغة غير أكاديمية إذ أن هناك حوارات كبيرة بين مفهوم الإقتباس وكيفية اتخاذه وإعداده، وأنا أرفض أيّ عمل مسرحي لا يمّت بصلة إلى اللغة الأكاديمية والعلمية، تماماً كما لا يمكنني أن أذهب إلى ما يسمّى بالطبيب العربي ليُداويني، أنا أؤمن باللغة العلمية والأكاديمية في كلّ الميادين، ومارون النقاش لم يكن أكاديمياً أو علمياً، لقد حاول العمل كظاهرة كانت موجودة، ولكن للأسف ما زالت لغته مستمرة إلى اليوم في المسرح اللبناني والعربي.

 

– هنا يُطرح سؤال في هذا الموضوع تحديداً والذي يقع ضمن السياق الأساسي من هذا اللقاء، حضرتك تعتبر أن هناك عملية تزوير حقيقية لهذا التاريخ المسرحي اللبناني بدأ منذ العام 1848 مع مارون النقاش، بينما كلّ الأكاديميين في لبنان وكلّ الدراسات التي جرت على المستوى الأكاديمي أو الجامعي وحتى على المسرح إلى هذه اللحظة ما زالوا مُصرّين أن مارون النقاش هو الرائد في هذه العملية.

هل أنت الوحيد الذي اكتشف هذا الأمر أم أنه عملياً هناك عدم اكتراث لأرشفة التاريخ الحقيقي للمسرح في لبنان؟

الضيف: منذ خمسة عشرة سنة وأنا أقوم بعملية بحث عن هذا التاريخ المسرحي، وصحيح أنّني قد أكون أنا الوحيد الذي طرح هذا المشروع وأوّل من أطلق هذه الفكرة، فنحن لدينا مشكلة كبيرة  بمفهوم اللغة الأكاديمية في جامعاتنا، جامعاتنا في الوطن العربي وفي لبنان من الأساس لم يكن فيها إختصاصيون، كنّا نعتبر أن المسرح هكذا يكون، وفي الحقيقة هو ليس كذلك، إذ أن روح المسرح تختلف تماماً عمّا هو سائد من حيث مفهوم الإقتباس والإعداد وإعداد النص، والكاتب الذي يحترم نفسه لا يقبل بتزوير وتغيير المكان أو الزمان أو الشخصية أو كلّ مقومات الرواية أو القصة أو النصّ المسرحي، ليس هناك كاتباً حسب تجربتي المتواضعة مع الكُتّاب من فؤاد كنعان إلى مارون عبود الذي اشتغل على الأدب اللبناني يقبل أن تُغيّر وتُعرّب وتُلبنن أيّ نص، يعني كأنّك تأخذ جبران إلى أميركا وتعمل منه جبران أميركي وهو جبران خليل جبران اللبناني، هذا مرفوض لدى الكُتّاب الذين يحترمون أنفسهم، فبرأيي أن قسماً كبيراً منّا كان يجد منفساً ومخرجاً، لا أكاديمياً أو علمياً بأنّ هذا ما يريده الجمهور، والجمهور لا يريد ذلك، بل كان من المفترض أن تعطيه ثقافة علمية أكاديمية فنيّة حقيقية، ويتربّى معك على هذا النحو لتبني تراكماً ثقافياً حقيقياً لتتمكّن من بناء حضارة حقيقية على مستوى الثقافة والفكر والإنسان، وعلى مستوى لغة مسرحية والبحث عن كيفية تطوير هذا العالم وهذا المجتمع ثقافياً وفنياً، لذا حاولت القيام بنوع من الثورة نحو التغيير باتجاه اللغة الأكاديمية وليس حبّاً بالتغيير كحركة مختلفة.

 

 

 – باتجاه لغة موجودة ولكن لا أحد يعترف بها أو أنه لا أحد يقوم بتطبيقها بالحدّ الأدنى.

الضيف: صحيح هي لغة موجودة، يعني جبران خليل جبران موجود وميخائيل نعيمة موجود وكذلك مارون عبود وفؤاد كنعان ويوسف حبشي الأشقر وتوفيق يوسف عواد وغيرهم من الأسماء الكبيرة، ولا ننسى أمين معلوف العظيم الذي يجلس على كرسي الأكاديمية الفرنسية العظيمة، فنحن لدينا أسماء مهمة جداً، كما أن هناك أسماء عالمية يجب أن ننقلها إلى مسارحنا وإلى عالمنا والتي أيضاً نحن نحافظ عليها، ومثال على ذلك روميو وجولييت الموجودة لدينا، لماذا أقوم بتغيير روميو إلى قيس وجولييت إلى ليلى، لماذا هذا التغيير بالأسماء وبالمكان والزمان والشخصيات وبالحدث وبالفعل ..!!

 

– لبنان حَظِيَ بأسماء كبيرة كما تفضّلت دوناً عن كثير من الدول .. مثل جبران خليل جبران وتوفيق يوسف عواد، وكلّ هذه الكوكبة التي ذكرتها حضرتك، لماذا لا يعمل أحدٌ ما من المخرجين العرب وتحديداً في لبنان عليهم، بينما تجدهم دائماً يبحثون عن النصّ الذي يواكب اليوم إذا صحّ التعبير أو تراهم يذهبون إلى تاريخ الآخرين؟

الضيف: أنا لا أعرف لماذا الآخرون لم يعملوا على هذا الأدب، لكن أنا منذ العام 1992 حتى هذه اللحظة أعمل على الأدب اللبناني المعاصر والكلاسيك بالجامعة اللبنانية في قسم التمثيل.

 

 – وهذا النوع من الأدب هل يلاقي قبولاً؟

الضيف: نعم إنّه يلاقي الكثير من القبول، ولذلك دائماً أدعو للإنطلاق من بيئتنا حيث يكمن تراثنا لنتمكّن من معرفة مفهوم هذا التراث ومن ثم ننتقل إلى الخارج أي إلى المنطقة العربية والعالمية، لأننا إن لم نعرف تراثنا لن نستطيع اكتشاف تراث الآخرين أو بيئة الآخرين، وللأسف هذا التراث الموجود لدينا وهذه الثروة الكبيرة جداً أهملناها واعتبرناها كالنفايات التي تملأ السوق، نحن علينا العمل على هذا الأدب العظيم والتنقيب عنه ووضعه على المكتبات والمسارح وعلى شاشات التلفزة، خلافاً لِما يتم عرضه اليوم على الشاشات من مسلسلات تؤدّي إلى تسخيف وتسطيح عقل المشاهد، والتي تسعى إلى إلغاء  تفكير الإنسان، فجبران خليل جبران وكلّ تلك الأسماء العظيمة التي ذكرناها تجعلك تفكّر وتقوم بتطوير عقلك وقلبك وإحساسك، وهي التي تطوّر عند الإنسان عملية وجوده وإحساسه كإنسان بالدرجة الأولى ليتمكّن من بناء مجتمعٍ ذات علاقات إنسانية كبيرة، وما من عظيم إلّا وكتبَ من أجل الإنسانية والإنسان.

 

 

 – لذا نجد أن معظم أعمالك تلامس الحركة الإنسانية، أي أنك تختار دائماً النصوص التي يتفاعل معها العقل والإحساس في آن معاً، هل تواجه صعوبة أثناء قيامك بهذا التمازج ما بين العقل والإحساس؟ فعادة إما أن تأخذ المتلقي باتجاه العقل أو أنك تعمل على عواطفه.

الضيف: لتأخذ هذا الإيقاع عليك ضبطه بنوع من التوازن بين العقل والإحساس، فهناك خيط رفيع جداً وهو أن تضبط هذا الإيقاع وتسير به على الخشبة بالتزامن مع ضبط الجمهور في السير نحو هذا الإتجاه، وهذا الأمر دقيق وحساس جداً كما أنه خطير جداً، والخطورة هنا في أن يتفاوت شيءٌ على شيء بين العقل والإحساس، لذا عليك العمل بشكل دائم على إيجاد التوازن خلال العرض المسرحي ليبقى هذا الخط سائراً بشكلٍ متساوي.

 

– من الواضح أن هناك صعوبة مقترنة بالمتعة في العمل والتي لا يتمتع بها الكثيرون من أمثالك.

الضيف: أنا لم أعمل إلّا على الرواية والقصة، ولم أتعامل مع النصوص المسرحية الجاهزة، ولكنني أحافظ على الكاتب وأنا مع مسرح الكاتب، وأثناء كتابتي للنصّ أحاول أن أرى هذه اللعبة.

 

 – هل يقصدها الكاتب أم أنها ليست شرطاً وأنت من يصنع اللعبة؟

الضيف: لا ليست موجودة عند الكاتب أنا من يصنعها، وهي موجودة ضمن الإيقاع المسرحي وموجودة لديك كمخرج، أي في كيفية المحافظة على السير في هذا الخطّ على خشبة المسرح.

 

– إستكمالاً لهذا الحوار، اليوم حضرتك دكتور وبروفيسور أكاديمي تُدرّس وتكتب ولك مساهمات وأيادي بيضاء على الكثير من الطلاب في الجامعة اللبنانية كمُدرّس لمادة المسرح، وأنت تعتبر أنه حتى هذه اللحظة هناك أزمة، هل هي أزمة منهج أم أزمة أستاذ أم أنها أزمة تلميذ؟ مع من لديك مشكلة؟

الضيف: مع الثلاثة.

 

 

 

 – ألا تريد أن تُبقي لك أصحاب ! أترك لك جبهة إلى جانبك.

الضيف: جميعهم أصحابي، وأنا أفصل بين الصحبة وبين اللغة الأكاديمية.

 

 – دعنا نتحدّث أكاديمياً.

الضيف: علّمني أستاذي كانشيروف الذي كان يقول: “الطيبة ليست إختصاص” بل هي سِمة، والطيبة سِمة جميلة ولكن نريد إختصاصيّاً جيداً بذات الوقت، ونحن لدينا مشكلة في العالم العربي بشكل عام، وإذا أردنا الحديث عن لبنان تحديداً، فلا يوجد منهج إعداد ممثّل في جامعاتنا.

 

– ليس هناك منهجٌ .. أم أنه لا يوجد مَن يُدرّس؟

الضيف: من الأساس ليس هناك منهج، هناك مواد دون منهج إعداد ممثل، ونحن الآن نحاول أن نُخرّج مخرجين، والمفارقة أنه بات لدينا مخرجون في هذا البلد ولا نملك منهجاً لإعداد ممثل، فهناك قسم كبير منهم لم نتمكّن من أن نُخرّجهم ممثلين، لأنه في عملية الإعداد لا يوجد هذا المنهج الذي أتكلم عنه، ففي الجامعات الحضارية المنهج هو عبارة عن كُتب وليس كتاب، لكلّ سنةٍ دراسية كتاب كامل متكامل مع كلّ تمارينه، وكلّ سنة يحاولون تطوير هذا المنهج، حيث يبقى الأساس موجود وتقوم هذه الجامعة بالعمل على تطوير هذا المنهج.

أنا لدي طريقة أعمل وِفقها وأحبّها، وهي أنّني في كلّ صيف وقبل بدء العام الدراسي في الجامعة أدخل عبر الأنترنت إلى عدد من الجامعات في العالم وأتابع كيفية تطويرهم للمناهج، وبما أنه ليس لدينا منهج .. ندخل إلى الصف ولا نعرف ماذا سنفعل وعلى أي أساس نبدأ مع طلاب التمثيل دون إعداده وفق منهج معيّن. وأتمنّى عليك حين تستضيف أي ممثل أن تسأله كم وظيفةً جعلت منه ممثلاً، وإذا ذكر لك وظيفتين أنا لا أكون على حق.

 

 

 – يعني المسألة تعتمد على موهبته وعملياً على المنتج.

الضيف: المسألة تعتمد على الكلام وليس على العلم، ويمكنك أن تتكلم بالقدر الذي تريده، لكن عملياً كيف ستُطبّق، فعملية المسرح والفنون بشكل عام وحتى كلّ الإختصاصات بما فيها الطب – من بعد إذنك دكتور وسام – هي الشيء العملي وليس هناك شيء يسمّى نظريات، وأنا أقول للطلاب أن هناك  نظريات يمكنكم إحضارها من المكتبة وقراءتها بمفردكم ولا تحتاج إلى دكتور، وبإمكان أي مثقّف أن يحضر هذه النظريات ويقرأها، لكن كيف يمكننا إيجاد منهج لإعداد ممثل، وكيف لنا أن نطبّقه عملياً، هنا المعضلة الكبيرة.

في الإتحاد السوفياتي كان لدى كلّ ثلاثة طلاب في الصف دكتور، وكان لديهم حوالي عشرون ساعة تمثيلٍ في الأسبوع، أما نحن لدينا كحدٍّ أقصى خمس ساعات في الأسبوع.

 

 – حضرتك وصلت إلى هذه الجامعة ولديك موقع مهم جداً، وإذا افترضنا أن من سبقك لم ينتبه لهذه المسألة أو أنه اعتبرها تحصيل حاصل، ألم تتمكّن من خلق مناخٍ صحيٍّ يجعل الذهاب بهذا الإتجاه نحو تطوير الجامعة أمراً واجباً؟

الضيف: حاولت كثيراً، وقد حاول قبلي الأستاذ يعقوب الشدراوي – تحية لروحه – ولم أستطع عملياً ولكنّني حاولت أن أُطبّق قدر الإمكان هذه اللغة الأكاديمية العلمية داخل صفي والتي أُصرّ عليها، ولم أتمكّن من ذلك في الجامعة لأن هناك صراعاً بين مدارس كبيرة ورؤى كثيرة في البلد.

 

 

– ألا ترى معي أن ما تفضّلت به يجعل حياة التلميذ صعبة وبعد ذلك تصبح أصعب من الناحية العملية، فالمطلوب من التلميذ اليوم أن يُنهي دراسته ويُسارع للعمل في أي مسلسل ربما يصبح نجماً، والمواصفات المطلوبة للنجومية باتت معروفة تقريباً في العالم العربي، وهي مواصفات بعيدة كلّ البُعد عن هذه الرؤية التي تتفضّل بها حضرتك.

أليس من الظلم أن تفرض عليهم أمراً لا يعطيهم شيئاً في الحياة العملية؟

الضيف: إنهم يرتكبون جريمة بحق هؤلاء الشباب، لأن 90% منهم يجب أن لا يكونوا في التمثيل، ومن الممكن لو اتّجهوا نحو إختصاص آخر أن يتفوّقوا بلغة أخرى تماماً وبشخصية مختلفة تماماً وبعالم آخر وبمستقبل آخر، نحن نرتكب جريمة بحقّهم.

لقد كنت أقول للطالب من أول فصل أنت لست ممثلاً، حرام عليك إذهب واختَر اختصاصاً آخراً، وذلك من حبّي له وخوفي على مستقبله، لكن، للأسف نحن بنينا هذه الجامعات في البلد وهي تقوم بتخريج هذا الكَمّ الهائل، وبدورهم يُطلّون عبر شاشات التلفزة دون أن يُكلّف أي مخرج نفسه بالعمل على نص تلفزيوني أو على إعداد ممثل أو أن يقوم مع هذا الممثل بتحليل شخصيته، كلّ ما في الأمر أن لديك كاميرا عليك أن تنجز حلقة في الأسبوع، وبالفعل ينجزها، وأنا مسؤول عن كلامي هذا.

 

 – حتى لو ردّدهم كأيّ كلام.

الضيف: نعم وهذا النوع أقول عنه أنه حافظ الإستظهار، كما أن هناك ممثلاً بعدة أدوار وفي عدة مسلسلات وتراه هو نفسه.

 

 

 – كاركتير واحد.

الضيف: بالضبط كاركتير واحد، بالرغم من أنه لكلّ كاتب عالمه إلّا أنك تجد هذا الممثل هو ذاته في كلّ المسلسلات، وهذا نتيجة عدم وجود منهج إعداد ممثل، وإذا تابعت أي مقابلة لممثل لبناني إنتبه للغته، إذ أنه لا يصدر من فمه كلمة أكاديمية أو مصطلح علمي صحيح، كلّ ما هنالك أنه يخبرك كيف أكلوا أو شربوا وكيف ناموا وأين ذهبوا ومن أين أتوا!

 

 – ومع من يسهر ومن هو المسؤول الذي يعرفه ويحبه.

الضيف: بالضبط، ومع ذلك نتمنّى أن نسمع هذا المستوى الذي نتكلم به الآن من اللغة العلمية، لنصفّق له من كلّ قلبنا.

فبناء مجتمع وبيئة حاضنة للحياة الثقافية لا يكون في تلك الخبريات التي نراها في المقاهي والمطاعم، وإذا أقمنا معادلة حتماً لم يعد لدينا علاقة بعبد الرحمن منيف العظيم، ولم يعد لدينا علاقة بهذا الأدب اللبناني العظيم أو بالأدب العالمي العظيم.

 

 – لقد انسلخوا عن هذا العالم كليّاً.

الضيف: هم في عالم آخر تماماً.

 

 

 – حضرتك تقول: “الإبداع، الفكر والإحساس هم الركائز الأساسية” ما هي أهمية هذا المثلث؟ وكم بإمكان هذا المثلث أن يحقّق نقطة تلاقي ما بين المخرج أو الكاتب وما بين المتلقّي؟

الضيف: العمل في المسرح عمل متعب جداً بالطريقة التي نقوم بها ولكنه عملٌ فيه لُذاذة، وكما ذكرت حضرتك في المقدّمة التي أشكرك عليها، أنّني أعمل على التفاصيل التفاصيل، وهذه التفاصيل هي التي تعطيني الّلذة في العمل.

 

– أليست مُرهِقة؟

الضيف: لكنّني وجدت فيها لذةً كبيرة، فمثلاً، الكاتب يوسف حبشي الأشقر بقي سبع سنوات يكتب رواية “المظلة والملك وهاجس الموت” .. هكذا أخبرتني ابنته، وكذلك  بقي طوال أربعة عشر عاماً يكتبها، هذه حقيقة الإبداع.

وبكلّ تواضع إذا كان لدي نصٌّ من ثلاثين صفحة أكتبه مئات المرات وأُعيده مثلاً لأحذف حرف الواو فقط، وذلك لأنّني أكون في موضع المشاهدة للرؤيا الإخراجية وكيفية تركيبها، وكذلك بالنسبة للإيقاع والسينوغرافيا والموسيقى وكلّ التفاصيل الأساسية.

 

 

 – أي أنك تشاهد المسرحية قبل تنفيذها على خشبة المسرح.

الضيف: صحيح، وحين أصل إلى بداية التمارين أنا أنتهي، وعند أول بروفا أقوم بها أقول للمثل أنا أنهيت عملي وبدأ دورك أنت، أي أنّني أحصل على لذتي أثناء العمل بمفردي على الرؤيا الإخراجية والحلول الإخراجية وفي إعداد النصّ وكتابته.

 

– هل كلّ مخرج عليه إعادة كتابة النصّ؟ أم أن النصّ يأتيه جاهزاً وهو بدوره يضع رؤيته الإخراجية

الضيف: هذا يعود إلى نوع النصّ، فأنا أعمل دائماً على الرواية وحتى الآن لم أقم بتجربة العمل على النصّ المسرحي، لكنّني أُحوّل نصَّ الرواية إلى نصٍّ مسرحي مع المحافظة على عالم الكاتب ولغته وعلى أفعاله وأحداثه وعلى شخصياته.

 

 

– دكتور طلال هنا أريد أن أكون محامي الشيطان إذا صحّ التعبير، وأرجو من رحابة صدرك أن تتحمّل بعض الشيء، اليوم حضرتك قمت بأعمال كبيرة ويُشهد لها على المستوى النقدي، وأنا أعترف بأن كلّ من شاهد أعمالك من الأسماء الكبيرة إن كان على مستوى الخارج أو على مستوى الكُتّاب اللبنانيين، فهم يعتبرون أن الدكتور طلال درجاني علامة فارقة في إعداد النصّ والممثل، وفي إعداد الإخراج والسينوغرافيا وكلّ هذه التفاصيل، ولكن نلاحظ أن المعيار على المستوى النقدي عالي جداً، وعلى المستوى الجماهيري لا نشعر أنّك “منافس” أو أن مدرستك منافسة لِما يُسمّى بمسرح الشونسونيه، والذين يعتبرون أنفسهم ممثلين، وأنهم يقدّمون قضية كبيرة على خشبة مسرح صغيرة. برأيك أين الخلل؟

ولماذا لم تستطيعوا الوصول إلى الناس؟

الضيف: النظام الموجود والذي يحتاج إلى تغيير هو من يتحمّل المسؤولية، فمثلاً في الإتحاد السوفياتي حين كانوا في عهد القياصرة لم يكن عالم الثقافة والفن هكذا، لكن حين تبدّل النظام قاموا بالتأسيس لثقافة عامة في كلّ مجالات الفنون والثقافة، هذا من ناحية دور النظام وأهميته، أما من الناحية الشخصية فأنا لم أطرح نفسي بديلاً عن أي مسرح آخر أو عن أي عمل آخر ولَدَيّ قناعة بأن المسرح والأدب عمل يُرضي ذاتي، فحين كتب داستايفسكي لم يفكّر لمن يكتب بل كتب لذاته، وكذلك أمين معلوف كتب لذاته، ولم يبِع أمين معلوف ألف كتاب في لبنان ولم يكن لديه هذه المشكلة، وأنا لا أقول أنّني لا أريد أن تأتي عامة الناس وتشاهد أعمالي، ولكن لديك في البلد ثمانية آلاف مثقّف يأتون لمشاهدة هذا العرض المسرحي، هنا ستقول لي أن هناك مئة ألف ويروّجون لذاك العمل عبر عدد المشاهدة الذي وصل إلى المئة ألف أو مئتي ألف مشاهد، فبرأيي أنه في المقلب الآخر هذه النتيجة المتمثّلة بالمئة ألف تعني أن هذا العرض فاشل ويجب أن يشاهده ثلاثة ملايين ليكون ناجحاً، وهذه المعادلة تعني أن الكَمّ الكبير يجب أن يشاهد أيّ فيلم سينما بهذه اللغة التجارية وغير الأكاديمية وغير العلمية، فالمئة ألف والمائتي ألف برأيي أنه فاشل، لكن أن يشاهد ثمانية آلاف عرض مسرحي أكاديمي فهذا ناجح جداً، وأكثر من هذا غير مطروح وعلينا أن نحافظ عليها ونحاول تطويرها مع أمثالنا ممّن يعملون بهذه اللغة، وهم موجودون في لبنان وفي الوطن العربي.

 

 

 – هل هناك حركة إخراج راضي عنها على مستوى العالم العربي؟

الضيف: أنا لا اريد أن أُقيّم.

 

 – بإمكانك أن تُقيّم أكاديمياً.

الضيف: هناك الكثير من الباحثين الجادّين في الوطن العربي.

 

– هل هناك تواصل بينكم؟

الضيف: أكيد هناك تواصل.

 

 – وهل يحملون ذات الهمّ ويستشعرون ذات الخطر؟

الضيف: أكيد ونحن في صدد التحضير إلى مؤتمر عربي على مستوى المسرح لإعادة كتابة تاريخنا المسرحي الحقيقي بعيداً عن هذا التاريخ المزوَّر.

 

 

– هل يملك العالم العربي تاريخاً مسرحياً؟ وقد سألت الأستاذ جلال خوري فاعتبر أنه ليس لدينا مسرح كعالم عربي، وأساساً لم يكن لوجود المسرح أي ضرورة.

الضيف: الأستاذ جلال خوري لديه حقّ، فمن حيث المبدأ ليس لدينا مسرح، وتاريخيّاً لم نحاول أن نبني مسرحاً بهذه اللغة التي نتكلّم بها، وهي ليست لغتي بل هي لغة عالمية، أي أنه ليس لدينا مدرسة وهذا كلام دقيق جداً، نحن لسنا أصحاب مدرسة، نحن نُحضّر مدارس عالمية مشهود لها عالمياً ونحاول أن نعمل منها إبداعاً ما، تماماً كالطبّ حين يكتشف علاجاً للسرطان بأيّ دولة من العالم، نحن نحضره لنداوي به أنفسنا ولا نرفضه لأنه صيني أو هندي أو روسي أو أميركي، وهنا السؤال لماذا نحن في المجالات الأخرى نحاول أن نستفيد منها وفي مجالات الفن والثقافة نسعى لأن نكون تجاراً ..؟!

 

– في الختام هناك سؤال، حضرتك من دُعاة المتلقّي لأن يرتقي إلى خشبة المسرح، أي أن نرتفع به إلى المتر ونصف، في الوقت الذي نرى فيه أنك تطلب من هذا المتلقّي أن يقفز قفزة كبيرة جداً وهو لا يملك هذه الإمكانيات، لا الجسدية ولا الفكرية، ألا يصحّ أن نمرّنه شيئاً فشيئاً دون أن نفرض عليه مباشرة قفزة لا يستطيع أن يقوم بها وبالتالي نجعله يهرب من هذا التحدّي؟

الضيف: لو كان هناك معهدٌ للفنون الجميلة منذ العام 1965 وحاولنا أن نربّي طلابنا تربية حقيقية لكانوا جمهوراً غفيراً لنا هم وأولادهم اليوم على مستوى المسرح فقط عدا عن الموسيقى والرسم وباقي الفنون، ولم نكن بحاجة لأن ننتظر المنتج على أبواب الهيئات الأوروبية التي لا نعرف أهدافها وخلفياتها وإلى أين ستوصلنا بل إلى أي هيئات خطرة أوصلتنا لتعطينا عشرة آلاف دولار لإقامة عمل مسرحي تشتري به كلّ فكرك وكلّ رؤيتك، وأنا أوافقك الرأي لكنّنا لو حاولنا أن نربّي التربية التي تكلّم عنها ستانسلافسكي لطلابنا لكانوا هم جمهورنا وبثمن البطاقة الذي قد يكون عشرة آلاف ليرة بإمكاننا أن نقوم بإنتاج رائع، لكن حتى طلابنا وخريجين ليسوا جمهوراً لنا ولا لغيرنا، هم أصبحوا مع الآخر تماماً، لذا أكرّر أن التربية هي الأساس.

 

 

 – على كُلٍّ نحن نأمل خيراً بكلّ ما تفضّلت به، ونشكر هذا الحرص دون مجاملة فمن الواضح أنها صرخة إنسان قبل أن يكون مبدعاً .

أشكر هذا الحضور الذي أغنى هذا اللقاء مرّة أخرى وعلى أمل أن نعيد هذه التجربة الحوارية معاً.

الضيف: أشكرك جزيل الشكر دكتور وسام.

 

 

     لمتابعة الحلقة مع المخرج والكاتب المسرحي “البروفسور طلال درجاني” ​

 

https://youtu.be/efD7xkA84m4

 

رابط صفحة اليوتيوب لبرامج ” د. وسام حمادة ” 

 

https://www.youtube.com/channel/UC0AuXJduId6PcXIkK9x1phw/videos

 

متابعة وإشراف: سهام طه 

إعداد وتقديم: د. وسام حمادة

شاهد أيضاً

“المؤتمر الشعبي اللبناني” في الشوف زار مستوصف بلدة حلبا في محافظة عكار

زار وفد من “المؤتمر الشعبي اللبناني” فيالشوف  و“المجلس الشعبي” في إقليمالخروب محافظة عكّار، حيث استقبله …