ومن شر حاسد إذا حسد

نورا_ حسين

نمشي مع الأيّام… فوق دربنا كومة من الحسد وعين فارغة تحيط بنا… من قال إنّ الخوف سيبعثر اسمينا؟ مَن راهن على فشل خطواتنا؟ من سافر في وهمه وحيدًا؟ فليفقأ عينيه فهو في غفوة ينام…
الحسد سيف يخترق الناس، ولكنّه معنا يغيب كلما مددنا يدينا إلى السّماء..
الدنيا منفى إن لم نعِشها كما يشاء القلب، والرّوح تمنحنا ذكرياتنا العتيقة والجديدة وزهو الحب الكبير …
فلكلّ حاسد أيقظ عينيه على حيرة ولم يعرف الطريق.. أقول: لقد ضللته حقًّا كمثل أنثى اغتاظت من الآخرين فبثّت سمّها في ذاتها…

حقًّا، لقد شممتُ معه نسيم العمر الحلو، وفتحت بابي على وجه أحلامه وغبت مع سرب مداه… ومشينا معًا… وعندما التفت الآخرون لنا، علّقنا مشانق أعينهم فوق صليب وحدتهم…
فارفعوا أياديكم كما شئتم نحو السّماء، فالله لن يستجيب إلا لعاشقَين نذرا عمريهما لبعضهما بعضًا…
عيشوا في جحيم أفكاركم فلن تشفى أعينكم إلّا بعد أن يتسلّل الضوء إلى قلوبكم السوداء…
عند قدمي الفراغ علّمنا الناس أن العمر ومضة فلن نتركه يقتلنا برتابته… فدعونا نعِش بقوّة الحكمة وغيمة العطر ونعمة الوجود… وابعدوا حسدكم عنّا وموتوا بسكينة بعيدًا منّا، فمهما نفختم سمّكم في وجهنا … لدينا حبّ يستيقظ مع الزمن ليلفّ حقولا كبيرة وليسقي جداول كثيرة، ولديكم  أفعى تنتظر أن تلفّ خصر القصيدة التي كتبناها لسنوات معًا… ولن تتمكّن….
فكيف يفرح قلبكم حين تبثّون علقم رؤيتكم فوق حياتنا؟ وما أكثرها!
ظلام قلبكم سيصير عنوان خرابكم، فنحن كل صباح نرفع نحو الغيم سؤالا: أكان الأجدر أن نلتقي قبل عمرنا بعمر؟ فلماذا تأخّر اللقاء؟
أي حياة تليق بكلّ حاسد إذا حسد؟ وبكل بومة تنعق في وجهنا ضحكاتها الشريرة؟! تتسلّى بحرقنا ونحن لن نحترق، ولن نفترق، ولن يبعدنا سوى لحدٍ من رخام…
فلتكن غصّتك غصة المرتعش فوق تابوت عالق بين كفّيكِ حتى تتبعثر كالأوهام..
#نورا_حسين #ومن_شرّ_حاسد_إذا_حسد #نورا_حسين