ادباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

الشاعر عادل خداج من بلدة كفرمتى قضاء عاليه ، جبل لبنان .والملقب ب ” شاعر الجيلين ”
نائب رئيس نقابة شعراء الزجل في لبنان ورئيس جوقة
” الليالي ” الزّجليّة .
اعتليت المنبر الزجلي بعمر ال١٤ عامًا .
ألّفت جوقة المسرح عام ١٩٧٤ مع الشعراء : انطوان سعادة ،الياس أبو راشد وأحمد جمّول .
أقمت عدة مباريات زجليّة مع كبار شعراء لبنان : زغلول الدامور ، زين شعيب ، السيد محمد المصطفى ، أسعد سعيد ، طليع حمدان ، خليل شحرور وأحمد السيّد .
انضممت إلى ” جوقة القلعة ” مع الشاعر موسى زغيب عام ١٩٩١ لمدة عشر سنوات .وإلى جوقة زغلول الدامور عام ٢٠٠١ لمدّة ثماني سنوات .
ألّفتُ ” جوقة الليالي ” عام ٢٠٠٩ مع الشعراء : الياس أبو راشد ،علي فرّوخ ، داني صفير ،وما زلتُ أترأسها حتى الآن .
قدّمتُ عدة برامج زجلية في الإذاعة والتلفزيون في لبنان والمهجر .
قمتُ بعدّة رحلات زجليّة إلى استراليا ، كندا ، أميركا ، البرازيل ، فنزويلا ، أفريقيا ،الخليج العربي ، فرنسا ، بريطانيا ،السويد ، النروج وكافة البلدان العربيّة .
اشتركتُ في عدة مباريات زجليّة منها : فقرا ، داريا ، كسروان ، بدادون ،ميروبا ، بيت الدين ، عاليه ، زحلة ، راشيا ، اهدن ومهرجانات صور ..
شاركتُ بكافة المناسبات الوطنية والاجتماعية على كافة الأراضي اللبنانية .
حاصل على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير .
لي أربعة دواوين زجلية :
-شعلة المنابر
-جولات شاعر
-حوار الأجيال
-من ضيعتي

 

الشاعر عادل خداج:

الزجل تراث عريق وقديم وما زال مرافقاً للأجيال

 

*يا مسافر ورايح على الغربة
لو رحت شرقي او رحت غربي
امك بتندهلك بقلب الدار
دخلك يا ابني تضلك بقربي
لم أجد أجمل من كلماتك لأحييك، والبداية تحلو بفتنة
النّغم.

قبل البدء في هذا الحوار الشيّق، أُقدّم كل الشكر والإمتنان لمجلّة كواليس والقيّمين عليها، لإهتمامهم بالزجل اللبناني الأصيل وكل أنواع الثقافة والفنون التراثية .
والشكر الكبير لحضرة الزميلة الشاعرة رانية مرعي المحترمة..

بما انو الزجل هو الشعر المحكي، اكيد رح يكون كلامي بين الفصحى والمحكي، وفي البدء كان الكلمة، رح نبلش بأجمل الذكريات بقصيدة يا مسافر ورايح على الغربة، وهي القصيدة القيتها بالبرازيل سنة ١٩٨٦، كنا برحلة زجليّة انا والشاعر طليع حمدان بوجّهلو تحيّة كبيرة، وكانت هالقصيدة من وحي الإغتراب وليش الناس بتتّغرّب، وكانت هي القصيدة بحفلة كبيرة بساوباولو ولاقت كتير من الإعجاب والتأثّر،
وبعض ما جاء من القصيدة :
يا مسافر ورايح على الغربة..
لو رحت شرقي او رحت غربي..
إمّك بتندهلك بقلب الدار..
دخلك يا إبني تظلّك بقربي..
جاوبت يلّلي بيسألوني كتار..
لشتا بغربة الناس مغتربة..
وقلت منسافر بهالأقطار..
مش حبّ غربة بروح منطربة..
من حاكمين بلادنا الكفّار..
الخلّو وطنهم مزرعة وخربة..
من البايع بلادو من السمسار..
من الميّ ما خلاّ ولا شربة..
ولمّا منتخلّص من الأشرار..
والسلم يقضي عا نفَس حربي..
ولمّا نصير بأرضنا أحرار..
والعدل بيخيّم على لبنان..
منقول شو بدنا من الغربة..

 

*”شاعر الجيلين” من أطلق عليك هذا اللقب وكيف حملت أمانتك من جيل إلى جيل؟

شاعر الجيلين الها سنين وعذابات وسفر وكدّ وجدّ تاقدرت حصّل لقب شاعر الجيلين، انا من قرية كفرمتى قضاء عالية، اهلها وعيو عالزجل وحبّ الشعر، لما كنت بعمر عشر سنين، حضرت جوقة زغلول الدامور بحفلة زجلية بكفرمتى، وهيذا الصبي العمرو عشر سنين، تجي الأيام وتصير كرستو المنبريّة جنب زغلول الدامور وزين شعيب وموسى زغيب، وصرت غني عالمنبر مع الجيل المخضرم ومع الجيل الصاعد من شعراء اليوم، فلقّبت بشاعر الجيلين…

الشاعر عادل خداج مع الشاعر موسى زغيب

 

*أدرجت الأونسكو الزجل اللبناني على لائحة التراث العالمي، وشدَّدت على أنه «صمَّام أمان ذو دور رئيس في المساعدة على تمتين التماسك الاجتماعي».
ما هي القيم التي يتحلّى بها هذا التراث الحيّ؟

صحّ أدرجت الأونسكو الزجل اللبناني على لائحة التراث العالمي، لأنّ الزجل تراث عريق وقديم وما زال مرافقاً للأجيال، والزجل هو تراث فريد من نوعة خصوصاً قدرة الكثيرين من شعرائه على الإرتجال في الكثير من الحفلات والمناسبات أمام الجمهور مباشرة، وهذه ميزة ليست بسهلة، لهذة الأسباب ليس العدد الكبير من الشعراء يغامرون بالإرتجال المباشر، فمن الممكن القضاء على سمعة واسم الشاعر اذا تلعثم او ارتبك بالإرتجال. وهنا أستحضر موقفًا لجوقة شحرور الوادي في الثلاثينات وهي أول جوقة زجلية تألفت بتاريخ الزجل واليكم بهذا الموقف المشرّف بإرتجال الشعر الزجلي
وكان الفضل لإدراج الزجل على لائحة التراث العالمي لنقابة شعراء الزجل بالتعاون مع وزارة الثقافة..

يقال أن عميد الأدب العربي *طه حسين* لم يكن يصدق أن شعراء الزجل يرتجلون ما يقولون.

وفي إحدى زياراته لبيروت، دعاه صديق له لحضور حفلة زجل ل “فرقة شحرور الوادي” . ولما دخل القاعة وكانت الحفلة حامية الوطيس, رحب أحد الحاضرين من الجمهور بعميد الأدب العربي الكفيف قائلاً: “أهلا وسهلا بـ “طه حسين”.

هنا ارتجل “الشحرور” بيت شعر على الفور:
*أهلا وسهلا بطه حسين*
*ربــي أعطـانـي عينـيـن*

*العين الوحـدة بتكفينـي*
*خد لك عين وخلي عين*

كان “طه حسين” يبتسم لتلقائية هذه الردة وظرافتها بينما كان الحضور هائجاً ومائجاً. واذا بالشاعر “علي الحاج” يرتجل:

*أهلا وسهلا بطه حسين*
*بيلزم لك عينيـن أتنيـن*

*تكـرّم شحـرور الـوادي*
*منـك عيـن ومنـي عيـن*

هنا كبرت البسمة على شفتي “طه حسين” بينما أصوات الجمهور تتعالى وتكاد تهد القاعة. واذا بـ “أنيس روحانا” يفاجئ الجميع بإرتجاله هذه الأبيات:

*لا تقبـل يـا طـه حسيـن*
*من كل واحد تاخذ عين*

*بقدم لـك جـوز عيونـي*
*هدية لا قرضة ولا دين*

ضحك “طه حسين” وضجت القاعة أكثر ولكن بخوف إذ لم يبقَ للشاعر الرابع ليقول .

لكن “طانيوس عبده” , الشاعر الرابع في جوقة الشحرور , فاجأ “طه حسين” والجمهور بقوله :

*ما بيلزمله طه حسيـن*
*عين ولا أكثر من عين*

*الله أختصّه بعين العقل*
*بيقشع فيهـا عالميليـن*

رحم الله تلك الأيام التي كانت متوجة بالإبداع والفطرة والبراءة…

 

*الشعر ثورة لأن الكلمة مقدسة إن خرجت من روح أمينة وصادقة.
ما هي القصيدة التي تستحضرك وما كانت مناسبة نظمها؟

في حوار منبري بين “الزعيم والشعب” كنت أدافع عن الشعب، وبعض ما جاء في هذه القصيدة..

يا حضرة هالزعيم انكنت ناسي..
انت وضعك مصفّي إلتباسي..
أنا الشعب وإذا صوتي تفجّر..
تا أفضح كلّ تجّار السياسة..
انتو حسابكن كلّو تدولَر..
وعَ لقْمِة خبزنا انصبّو المآسي..
أنا الشعب الدني من الظلم حرّر..
انعطى التاريخ صورة عن قياسي..
بعصر الرقّ صوت الشعب زمجر..
وزرع “ب سبارتكوس” هاك الحماسة..
وبعصْر الناصري الهيكل تدمّر..
عَ راس الحَوّلو مسرح نجاسة..
وبعصر النبي العزّى تكسّر..
منعت الوأد ولغيت النخاسة..
وعا إقطاع الفرنسي شحنت عسكر..
زرعت “روسّو وفولتير” بحواسي..
وهدمت العرش والسجن المسوّر..
عند ما دقّ “بالباستيل راسي..
ولحدّ اليوم وضعك ما تغيّر..
الزعامة زارعة بطبعك حساسة..
انا عامل غزلت الخيط جوهر..
وصرت أجسادكم بالتوب كاسي..
أنا معلم عا ذات الترم بحضر..
تا اعطي ولادكم علم ودراسة..
انا شاعربأبياتي تأثّر..
الهوى العذري والي جوّي وناسي..
أنا بالجيش جندي ما تأخّر..
تا إحفظ مجد لبنان الأساسي..
ومهما تبطرو والظلم يبطر..
بيجيكم يوم ما بيعرف سلاسة..
بعقول الناس بدّو الوعي يكبر..
بثورة شعب تفلت من غضبها..
ما تترك لا قصور ولا كراسي..

 

*أنت رئيس جوقة “الليالي الزجليّة ” التي تضم أسماء مميزة وشاركتم في العديد من المهرجانات والنشاطات.
ما سرّ النجاح و الاستمراريّة في هذا العمل الجماعي؟

جوقة الليالي لها تاريخ مشرّف، ان كان في الإذاعة والتلفزيون، والحفلات المنبرية في الوطن والمهجر، وقد مرً على جوقة الليالي الكثير من الشعراء المرموقين، منهم من غادرونا إلى دنيا الحق رحمهم الله الشعراء محمود ذياب.. الياس ابي راشد.. نايف حمادة..
ومن هم على قيد الحياة أطال الله بأعمارهم، الشعراء سعيد ضو، سامي غريزي، حسين مجلّل، علي فروخ، داني صفير، إيلي أبو أنطون، وشعراء غنْوا معي في الامارات سمير عبد النور، عصام حنّا، كريم زيتوني وبعدنا مستمرين، وجوقة الليالي لها تاريخ بالمباراة الزجلية..منها مع جوقة خليل روكز، روكز خليل روكز، نبيل فرحات، جورج القوبا، وكانت جوقة الليالي عادل خداج، الياس ابي راشد، داني صفير بقصر الرومية القليعات كسروان ومباراة بليبل مع جوقة المسرح أنطوان سعادة والياس خليل وكتير من المباريات .
وسر النجاح المثابرة والاهتمام والقراءة المعمّقة والثقافة والالتزام بقضايا الوطن والانسان

 

*نائب رئيس نقابة شعراء الزجل في لبنان . ما هي المشاكل التي تواجهكم وهل تخضع لمنطق التسويات اللبنانية الشهيرة التي قضت على كل عمل نقابي؟

نعم انا نائب رئيس نقابة شعراء الزجل في لبنان، وتاريخ النقابة تاريخ ناصع بالوحدة الوطنية والتآلف والمحبة والإجماع بأخذ القرارات، من اول نقيب المرحوم الشاعر خليل شحرور هذا الكنز الوطني والأخلاقي الى النقيب الحالي الشاعر جورج ابو انطون، وهو الكنز الثاني بالمحبة والأخلاق والوطنية، وقد كان هناك إجماع ان يكمل الشاعر عادل خداج هذة المسيرة الا ان أُجّل هذا الموضوع بسبب خروج فرد من الزملاء على موضوع الإجماع ولا يوجد في لبنان انقى من نقابة شعراء الزجل واناشد كل عضو في نقابة شعراء الزجل ان يحكّم ضميره ويبقي النقابة بعيدة عن كل ما يسيء للنقابة لأننا داخل نقابة كنا دائما فوق كلّ طائفية وحزبّية ومناطقية، والشعر الزجلي أجمل ما بقي من لبنان فلن نقبل ان يُشوّه

 

الشاعر عادل خداج مع الشاعر طليع حمدان

*الشعر الزجلي له مكانة خاصة في بلاد الاغتراب.
كيف يساهم في تحرّي الحقّ، والصدق، والخير، والجمال، والحريّة والحنين إلى الوطن؟

صرفت نصف عمري في الاغتراب، عشت في الامارات مدة ست سنوات، وقدمت أعمالًا زجلية في الاذاعة والتلفزيون وكنت رئيس جوقة المسرح وقتها ومعي الشعراء الياس ابي راشد، سمير عبد النور، عصام حنّا،
وأقمت عدة مباريات زجلية مع الشعراء الكبار زغلول الدامور، زين شعيب، السيد محمد المصطفى، اسعد سعيد، احمد السيد، رحمهم الله ، ومع الشاعر طليع حمدان أطال الله بعمره ، وبعد أن رجعت إلى الوطن كنت في جوفة الربيع لمدة خمس سنوات، وجوقة القلعة مع موسى زغيب مدة عشر سنوات، ومع جوقة زغلول الدامور سبع سنوات .
وبعدين بلش السفر إلى اميركا استراليا كندا البرازيل فنزويلا كولومبيا لندن السويد النرويج ما في أغلا من المغتربين وما فيك تنسى محبتهن وكرمهن وأخلاقهن مغتربين كل البلدان العربية، لبنان وسوريا وفلسطين والاردن والعراق ومصر والخليج وبيحبوا الزجل ما تتصوري قديش وتكرمنا عدة مرات كنت انا والزغلول وكرمونا بالبرلمان الكندي، واهم عمل لما طلبونا من قبل جمعية سيتي لور الاميركية التي تعنى بكل أنواع الشعر المحكي في العالم بالتعاون مع جامعة Lau, والرابطة القلمية في نيويورك باميركا وسجلوا شريط لتعليم كل انواع الشعر المحكي من اكتر البلدان الموجود فيها هذا النوع من الشعر لتوثيقها وتدريسها بالجامعات الاميركية، وما مننسى الدول العربية اللي عملنا فيها حفلات كتيرة سوريا الاردن الامارات والجمهور الفلسطيني الحبيب الكان يلاقينا تا يحضرنا بالاردن ونتبارى مع شعراء مرموقين من فلسطين الحبيبة يلاقونا عالاردن تحية لهم جميعا،

الشاعر عادل خداج مع الشاعر فيكتَور ميرزا بكندا

 

*كيف يرى الشاعر عادل خداج مستقبل الزّجل، هل الجيل الجديد مهتم بإكمال المسيرة التراثيّة التي قادها شعراء أعلام وأنت منهم؟

التراث الزجلي له تاريخ عريق في لبنان وصفحات مشرقة من أمير الزجل رشيد بك نخلة صاحب النشيد الوطني اللبناني الى جوقة شحرور الوادي أول جوقة منبرية الى العصر الذهبي من جوقة زغلول الدامور وجوقة خليل روكز ومن ثم القلعة وجوقة الربيع لعصرنا هذا . وهذا العصر الذي ذكرته هو العصر الذهبي للزجل..
يا رب يطلع مواهب ويرجع يتكرّر وبالنسبة للجيل الجديد في مواهب واعدة منتأمل خير بس بهمني وجْه نصيحة للجيل الجديد انو يقرأوا قد ما فيهن ويتثقفوا ويآمنوا بالنقد والنقد الذاتي يعني النقد البنّاء ومتل ما نحن تعلمنا من اللي سبقونا يحاولوا يتعلموا منا لمصلحتهم لان نحن بعصر السوشل ميديا والفيس بوك اوقات الليكات والكومنت والاطراءات بتغش وبتكبر الحجم وألقاب هات ايدك والحقني ما حدا بياخذ مطرح حدا الطريق صعب المهم النجاح والتجديد والحفاظ عالاستمرارية بكل محبة وصدق بقدم هالنصيحة للجيل الجديد بالزجل..

 

*أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس..

مسك الختام قصيدة غزل لانو بلا الغزل ما في زجل .. والف الف شكر لـ”كواليس” وكل انسان بيكتب حرف بهالمجلة الراقية وشكرا الك زميلتنا الشاعرة رانية مرعي..

ما أجمل الصمت البعينيكِ

ما أجمل الصمت البعينيكِ
بيسوى الحكي الداير حواليكِ
وأحلى من الصمت البأحلى عيون
المن دون حكي عم بفهم عليكِ

السرّ صامت للقلب بيبوح
والورد صامت بالعطر بيفوح
والكف صامت للوِلف بيلوح
والعقل صامت سارد وبيسوح
ليكِ الصّمت ما أجملو ليكِ

دخلك لدنية صمت وديني
ضيعت بجبل مش عجقة مدينة
ونسهر ع صمت شموع شعنيني
تدوبي متل شمعة على سنيني
هيكِ الحياة بحبها هيكِ

صمتك صمت بحر البدون مواج
لكن بقلبو مروج لولو وعاج
صمتك صمت لهب بشمس وهّاج
محتاج إنظملك شعر محتاج
ومنشان ما سببلك الإزعاج
بنظم على الورقة قصيدة وحاج
وبحطها ما بين إيديكِ

 

 

🌿تحية كواليس🌿

كبيدر القمح يداعب سنابله الذهبية ويهدي هدهداته للأمهات ينتظرن على عتبات الدار وللأبناء يهيمون في عوالم جديدة يبحثون عن عطر يأتيهم مع نسمة هائمة تحمل أسرار الحنين

هكذا سمعته قبل أن أقرأ كلماته التي لا تحتاج لتحضير مسبق فهي تولد كالأسطورة الفينيقية تداعب الموج وترحل محملة بالحرف واللون والنور فيصبح العالم ساحة الساحات ولغة اللغات وملقى الغياب الذين يحضرون حقائب عودتهم ولكنهم قد لا يعودون فتنعشهم جوقات زجل تعيد النصاب إلى نصابه والحنين إلى صدره وتستمر الأهزوجة جيلاً بعد جيل تحمل راية فرح ودمعة حزن ووطن ما زال يتألم حباً وظلماً وضياعاً..

لقاء جميل منسجم بين شاعرة محاورة مجبولة باللحن وشاعر يحلق بجوانح الشعر الزجلي يحكي ببراءة طفل صاغ حلمه وعاشه وما زال يسقيه عشقه ولهفته وشغقه فينتعش أملاً بشروق لا بد أتٍ بربطع غض جميل بعد تلبد الغيم وزمجرة الريح وهدير العواصف…

شكراُ لجمال خطواتكما الخفيفة النظيفة الناقلة بلباقة كل ما ينعشنا ويحيي الأمل فينا

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

تدشين العمل في مشروع حاجز المدفر المائي في مديرية السياني بمحافظة إب اليمنية ..

تقرير / حميد الطاهري دُشن العمل في مشروع حاجز المدفر المائي بقرية مشيرعة بمديرية السياني …