“الأزرق” يتلحف عباءة “العشائر” وسط رفض الإستمالة “للقوات” والخطابات الممجوجة ودعاية المشاريع الإنتخابية ساقطة

العشائر العربية” تُحدّد البوصلة التحالفية من المجتمع المدني والمتسلقين في البقاع الغربي وراشيا

  البقاع الغربي ـ أحمد موسى

تنكبّ الحكومة على درس الموازنة العامة 2022 مستفيضةً في الشروحات الممهورة بعنتريات الوعود المورفينية وطبخة الزيادة الضرائبية على المواطنين على طبق التقاسمات والمحاصصات في تثبيت وإطباقهم على مفاصل الدولة بهدف تقطيع الوقت لتجاوز مرحلة الإنتخابات في صالحهم، فيما المواطنون يتلهون في بذل الجهد في تحصيل قوتهم اليومي وتدفئة عائلاتهم وإنارة بيوتهم، عسى أن تنزل من السماء رحمة تحاول طبقة سياسية فاسدة متحكّمة مصادرتها.

مع كل ضغطٍ وقلقٍ يلفّ على أعناق الأقطاب الأساسية ـ أمراء الحرب ـ وخنقهم في مسرح التغيير الإنتخابي في غير صالحهم، “يُوعزون” تصعيداً وشللاً البلاد ويُضيقون على المواطنين عبر “النقابات” الذين يأخذون البلاد فشلاً وإحباطاً، فقد نجحت الحكومة والطبقة السياسية المتحكمة في إضراب “نقابات السائقين ـ المأجورين المأمورين ـ لكنهم فشِلُوا في مضمون الدعوة التي مرّت كيومٍ عادي مع عدم التلبية الواسعة للإضراب، ما يُعزّز “هزلية” القيمين و”فضح” مرادهم.

“المستقبل” بين الإستمالة وحسم الخيار

ومع بداية الشهر الثاني من العام، تدخل البلاد بوتيرة متسارعة في الجو الانتخابي، الأمر الذي يدحض مؤشر احتمالية تأجيل الاستحقاق النيابي، فعلى مستوى التحالفات، بدأت مشاورات المرشحين المناطقيين تتظهر، وينتظر صوغها بتأنٍ للمستجدات على الساحة السنية بعد خروج الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهد والسباق الإنتخابي، ووفق مؤشرات ومعطيات ميدانية انتخابية لمجلّة “كواليس”، فإن الماكينات الإنتخابية بدأت تشهد “حراكاً نشطاً” للمرشح المهندس خالد العسكر عن أحد المقعدين (السني) في دائرة البقاع الغربي وراشيا، وبعد “عزوف” سعد الحريري و”المستقبل” من “المسرح” الإنتخابي تتأثر هذه الدائرة وسط قلقٍ يعتري ناخبيها، ومع هذه الحالة، تشير توقعات انتخابية “تزايد حظوظ” المهندس العسكر في حصوله على الأصوات السنية من “المستقبليين” تحديداً، التي لا يزال يسيطر عليها حال من “الضياع في الخيارات” بعد “انكفاء” المستقبل من الساحة الإنتخابية، وبالتالي فإن أمام ناخبي المستقبل خيار من اثنين: إما التوجه باتجاه ما يسمى بالمجتمع المدني الذي يواجه حالة “انفراط العقد” وبين الإستمالة “القواتية”، وفي كلا الحالتين المستقبليون لا يحبّذون ذلك، وبالتالي فإن توجّههم الطبيعي باتجاه المهندس العسكر، خاصةً وأن الأخير (العسكر) لما له من حيثية “عشائرية” تُشكل بعداً في القاعدة الناخبة، حملت معها رافعةً ورمزيةً بعد زيارة مفتي الجمهورية مؤخراً لها، الأمر الذي أعطاها في “التحوّل الإنتخابي السني ومشروعها السياسي الإعتدالي وقوتها التجييرية في الأصوات الناخبة”،

وبالتالي المهندس العسكر أحد مرشحيها وهو إبن تلك البيئة ويحظى “بثقتهم” بعد أن تبيّن لديهم أن المهندس العسكر يمثل الروح الشبابية والدم الجديد وهو المطلب التغييري الذي ينبض به الشارع اللبناني، وبالتالي فإن سؤال يُطرح: من يستطع مجيير أصوات، الأحزاب أم العشائر؟، فقادم الأيام كفيلة بالإجابة، وسط تأكيدات أن “العشائر” وحدها “القوة الوحيدة” التي تستطيع أن “تضاهي” الأحزاب في القوة التجييرية، فب الوقت نفسه تبيَّن وفق معطيات لمعنيين بالإنتخابات لـ”كواليس” أن منظمات دعم مجموعات المجتمع المدني، “بدأت بصرف بعضٍ من الميزانيات المخصصة للإنتخابات في الداخل والخارج”، الأمر الذي يضع جبهة المعركة الإنتخابية في دائرة البقاع الثانية على نارٍ حامية، خاصةً وأنه وفق معلومات مقربة من المهندس العسكر “قطع شوطاً كبيراً وضع أسس معركته وترشيحه وتشكيل لائحته والتي ستعلن في مهرجانٍ كبير قريباً”. 

خطاباتٍ ممجوجة ومشاريع مبتورة

واذا كان بروز مرشحين جديين يمثلون الحالة الاعتراضية التي عبرت عن نفسها بعد 17 تشرين الاول 2019 غير واضح المعالم بعد، فالثابت “طغيان صوت الاحزاب والعشائر” التي شاركت لسنوات طويلة في الانتخابات”، على اصوات المعترضين بشكل يضع الناخبين امام مسؤوليتهم في التمييز بين المؤثرات و”الضغوطات” بأشكالها كافة وتحرير أنفسهم منها ومن الترشيح “للورثة السياسيين” في مختلف الدوائر وخاصةً دائرة البقاع الغربي وراشيا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يطالعك بعض الجهابذة ويسمعك الكثير من الخطابات الممجوجة، ليطل على أبناء البقاع الغربي مرة كل أربع سنوات وقبيل الأستحقاق بأشهر متبكبكاً متحدثاً عن معاناة المنطقة مع طريق يربط قرى في غربي البقاع الغربي لطالما عبره وعالماً سابقاً بمعاناة عابريه، ليتحفنا بمطلبه الإنتخابي ضنّاً منه “استمالة وعطف” شارعٍ لطالما “رفض اللغة الممجوجة”، تماماً كآخرين يُمنّنُون أبناء المنطقة بمشاريع نفذتها الدولة عبر مجالس (…) “اصطنعتها” إرضاءً لـ”أمراء حرب” أكل الدهر عليها وشرب وأضحت من تاريخٍ غابر، وإن كانت، فالمنطقة لا يزال أهلها تلازمهم المعاناة، من طرقاتٍ يخجل عابروها،

ومدارس تفتقر إلى التدفئة وأبسط مقومات روادها، وكهرباء حدّث ولا حرج، تعيدهم إلى زمن القنديل والشمعة، أما شتاءهم فيتظللون البرد القارس ينتظرون خيوط الشمص التي تتسلّل من بين الغيمات لتبعث منها حرارة يستمدون منهت دفئهم بعد أن فُقِدَ مازوت التدفئة وقلّة موارد الحطب، أما المياه، فالشبكات بالية وعمرها من عمر الأجداد، تآكلت بفعل الصدأ، ومن يمرض يحصل على الدواء من صيدليات ينقلب على صاحبه مرضاً يقارب حدّ الموت بفعل اللامبالات كما جرى مؤخراً مع أحد المرضى في إحد الصيدليات (نتحفض عن الإسم إلى حينه)، كل ذلك ولا يستذكرك نائب ولا وزير ولا مرشح، سوى في أشهرٍ قليلة تسبق موعد الإستحقاق النيابي، وخذ على وعودٌ فارغة أشبه بمشاريع وهمية سابقة لا أساس لها، ويبقى عند الناخبين حُسن الإختيار”.

أما حكومياً موازاة فالموازنة على شاكلتهم لا تبشر بخير اصلاحي ولا رؤيوي، بل مزيدٍ من الضرائب والدرس التخديري لصالح طبقةٍ فاسدة على حساب مواطنين متقاعسين أصابهم التخدير حدّ التقاعس.

شاهد أيضاً

طريقة عمل الفراخ البانية

المقادير 1/2 كيلو فراخ صدور فيليه 2 بيضة 3/4 كوب دقيق 1 كوب زبادي 1كوب …