البنود الخليجية وانعكاسها على الساحة اللبنانية

نضال عيسى

لبنان اليوم دخل في امتحان خطير نظرا” لما تحتويه ورقة البنود الخليجية التي سلمها وزير خارجية الكويت للمسؤولين اللبنانيين أثناء زيارته الأخيرة
هذه البنود هي في الأساس خلافية للبعض الذين يعارضون المقاومة وسلاحها ويهاجمون هذا الحلف المتمثل بإيران وسورية ويتهمونه بتدمير لبنان
فكيف تكون هذه البنود لأنقاذ لبنان وهي تطلب نزع السلاح قبل ترسيم الحدود البحرية وإعادة النظر بترسيم الحدود البرية ومازال جزءا” من الأرض اللبنانية محتل من قبل العدو الإسرائيلي (مزراع شبعا وتلال كفرشوبا) وجزء من الفجر والقرى السبع؟
ما يعني أن هذه المبادرة وبهذا الوقت تحديدا” سوف تأخذ البلاد إلى مزيد من الأنقسام وحتما” إلى صراع سياسي خاتمته ستكون حربا” لن يسلم منها أحد خصوصا” بعد انكفاء مكون سياسي وطائفي معتدل عن الساحة السياسية وتبني هذه البنود من طرف سياسي له تاريخ في القتل والأجرام والغدر متمثل برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي صرح بأن هذه المبادرة هي ستعيد لبنان إلى حضن الدول العربية ومنع إيران من التدخل في الشؤون اللبنانية هذا الكلام من هكذا شخص يكفي ان نتيقن بإن الحرب أصبحت قريبة. فهذه البنود الخليجية والطلب من الدولة اللبنانية تنفيذها هي من ضمن البيان الوزراي المتفق عليه بين جميع الأطراف وهو جيش وشعب ومقاومة فلماذا هذه البنود وبهذا الوقت
ولماذا جعجع يسوق لهذا المشروع بعد يوم واحد من انكفاء الحريري عن العمل السياسي
قد تصبح المواجهة حتمية نتيجة هذه البنود التي يعتبرونها ممر لتصحيح العلاقة العربية ولكن وضعها عند رئيس الجمهورية أصبحت بنود خلافية فلا هو يستطيع تبنيها ولا دولة رئيس مجلس النواب يوافق عليها لأنها موجهة ضد فريق قاوم وحرر الأرض وقدم الآف الشهداء وكان حري بدول الخليج قبل دس السم في بلدنا إدانة المجازر في اليمن على مدى سبع سنوات وآخرها المجزرة التي هزت رأي العالم على بشاعتها عند مشاهدة الأطفال الذين أصبحوا أشلاء ردا” على ضرب خزان وقود في الإمارات وتسابق الجميع لإدانة ضرب المطار ولم نسمع صوت دولة عربية بأستثناء سورية بإدانة مجازر اليمن التي أصبحت يتيمة وهل أصبحت غير عربية؟
أيها الدول الخليجية سواء اختلفنا في السياسة ام اتفقنا يجب وقف المجازر في اليمن وعدم التحريض على سورية وإيران وحاولوا تقريب وجهات النظر بالحوار وليس بالدم والدمار إذا كنتم فعلا” (عرب)

نضال عيسى