هل انتصر محور المقاومة وكل أعداء الحريرية على السياسة التي كان يتّبعها ابن رفيق الحريري بضربة قاضية عليه؟

هل فُرِض عليه الامتناع عن الترشّح كما فُرِض عليه تقديم استقالته في السابق من عاصمة المملكة العربية في الرياض عام 2017 ؟

هل نعتبر أنّ ما قام به الاستاذ سعد ليس إلا لفتح الباب أمام شقيقه الأكبر لدخوله المعترك السياسي من بابه الملغوم؟

لذلك تشجّع وأعلن بمؤتمر صحفي عن توقفه عن ممارسة العمل السياسي بعدما خُذِل من الكثيرين وخسارته لثروته الشخصية وبعض صداقاته الخارجية، والكثير من تحالفاته الوطنية وبعض الرفاق وحتى الإخوة وكل ذلك كان من أجل الوطن مطالباً من عائلته ومناصريه أن يحذوا حذوه ويعتذروا عن العمل السياسي في ظل النفوذ الإيراني والتخبّط الدولي، والانقسام الوطني وتفشي الطائفية واهتراء الدولة، وذكر في هذا المؤتمر أنّه منع الحرب الأهلية وفُرض عليه تسويات من أجل احتواء تداعيات 7 أيار إلى اتفاق الدوحة إلى زيارة دمشق إلى انتخاب ميشال عون إلى قانون الانتخابات.

وذكر أنّه باقٍ في خدمة ‎لبنان واللبنانيين، وبيته سيبقى مفتوحاً للإرادات الطيبة ولأهله وأحبته من كل لبنان. متذكراً فضل الجميع ، ومحبتهم وتعاونهم في أصعب الاوقات.
وانتهى المؤتمر ببكائه وبصوت مرتجف أمام الصحافة ومناصريه والعالم كله..

ألكثير من السياسيين قد بكوا أمام الجميع في حالات الفضائح أو في مناسبات عدّة، قد يغفر الرأي العام أخطاء السياسي بعد بكائه الذي أظهر فيه دموعه كمن يقول أنا إنسان والإنسان يخطئ.

هل نعتبر انسحاب الحريري من العمل السياسي هو لشدّ العصب الطائفي؟
هل ما حصل يؤكّد أنّ الطبخة قد نضجت للتمديد للمجلس النيابي؟

هل أدرك السيّد سعد أنّ هناك مؤتمر تأسيسي قد أصبح جاهزاً لإعلانه وسيكون الدور الأهم فيه للطائفة الشيعية؟
ما هو دور أهل السّنّة، وكيف سيكون بعد هذا المؤتمر؟
من سيلعب دور الزعيم السّني البيروتي الجديد وكيف سيكون موقف الشّارع منه؟

لمن ستهتف جماعة تيار المستقبل ولمن ستُهلِّل بعد اليوم؟ هل للشقيق الأكبر بهاء أم إنّ هناك من يتحضّر خليجياً ليكون البديل؟

والمؤسف أنّ كثيرون اعتبروا عزوف الاستاذ سعد عن العمل السياسي هو انتصار لما يُسمى بالثورة ..(يا الله شو بدن فتّ خبز )
فالمرحلة المقبلة ستزداد تعقيداً وهي دقيقة جداً. حمى الله هذا الوطن الحبيب.