آيات البنفسج

إلى ابن عمتي نزار في رحيله المفاجىء

عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

 

إنّي لأذكرُ يا نزارُ طفولتي
أيامَ كنّا كالفَراشِ
نحلّقُ

وتحوطنا النسماتُ
كلّ خميلةٍ
كانتْ بآياتِ البنفسجِ
تنطــقُ

ونروحُ نركضُ في الحقولِ
وحولّنا
يخضرُّ عشبٌ
والفضاءُ الأزرقُ

ونلاحقُ العصفورَ
يا تغريدهُ الباقي
على بالِ الزمان يزقزقُ

دارت بنا الأيامُ
في هذيانها
ومضى إلى كلّ المفارقِ
زورقُ

والعمرُ ضاقَ وكلّ أرضٍ
عانقتْ
منّا اشتياقاً
والطفولةُ أشْوَقُ

كنّا نسابقُ للبيوتِ
فراشةً
واليومَ تركضُ للرحيلِ
وتسبقُ

ماذا أقولُ
طفولتي يبسانةٌ
والأمسُ في كلّ المسيرةِ اصدقُ

أأقولُ إنكَ يا نزارُ
خذلتني
وتركتني في عالمٍ يتمزّقُ

أأقولُ ضحكتكَ العفيفةُ
قد مضتْ
ما عادَ عندكَ أمنياتٌ
تُنفقُ

أأقولُ هذا الموتُ خلٌّ قاتلٌ
حقٌّ علينا
إنما كم نُحرَقُ

أغمضْ عيونكَ
يا رفيقَ طفولتي
ويفاعتي
إني بحزني أغرقُ

وامددْ ليَ الكفينِ
علَّ قصيدتي
تُودي إليكَ فنحنُ لا نتفرّقُ
******************************