@ هل تمسحت العقول أم أفرغت الرؤوس من عقولها ؟@

@@ حسين السيد عباس ابو الحسن @@

ينهار لبنان ماليا واقتصاديا وتربويا واجتماعيا وحتى أخلاقيا  على مسمع ومرأى من جميع الأحزاب والمنظمات والتيارات السياسية التي تبنت شعارات العدالة والمساواة والحرية وتأمين مستقبل الناس مع حفظ الكرامة وعزة النفوس وزعمت أنها انما وجدت لتأمين حقوق الناس ومحاربة الفساد أينما حل ونزل وبناء لبنان على أساس من محق الطائفية ودفن المذهبية ونبذ التزعمات المناطقية والعشائرية واحقاق الحق وازهاق باطل الفساد والمفسدين ودعت الى تأييدها برلمانيا ووزاريا ورئاسيا واداريا كي تؤمن للناس ما رفعته من شعارات وأهداف .. فسقطت جميعها من الغربال ولم ينجو أحد منها من السقوط الى الحضيض … !!

وشمرت القيادات الخفية لما يسمى بالانتفاضة او بالمجتمع المدني عن زنودها يوم أجج نفيرها زيادة رخيصة على سعر خدمة الاتصالات فجاشت وهاجت ونفخت أوداجها رفضا للواقع الشيطاني القائم ورفضا للطائفية والمذهبية والمحاصصة والمخاصصة والرشوات والسرقات ونهب المال العام .. فاذ بها تخمد بعد فترة وجيزة وتجر خيبتها في حركة مشبوهة أريد منها تنفيذ مآرب سياسية مزورة خدمة للعدو الصهيوني ولسيده الأخص أمريكا الطاغية الباغية .. وبدأت بنفخ أفكار تهدف الى التطبيع مع العدو الاسرائيلي ونسيت شعاراتهاوهموم الناس ومشاكلهم .. وكأنها أرادت فعلا استخدام الناس باسم الشعارات المغرية التي رفعتها حتى تحقق مآرب الأعداء … فخابت وخبت وتخيبت .. لكنها استطاعت بعملها المريب أن تزيد من احباط المنتفضين الأبرياء وتحط من امكاناتهم وطاقاتهم وتطلعاتهم الى مستقبل هانيء ورغيد ..!!!

وها قد وصل الانهيار الى حافة الموت … وبعدما كانت للعملة الوطنية مكانتها القوية في مقابل دولار الشياطين فاذ بها تصبح أوراقا لاقيمة لها وقد تخطاها الدولار بعشرين ضعفا .. ومع هذا لم تحرك الأحزاب ورفيقاتها ساكنا ولم يسمع أحد صوتا لما يسمى بالقيادة الخفية المشبوهة للانتفاضة اليتيمة .. !!!

والأنكى من ذلك كله .. تبادر الأحزاب ورفيقاتها الفاشلة للتحضير للانتخابات النيابية بكل وقاحة وفقدان ضمير وطني واجتماعي وكأنها بريئة براءة الذئب من دم يوسف مما جرى ويجري خلال ثلاثين سنة من استلامها للسلطة وتربعها على كراسيها ، ولم تزل تصدق نفسها وتريد من الناس أن يصدقوها بأنها الأمينة المؤتمنة على مصالح ومستقبل الناس والوفية لقضاياهم ومطالبهم .. ومع هذا فهنالك الكثير من بسطاء الناس لم يزل يصدقهم وينطق بمنطقهم ويرفع شعاراتهم المزيفة …!!!

ألهذا الحد وصلنا اليه ؟؟؟
نعم … بل وأكثر من هذا الحد ..!!!

فطالما أن جزءا كبيرا من الشعب لم يزل يصدق هذه الأحزاب ورفيقاتها ويسعى لانتاج ممثليهم من جديد … وطالما أن قيادات ما يسمى بالمجتمع المدني المشبوهة لم تعترف بفشلها وخيبتها وتحاول أن تقدم نفسها كمنقذة ومخلصة للشعب اللبناني المظلوم والمقهور .. فاننا فعلا قد وصلنا الى الحضيض وأضعنا بوصلة التحرر والانتفاضة .. !!!!

اننا نوجه النداء الوطني الصادق لكل شريف وحر أبي ان ينبذ ويسقط ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية وما يسمى بقيادة المجتمع المدني المشبوه اما بالمقاطعة الشاملة للانتخابات واما باختيار مدروس لأشخاص من طينة وعجينة الشعب المظلوم والمسحوق مشهود لهم بالصدق والمصداقية والوفاء والشهامة والعزة والأنفة والمخافة من الله تعالى يمثلونهم في البرلمان كخطوة أولية يخرقون فيها سدود وجرافات المشبوهين واللصوص تمهيدا لاسقاطهم جميعا في دورات انتخابية قادمة …

فهل هذا من الممكن حصوله ؟؟
نعم .. أيها اللبنانيون الشرفاء الأحرار …

هذا اذا تحررتم جميعا من ربقة الانتماء للأحزاب وترهاتها وبدأتم بالانخراط في حركة العزيمة الوطنية الجامعة الشاملة لجميع اللبنانيين في طول وعرض لبنان ، حتى اذا اكتمل النصاب التحرري سيتحقق ذلك باذن الله .

اننا بحاجة الى تعميم الوعي الوطني الرافض والعابر للطائفية والمذهبية والزعاماتية ، وأن نعتبر أن عملية التوعية واجب تأديتها بين أبناء الأسرة الواحدة وامتدادا الى المجتمع بأسره … وعلى الله فليتوكل المؤمنون .

 

شاهد أيضاً

ليست كل إمرأة جميلة طيبة,ولكن كل إمرأة طيبة جميله

ذهبت سيِّدة ضخمة وطويلة وعريضة المنكبين، ووجهها مخيف.. إلي مكتب محاماة فبدأ المحامون الرجال يتسلُّلون …