وأنتَ نجمةُ دُنياك..

الشاعر أحمد وهبي

وأنتَ خارجَ الوقتِ ، لا وقتَ إذن ، فإذا الوقتُ عليل ، والسيفُ مهيضَ القبضة ، وليلُ الأضاليل طويل ..

وأنتَ نجمةُ دُنياك ، يتبعها الجائعون الغاوون الملعونون ، ولا أحد سواك ، على حافّة هواك ، والعاشقون الشائقون من مسراك ..

وأنتَ كلُّ الوقتِ ، يتثال الزمانُ والمكان ، تقبض على الأحزان .. لأجل آخرِ إنسان ، لربّما ، لعلَّ يكون للحياة صنوان ..

وانتَ من كلِّ الكائنات والعناصر والأشياء ، تحفر بعيداً في الأكوان ، قريباً من آدمَ وحواء ، وعن دماء الورود تروي الشّهداء ..

وأنتَ من مُهَجِ السنابل .. ممتلئٌ وشامخ ، وشموخكَ عنفوانٌ وكِبرياء ، تُعرِّجُ على البراكين .. لأجلهم الغرباء ، لو تكون فداء ..

وأنتَ سليلُ النجيعِ والمِداد ، تزدادُ يقيناً .. مَعينَ السواد ، وهُمْ من طين الغوايات ، من إشراقات مدِّ الأصيل ، من سفينِ السُّعاةِ لعذبِ الفُراتِ ، من لآلئ المحار ، من بقايا الفحم والرماد.. تستحيلها عيوناً ماسيّةَ النظرات ، جَنيِّةَ الوهِادِ السكرى، والأبعاد تحفاها أجنحة الأفكار ، فلا تعرى ظنونُ الفلوات ، بمن في أفيائها رُقاد ..

وانتَ من هجراتِ الدِيَمِ والبوحِ ، لا صحوَ ينجو ، تطفوها الأمصار .. والثُوار في سين الإستقبال ، ستجيءُ غداكَ متلفّعَ الأوزان ، والنرد ما بين الأوتار ، ثمة أنامل تُفجِّرُ الألوان ، ثمة صفحٌ من كفوف التعب ، ثمة عجبٌ ردحٌ غضبٌ فوّاحٌ وجراح ..

وأنتَ إلهَ ذاتِكَ .. تسجدُ للأعلى ، وقد خُلِقتَ في أحسن تقويم ، تسبرها أنّات أناتِكَ ، والبحر أمامكَ والإنتظار وراءك ، وزادك دمكَ المبذول منذ الأزل ، فلا فاتتكَ الأنواء والفتن ، تذروها للعنان، كلّما تترامى أجزاءً لوصلٍ ، يجمعكُ فؤادُكَ ، يردُّكَ لذاتك .. للعُلا ، لاكتمال ، لا ترضى بغير تكاملِ ذاتِكَ والأعمار ..

أحمد وهبي ..🌹