ذكرى على حد السكين…

 

بقلم: الدكتور وسام حمادة

 

 

في الثامنِ عشر من كانون الأول من كُل عام يحتفلُ العالم بلُغةِ الضاد، لُغةٌ لم تُسعِف أصحابها من عربٍ ومسلمين بحفظِ فلسطينَ ومقدساتِها من تهويدٍ وطمسٍ للحقيقة التاريخية، حقيقةٌ تآمرَ عليها كُثر ممن استَلّوا ريشتهُم المُحرِّضة و المُضلِّلة لجعل الإسرائيليات تُعشِّشُ في ذاكرةِ العرب والمُسلمين ولِتسرح وتمرح بين السطور، ولتستوطنَ المكتبات وتستقر آمنةً بين حروفٍ ظاهرها عربي باطنها عبري، وعلى مدى سنوات النكبة كان لمُدَّعي الثقافة الوطنية المأجورينَ المُمَولينَ من خزينة المحتل حصّةً وازنة من الجوائز المشبوهة والدروع الحاجبة للقضية الفلسطينية والمتآمرة على شعبها والمُشَوِّهة لتاريخه، ولم ينبر إلا قِلَةً قليلة من مثقفينَ حملوا دمهم حبراً على ورق الحقيقة والمواجهة، وقاوموا بالحبر الحي تاركينَ بصمةً متواضعة في مواجهة غير متكافئة مع سواد أعظم من مثقفي الهزيمة والنظريات السلمية المدفوعة الأجر سلفاً والمدعومة من لوبي ثقافي صهيوني ساهم بفعاليةٍ كبرى في عملية كَيّ الوعي العربي وحرف بوصلة الصراع عن وجهتها لتعيشَ فلسطين والقضية الفلسطينة غُربةً قاتله ومُستدامة عن محيطها وحرفها، واليوم واستكمالاً للمشهد الثقافي العربي المأزوم نجد أن القضية الفلسطينية وما يجري على أرضها من تهويدٍ ممنهج وقتلٍ بدمٍ بارد لشعبٍ أعزل تعيشُ غُربةَ الحرفِ المقاوم وكأن صحراء الضاد ابتلعت حِبرهم، وليبقى الدم الفلسطيني الحاضر الأكبر على صفحات المواجهة والناقل الرسمي لنور الحقيقة الحُرّة عَلّها تضيئُ ظلامَ أمةٍ طَبَعوا هزيمتهم على جبين لغتهم وحرفهم الثائر…

شاهد أيضاً

أبو ستة للميادين: منع دخولي إلى أوروبا هدفه ألا أدلي بشهادتي أمام “الجنائية الدولية”

الطبيب الفلسطيني، غسان أبو ستة، يؤكد أنّ الهدف وراء منعه من دخول أوروبا هو منعه …