جحود الطفولة يرافقنا…

الأديبة مريم حسين شريف

 

عندما خلقنا وجدنا أنفسنا بين الايادي ، يسندنا كل ودود ورغم جمال الدلع كنا نبكي بنكد وتأفف ، ومع مرور الاعوام ، صرنا نتوق لها ، فما عاد للحياة لون وطعم ، نتلهف لو يداً تمسح على رأسنا ، تحضننا ، تخفف عنا آلاماً سكنت داخلنا ، عسىى رقتها تخرج الأنين الصامت وتحوله الى دغدغة تضحكنا برهة ، ونعود نسرح أوقاتً ، نشرد في عتمٍ ، فلا نجد من يضيء ظلمهُ ، جاحد كنا حين بكونا وازعجنا تناول تلك الايادي لنا ، يا ليتها بقيت على حالها بدلاً من ان تتلقفنا ايادي الزمن ، نختنق ، نتبعثر ، نتناثر أجزاءً حتى أنه وصل بنا الامر ان نحتضر مرات ومرات ، ونفتقد ، ونعاني ، ونتلعثم بغصة وحرقة الايام ، ونعيش الفقد ، ولا نجد حتى فراغا يهدئ روعنا ويروي عطش السنين ، اتوق واتوق ونتوق ، والرحلة ما زالت قائمة واعلم ان تلك اللمسات لن تغمر جسدنا مجدداً الا حين وداعنا الاخير ، ولن نستطيع التعبير ولا البكاء حينها ، ولا حتى شكرها ، تنهدٌ وندمٌ وصمت عميق ، لِما الجحود الذي ورثناه منذ الولادة نتركه يرافقنا في عمرنا ، ويسيطر علينا حتى نقع في حفرة الندم ، سنيننا محكوم عليها ، وما علينا الا ان نسطرها بوعي وحكمة وبصيرة وانسانية وكل الانسانية ان تتحول ثقافتنا الى سلوك ….

آه على دنيا تخط عمرنا ….
ونسينا من كنا وقلنا أنا …
ما بين بكاءٍ وأنينٍ أجلّ دنا …
وثمار السنين تعصف بنا… …

 

شاهد أيضاً

الشارقة تتصدر المشهد اليوناني مع الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة الـ20 من “معرض سالونيك الدولي للكتاب”

بدور القاسمي: لسنا مجرد ممثلين لدولنا ولكننا مسؤولون عن قصة إنسانية مشتركة ● عمدة مدينة …