واعشوشبَ الهوَى

عباس وهبي

في ثورتي سرُّ الوجومْ
لِمَ لا تتيهي يا سمومْ
في غربتي كنتُ الغريبْ
أغدو كالمجدِ العجيب ْ
طلَّ الهوى معشوشبا
وشوَشَ السر َّو غنَّى العندليبْ
في نقمتي سرُّ النسورْ
والغضبُ تيهٌ والألمُ يمورْ
احلوَّ انشراحٌ واعذوذبا
ماج في الظل ِّ شريدا
سماهُ ظلٌّ أبهجا
كوَحشةِ الندى على الزهر ِ
تاهَ في الغابِ طريدا
رآهُ الوُدُّ مستلقيا
على الأفقِ سعيدا
أنا الصدى رحلةُ الصوت ِ
برْقُ الرُبى
أمضي واثقَ الخُطى
لكني مغلولَ القوى
تُحشرجُني مراراتُ النوى
أحرقني الفراقُ
أنا اللهيبُ وإنْ ألهبا
كمْ كانَ حولي من كبارٍ
أنا المصلوبُ
إذْ كنتُ يوماً متعبا
كم كان حولي من دروبٍ
أنا المقهورُ إذْ كنتُ ناراً مضرمة
لم أزل أمشي
ولكنْ في وجلْ
فقد تاهَ زماني و أغربا
لم أزلْ أمضي
إليها في وجلْ
لم أنلْ لم أنلْ
أمضي إليها في أملْ
لكنْ ثملتُ ثملاً مُرهِبا
في ثورتي نزقُ الهموم ْ
لم لا تغربي يا غيوم ْ
من سُقمِ أشجانِ الورى
بدت تعاويذي سُدى
فيها العقائدُ تلتهي
ملفّعةً بقناعِ الهُدى
ناديتها عاقرتها كالخمرةِ
لكنّها تاهت ْ
مع دخان ِ القُرى