بايدن وابن سلمان والنفط

بقلم د.عمران زهوي كانب وباحث سياسي

رفض بايدن لقاء ابن سلمان والحديث معه شخصيا بل يتعاطى مع والده منذ توليه سدة الرئاسة نتيجة امرين الامر الاول هو:ملف الخاشقجي والانقسام الداخلي على هذا الملف .اذ قام بايدن بعد أقل من شهر على توليه المنصب، برفع السرية عن التقرير الذي كانت مديرة ” سي آي إي” السابقة جينا هاسبل، قد قدمته للرئيس السابق دونالد ترامب ورفض الكشف عنه، وهو الذي يثبت تورط بن سلمان مباشرة بعملية اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
والامر الثاني المتعلق بدعم ابن سلمان لترامب والحزب الجمهوري مالياً والضغط في ملف النفط والذي يؤدي الى ارتفاع في اسعار النفط لعدم قبول ابن سلمان بزيادة الانتاج وهو ملف في وجه بايدن داخليا قبل الانتخابات النصفيه لعام 2022 ، وقال احد المقربين من بن سلمان الشهابي “اذا اراد بايدن اي معروف فهو يعرف مع من يجب ان يتحدث ” الى ان بايدن صرح غامزاً ان هناك العديد من الاشخاص في الشرق الاوسط ولكنني لست واثقا من انني ساتحدث اليهم واضاف ان التلاعب باسعار النفط تاتي من جهة خارجية معينة، لان ابن سلمان كان قد استجاب لطلب ترامب عام 2018، عشية الانتخابات النصفية، لأجل مساعدة مرشحي الحزب الجمهوري، يسعى لاستعمال السلاح نفسه بوجه الديموقراطيين وبايدن، واستغلال ارتفاع أسعار الوقود وبالتالي أسعار السلع، والسعي للتأثير على حظوظهم في الانتخابات النصفية المقرر اجراؤها في خريف 2022، والذي بدأ الجمهوريين فعلياً باستغلالها.
كما تأثرت أيضاً بتداعيات وباء كورونا، وانخفاض الإنتاج، ويسارع كل من الطرفين لاستعمال كل أوراق الضغط الممكنة. لان ابن سلمان يتمتع بعلاقات جيدة مع الجمهوريين إضافة لعلاقاته التي باتت تطور بشكل ملحوظ مع كيان الاحتلال، للاستفادة من نفوذه داخل الكونغرس. من جهة أخرى يسعى بايدن إلى اقناع عدد من الدول استعمال نفطها من الاحتياطي الاستراتيجي من الصين واليابان وبريطانيا كما قام بايدن باستخدام 50 مليون برميل من احتياط امريكا الاستراتيجي .في خطوة قد تكون فعالة لكن لا يمكن الاعتماد عليها على للمدى الطويل،لخفض الاسعار لانها ستؤثر على اقتصاد امريكا داخليا وسط تراجع كبير في شعبية بايدن ، لذلك يحاول كسب ثقه الناخب قبل الانتخابات النصفية .
أما اوراق الضغط الثانية التي توجه إليها بايدن فهي استقطاب وإبراز عدد من المعارضين اعلامياً، كما فعل مع سعد الجبري والذي كشف عن ان “ابن سلمان قال أمام ولي العهد السابق محمد بن نايف، برغبته في قتل الملك الراحل عبدالله عن طريق خاتم مسموم يحضره من روسيا”. هذا ما دفع ابن سلمان عبر منظمة (اوبك بلاس) الى عدم الرضوخ الى مطالب البيت الابيض من حيث زيادة الانتاج لخفض اسعار النفط .
وهي مناورة اخرى من ابن سلمان تحديدا للخروج من الملف اليمني ويريد مساعدة امريكية خاصة بعد الحديث عن سقوط مأرب والانكفاء من القوى التي كانت تنضوي تحت اسم التحالف والقوى المحسوبة على الامارات .بالاضافه الى الامر الذي طالما هو حلم ابن سلمان الا وهو التربع على عرش المملكة . فهل سيستطيع ابن سلمان بلي ذراع امريكا ؟؟!! ام يجب العودة الى البرغماتيه التي كانت تتحلى بها المملكة على ايام الملك الراحل عبدالله .
بالطبع اليوم امريكا تحاول الخروج من كل الامور الضاغطة على الدولة المركزية من قبل اللوبي الصهيوني بالملف النووي الايراني والالتفات اكثر من الحزب الحاكم (الديمقراطي) للموضوع الاقتصادي الداخلي من اجل الانتخابات النصفيه ، واما على الصعيد الخارجي يريد ان يواجه الروسي ويلحق بالصيني الذي اصبح المصنع لكل العالم في وسط تراجع ملحوظ للنفوذ الامريكي في المنطقه، وكان بايدن على علم بذلك عندما قال في اول اطلاله له من وزارة الخارجية الامريكيه عقب انتخابه بانه سيعيد نفوذ امريكا عالميا عبر الحلفاء والاصدقاء وليس بالمباشر واعادة تموضعة في غرب اسيا كان واضحا خاصة بعد الكف الذي تلقاه في افغانستان فهو يحاول اشعال حرائق هنا وهناك في كل دول الممانعه للتعميه عن خروجه من سوريا والعراق ولكي يطمن حلفائه بانه مازال باستطاعتهم الهجوم وهم من خلفهم . وخاصة للكيان الصهيوني لذلك امريكا اليوم همها الاكبر هما روسيا والصين والداخل الامريكي ، لذلك حسب كل المعطيات فان الملف النووي ذاهب الى خواتيمه لان تحرير الاموال الايرانيه (3.5 مليار ) من كوريا الجنوبيه وبريطانيا وستصل الى حوالي 10 مليارات خير دليل ان الامريكي يريد انهاء هذا الملف لان لديه ما هو اهم .
فنحن قادمون على اعادة تموضع كثير من الدول وخاصة الاوروبية بعدما اصبح الروسي والصيني قطبان جديدان في العالم ولم يعد الامريكي هو من يحكم العالم ، فاين العرب من كل ذلك ؟؟
يجب على المنظومات الحاكمة في البلدان العربيه ان تغير من سياساتها الخارجيه والانفتاح على الجميع حسب مصالح دولها وشعوبها للنهوض بالاقتصادات والازمات التي تجتاح كل الدول العربية.
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد

شاهد أيضاً

عبد المسيح: “لن نقبل إطلاق النار باتجاه بيت الكتائب المركزي وتعكير السلم الأهلي”

كتب النائب أديب عبد المسيح على منصة “إكس”: “نحن شعب يؤمن بثقافة الحياة ولا نقبل …