أنا منافق إذا أنا موجود

بقلم : راوية المصري

ذو الوجهين صفة مزمومه ويتصف بها الانسان المنافق لأثبات وجوده وتفريغ غرائزه الشيطانية يتلذذ بأذى الاخرين ويسعى لإفساد العلاقات بين الناس ,وغالبا الناس تأخذ حزرها بوجوده لانهم يعرفون حجم سفالته فيعتقد انه بتلك الوجوه المتعددة يحقق أهدافه بوجع الناس دون ان يكتشف امره فهو كالنعامة يغطي وجهه المستفز وعيناه الشامتتان ويعتقد ان لا احد يعلم بنواياه القبيحة..

هؤلاء الذي يخفون وجوههم الثانية ويتلبدون خلف الوجه الملائكي هم من اخطر البشر الذين قد نواجههم في حياتنا يتقمصون شخصيات عدة ولديهم قدرة على اقناع الناس بأساليبهم المراوغة واكاذيبهم
يتلونون حسب مصالحهم يخلقون العداوة بين الناس ويتكلمون مع كل واحد بلسان يوافقه وبدلا من ان يجمعون بين شخصين متخاصمين يقوموا على نقل الكلام السيء لكلا الطرفين لكي تشتد الكراهية بينهم…
على غرار ما تفعل الدول العظمى في الشرق الأوسط حيث تقوم بمد العون والأسلحة الفتاكة لفريق وعندما يبدأ بالانتصار تدعم الطرف الاخر لكي تنهك الطرفين وهم يشاهدون من بعيد ويتلذذون بثرواتهم ويضحكون على غبائهم…
عندما نتكلم عن ذو الوجهين يخطر على بالنا الانسان المنافق فقط ولكن هناك اشخاص ذو وجهين حقيقيين يمكننا ان نشاهدهم بأم العين ولكنهم لا يشكلون خطر على حياتنا مثلما يفعلون أصحاب الوجوه المخفية…

هل خطر ببالك يوما ان يكون لديك وجه ثاني يخاطبك ويناقشك ويفكر يضحك ويبكي معك ؟ (ادوارد ورداك) يملك وجهين حقيقيين وهو الوريث الوحيد للمملكة المتحدة ولد ادوارد في القرن التاسع عشر من طبقة النبلاء الإنكليز وهو شاب موسيقي صاحب موهبة فذة وكان يتسم بالذكاء الحاد … كان ذلك الوجه الإضافي يضحك عندما يبكي ادوارد فلم يكن احد يشعر او يسمع صوت الوجه الثاني الا ادوارد هو… ويقسم ان هذا الوجه يمنعه من النوم باعتقاده انه شيطان يهمس بأذنه طوال الليل وكان ادوارد يتوسل طبيبه ان يستأصل هذا الوجه من رأسه ولكن الطبيب رفض خوفا على حياته.سمم ادوارد نفسه وهو يبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عاما وأوصى قبل ان يدفن ان ينتزعوا هذا الشيطان من رأسه …
سأل رجل صاحبه لماذا هواء الفجر نقي؟ فقال لأنه يخلو من أنفاس المنافقين ذو وجهين ليس له شخصية ثابتة ولا مبادئ يتلون بأقنعته الزائفة ووجه شيطاني داخل نفوسهم الخداعة لإظهار الخير وابطان الشر…