هل في جبيل وكسروان شهداء لحزب الله

 

بقلم ناجي امهز

تلقيت من قيادة حزب الله في جبل لبنان والشمال دعوة للمشاركة في يوم الشهيد، الذي أقيم في بلدة المعيصرة كسروان.
وقد اجلست في المقدمة، حيث كان وجهي مواجه للحضور الكبير، وامامي مباشرة صفوف من أهالي الشهداء، فكنت أتأمل وجوههم، بسمارها وجبهاتهم العريضة وتفاصيل ملامحهم، فغالبية أهالي كسروان وجبيل يتمتعون بسحنة خاصة، وهم متشابهون، فلا يمكنك ان تميز المسلم من المسيحي، حتى لو دخلت الكنيسة ستجد فيها مسلمون يحضرون القداس، وأيضاً في المساجد المسيحيين متواجدين في غالبية المناسبات، شعب متعايش مع بعضه قبل لبنان الكبير ولبنان الصغير، بل من يوم ان خلق الله لبنان.
كانت الأناشيد تصدح بعذب الكلام ترافقها موسيقى فيها من الحزن حكايات لا تنتهي، ومع أنى لست قادراً على مشاهدة العرض على الشاشة لصور الشهداء بسبب وضعية جلوسي، الا اني كنت اعرف ان صورة الشهيد التي تعرض الان، هي لابن او لأخ ذاك الذي تدمع عيناه، حيث تشعر هو يتقدم براسه الى الامام كانه يريد ان يقوم ليقبل الصورة، او يعانقها، كانت تنهمر دموعي، وانا اسمع ارتفاع دقات قلوبهم، وكنت اسال نفسي كم صعب هو الفراق، وكم هو قاسي هذا الظلم الذي يتعرض له الشهداء واهاليهم، هل يعقل ان يكون هذا الاب الذي يتمنى الموت الان ليلتقي بحبيبه برفيقه بمن رباه بدموع عينيه وصلاته وخوفه، ان يكون ارسل فلذة كبده ليقاتل التكفيريين في سوريا، ليدافع عن سوريا او عن الشيعة او حتى عن ايران.
ما هذا الظلم ما هذه القسوة والاجرام الأخلاقي والنكران للجميل، بحق الشهداء.
هؤلاء الأهالي الذين أرسلوا فلذات اكبادهم ليقاتلوا في سوريا، هم ارسلوهم ليدافعوا عن لبنان، كل لبنان بمسلميه ومسيحييه.
هذا الاب الذي قام الصبح وصلى ودعا ربه ان يحفظ عائلته، هو الذي أيقظ ابنه وقال له بعد ان قبل جبينه،
يا بني، ان الإرهاب وصل الى حدودنا، وهم قتلوا الأطفال واغتصبوا النساء وفجروا الكنائس والمساجد والمدارس، في العراق وسوريا وهم قادمون الى لبنان.
قم يا بني اشحن عزيمتك بحب الوطن، ورتل نشيد بلادك، واحمل سلاحك، واضمم اخوتك واخواتك الى صدرك، وقبل يد والدتك، وانطلق نحو المجد بخطوات ثابتة، وعزيمة لا تلين، اما ان تعود منتصراً او تعود شهيداً.
فان عدت منتصراً سترفع راسي، وتزغرد اختك لأنك حميت طهارتها، وسيكبر شقيقك بأمان، وان عدت شهيداً ستبيض وجهي بالدنيا والاخرة، وتبكيك الأرض وتفرح بك السماء، وستفوز فوزاً عظيماً بين الأنبياء والقديسين والشهداء، وسيحكي عنك لبنان الحكايات.
يا ولدي قم إلى الجهاد، دافع عن هذه الجبال الخضراء قبل ان يحرقها التكفيريين، او يسرقها الإسرائيليين، قم فكلنا للوطن.
قم ولتعلم الدنيا ان أبناء كسروان وجبيل كما هم على مر التاريخ متعايشين مسلمين ومسيحيين، وكما كانوا يتصببون العرق ببناء الجلول ويزرعون ويحصدون، ها هو اليوم احمد وعلي وحسين يستشهد دفاعاً عن طوني وبيار وشربل، كما دافع الحر الرياحي المسيحي عن الامام الحسين، قم يا ولدي فدير مار شربل يجب أن لا تصله ايادي التكفيريين، قم يا فلذة كبدي الى الجهاد، دفاعا عن الوطن، واما النصر او الاستشهاد.
كيف يمكن لأي انسان يملك ذرة من الإنسانية او الكرامة والدين، ان يتجرأ ويتهم الشهداء انهم سقطوا من اجل مشاريع خارجية.
ما هذا الوطن الذي لا يقيم وزنا لأنبل بني البشر وأطهرهم واقدسهم،
ما هذا المجتمع المتفكك الذي يكاد يكون من كل وادي عصا، ما هذه المواطنة، وما هذه التربية الوطنية.
على كل سياسي يتكلم بقلة حياء وادب عن الشهداء ان يضرب بالأحذية،
فاي اقتتال داخلي هو اجرام، واي اقتتال مع عدو خارجي هو الشرف والتضحية والعزة والكرامة
فالفرق كبير بين مواطن لبناني يقاتل الإسرائيلي المحتل، او الإرهابي التكفيري القادم من مختلف دول العلم ليفجر الكنائس والمساجد وان يغتصب النساء وينحر الأطفال، وبين مواطن لبناني يقاتل مواطن لبناني مثله، بسبب اختلاف الآراء.

 

🌿تحية كواليس🌿

تبارك قلمك المغموس بشرف العطاء

وتبارك حضورك مع الاطهار ترفرف ارواحهم لتلامس خفقات قلوب اهاليهم فتشمخ الاعناق وتسقى الازهار ويرضى الرحمن

الشهداء امراء الجنة وعطر الارض وقمة الفداء

بعد قداسة اللحظة وروعة المعنى هل يحب علينا يا صديقي ان نشرح لاي كان ومهما كان هذا العطاء

لقد اعمى الله قلوب الحاقدين وما عادوا  يفرقون بين شجاعة الكرامة وخذل الحبناء.

لا بد وان عطرك يفوح من رفيف ارواحهم فأحتفظ به ليوم آت لنه  سيفتح امامك ابواب السماء🙏🌺🌹🌿👍👍👍👏👏👏

فاطمة فقيه

 

شاهد أيضاً

حتى محكمة الجنايات الدولية قد تُتهمْ قريبا ب “معاداة الساميّة” !

د. جواد الهنداوي    أصدرت المحكمة ، في ٢٠٢٤/٥/٣ ، تحذيراً إلى الأفراد الذين يهددون …