في يوم الشهيد: ألفُ تحيةٍ وسلام للشهداء الأبرار الذين لن ننسى ذمراهم أبد الدّهر

 

✍ بقلم د.جمال شهاب المحسن *

فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد البطل احمد قصير ، كان أول استشهادي بعد الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان في حزيران من العام 1982، حيث نفّذ عمليته البطولية في 11/11/1982 ، منطلقاً بسيارة من طراز بيجو مفخّخة بكميات كبيرة من المتفجرات، ومتوجّهاً نحو مقر الحاكم العسكري في مدينة صور ، الذي كان يُعتبر من أهم المراكز “الإسرائيلية” في منطقة الجنوب والذي كان يضم القيادة العسكرية للإحتلال وبقربها معسكر لجيش العدو في منطقة جل البحر – صور، وفجّر نفسه بالمبنى الذي سقط كاملاً على مَن فيه، ولم يُكشف النقاب في حينه عن الجهة التي نفذت أو إسم الاستشهادي، إلا بعد تحرير منطقة صور، وذلك في 19 /أيار 1985، حيث أعلنت “المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله” مسؤوليتها عن العملية ، وأن منفذها هو الشهيد السعيد أحمد قصير من بلدة دير قانون النهر في الجنوب اللبناني- قضاء صور، وكان يبلغ من العمر 18 عاماً.

لهذا الشهيد العظيم دورُ المبادرةِ التأسيسيةِ المشِعّة والمؤثّرة جداً في مسار العمل المقاوم الكبير والمبدع الذي حقق الإنتصارات الكبرى للبنان والعرب والمسلمين على العدو الصهيوني الإرهابي المجرم المتحالف مع الولايات المتحدة الأميركية …

وفوق أن هذا الشهيد البطل هو رمزٌ للمقاومة والإرادة الصلبة والكرامة والسيادة الوطنية الحقيقية فإنَّ سيرته العطرة تتميّز بجرأته النادرة واخلاقه العالية في التعامل مع الآخرين ومساعدة المحتاجين.

وكم كان رائعاً في إيمانه القوي حين قال في وصيّته : “أخي : إذا وجدتَ نفسك وحيداً لا أنيسَ ولا جليس ، فالجأْ إلى كتاب الله، واقرأْ آياته فإنها خيرُ جليس ” ..

لقد كتب فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد البطل أحمد قصير كما كتبت الإستشهادية عروس الجنوب الشهيدة البطلة سناء محيدلي وأمثالهما الشهداء السيد عباس الموسوي والنائب مصطفى معروف سعد والشيخ راغب حرب وأحمد قصير وبلال فحص وخالد علوان ومريم خير الدين والأخضر العربي وعلي أحمد داغر وجمال ساطي ومهدي مكاوي والقائمة تطول حُجّةً بالدّم هي الأغلى من كلّ كنوز الدنيا، فكسروا التحدي “الإسرائيلي” وكتبوا تاريخاً جديداً للبنان لن يستطيع أحدٌ في هذا العالَم إعادة عقاربه الى الوراء…

وممّا يُذكر فقد فرِحت معنا أرواح هؤلاء الشهداء في ما بعد بالانتصارات التي تحققت في عامي 2000 و 2006… وكما قال سيّد المقاومة وقائدها السيد حسن نصرالله حفظه الله ورعاه : لقد ولّى زمن الهزائم وبدأ زمن الانتصارات…

تحيةً للشهداء الذين صنعوا بدمائهم الطاهرة النصر والعزّة والكرامة للبنان وسورية وفلسطين وكلّ أحرار الأمة والعالم…

وفي يوم الشهيد : ألفُ تحيةٍ وسلام للشهداء الأبرار الذين لن ننسى ذكراهم أبدَ الدّهر .. والمجد والخلود لأرواحهم الطاهرة النقيّة .

*إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي وسوسيولوجيا الصراع

شاهد أيضاً

“المؤتمر الشعبي اللبناني” في الشوف زار مستوصف بلدة حلبا في محافظة عكار

زار وفد من “المؤتمر الشعبي اللبناني” فيالشوف  و“المجلس الشعبي” في إقليمالخروب محافظة عكّار، حيث استقبله …