وغداً كتاب آخر — 3 —

المهندس عدنان خليفة

الرَجُل الحيوان ٠٠ للكاتبة الكويتية د. فوزية الدّريع ٠٠٠
وكان يجب أن أبدأ بنبذة عن حياة المؤلفة – كما عودتكم – إلا أن هذا العنون المُلتبس (والذي هو بالتأكيد مستفز للرجال ٠٠ وموضع شماتة للكثير من النساء ٠٠ ومن تداعيات الصراع التكويني بالفطرة !!.) ٠٠ وأعترف أنني وكذلك كنت أحد ضحاياه عندما كنت أتصفح عناوين دور النشر في معرض بيروت للكتاب العربي منذ 12 سنة تقريباً ٠٠٠
ولكن عند قراءة ما كتب ٠٠ بطل العجب ٠٠٠
والمحتوى يقارب العنوان من زاوية علم النفس كما هي مواضيع أكثر المؤلفات العديدة للكاتبة وعملها في التدريس وكأخصائية علم النفس ٠٠٠
ونعرف أن موضوع الخلق والتطور وما بينهما من تجانس وتمايز وتناقض في الشكل والمضمون بين جميع المخلوقات من نبات وحيوان وإنسان وخصوصاً بين الرجل والمرأة وبين بني الجنس الواحد نفسه من سمات وصفات تكوينية أو مكتسبة ٠٠ جدلي بإمتياز ٠٠٠
هو موضوع إجتهدت فيه الأديان وفلاسفة الإغريق ولاحقاً المتنورين في الغرب والشرق ٠٠ وليس آخرهم داروين ونظريته الجدلية في النشوء والتطور ( الإنسان أصله قردسان ) ٠٠ ونظريات فرويد الأكثر شيوعاً وخاصة عن النزعة الغريزية وعقدة أوديب التي برأيه هي ما توجه سلوكياتنا وأوصلتنا إلى ما نحن عليه ٠٠٠
وكذلك الشِعر والفانتازيا أدليا بدلوهما !!…
وبقيت بأكثرها مجرد وجهات نظر ٠٠٠
إلا أن إفتقار الماضي إلى تجارب ومختبرات العلوم الحديثة كما اليوم أوقع الكثير من العلماء ومنهم مجتهدي الأديان بالكثير من المغالطات أو سوء التفسير وخاصة لمن يتعمد مبارزة العلوم ٠٠ والإنسان عدو ما يجهل ٠٠٠
و د. فوزية الدّريع كان لها وفي تنوع كتاباتها بعض الإجابات المبسطة و المقنعة على الكثير من هذة التساؤلات ٠٠ وبالإستناد الى الدراسات الحديثة المتسارعة في علم الجينات والبصمات الوراثية DNA ٠٠٠ وخاصة سمات التشابه والتناقض بين الرجل والمرأة وباقي المخلوقات ٠٠٠
ففي بداية القرن الحالي تبين وبنتيجة دراسة علمية لمؤسسة كويتية عن الجينات أننا كبشر نتشابه بالجينات مع النبات بنسبة 20% والسمك 69% والدجاج 82% والخيول83% والخنازير والكلاب 87% والشمبانزي 99 % ٠٠ وهنا 1% صنع الفرق ٠٠٠
ويضاف الى ذلك الفرق التكويني والفيزيولوجي والصفات بين الذكر والأنثى داخل الأجناس ٠٠٠
والرجل برأي الكاتبة يتنوع بين بني جنسه بالصفات والسمات والطبائع أكثر من تنوع المرأة عن مثيلاتها ٠٠٠
وكذلك تقول بأنه أقرب إلى هذا الكم من التنوع بين الحيوانات ويتشابه بسلوكياتها ٠٠ ومن هنا كان هذا العنوان ٠٠٠
وربما المرأة هي أقرب إلى صفات التنوع والسلوك مع النباتات من شجر مثمر أو ورد أو عليق ٠٠ إجتهاد شخصي ٠٠٠
ودلالات العنوان عند الرجل ٠٠ قد يكون أسداً في تركيبته النفسية والسلوك والصفات بين العدوانية أو الأليفة وتنوع الغرائز وقد يكون أقرب إلى الدجاجة أو الديك أو دلفيناً أو حماراً أو سمكة ٠٠ إلخ ٠٠ وهنا لا حاجة لشرح التفاصيل لأن صفات هذة الحيوانات هي مترسخة في أذهان الجميع لذلك يكفي بأن نراقب الرجل ونأخذه بالتشبيه إلى ما يناسبه ٠٠٠
والشيء بالشىء يذكر ٠٠ واليوم ونحن نعيش أزمة غير مسبوقة (في دول البني آدمين) سياسية وإجتماعية وإقتصادية في لبنان وفيها الكثير من الإفتراس وصفات وسلوكيات الحيونة والغرائز ٠٠ وعلى ذمّة د. فوزية ٠٠ بين المترأسين والمرؤوسين في السلطة والمجتمع ٠٠٠
منها ما هو موروث ومنها ما هو مكتسب ومنها ما كشفته الممارسة ونوائب التجارب ٠٠٠
لأن الطبع يغلب على التطبع !!..
ومنعاً لأي إحراج فليحتفظ كلٌ بتحليلاته ومقارباته لمن يحب أو يكره من القيادات المحلية والمناطقية والمركزية ٠٠ وخاصة الرجال ٠٠٠
وكذلك أنصح بتجنب تشبيه الأزواج من قبل الزوجات المتربصات ٠٠ لأنه عندهم من الغضب ما يكفيهم !!..
بقلم المهندس عدنان خليفة — مجلة كواليس —

شاهد أيضاً

الحبال وتعاون جديد مع شركة focuson top productino

اعلن الحبال عبر مواقع التواصل الأجتماعي خبر توقيع عقد ادارة اعمال مع شركة focuson top …