صباح القدس

 

ناصر قنديل

صباح القدس لمن لا يخاف ، ولا يخضع لغسل الدماغ المسمى بلحم الأكتاف ، حيث حشد من رجال القانون والفكر والصحافة ، يشكلون جبهة لصناعة الثقافة ، وجوهر ثقافتهم الجديدة ، ان تقبيل الأيادي لولي النعمة ، لا يناقض الكرامة ، وان اعلانه وليا للأمر ، حق ولو اقتضى اخفاء الرأس على طريقة النعامة ، وان المال محرك مشروع في السياسة ، بداعي ان السياسة تقوم على المصالح ، وتبنى السياسة بقوة المال وصاحبه وعلى قياسه ، فتقام المنادب على غضب السعودية ، ويصير انزعاجها سببا للتبعية ، وازعاجها قلة مسؤولية ، فهناك من يعملون فيها ، ويجب ان نشكرها ونراعيها ، ولأننا نصدر اليها ، فحماية الصناعة باعلان الولاء ، كمن يقول للعاملين في مؤسسة ، ان من حق رب العمل الزامهم بمن ينتخبون للنيابة ، فهم عنده في صف مدرسة ، وعليهم الخضوع كي لا يكشر عن انيابه ، او من يقول للناخبين ان حكومتهم تملك الشرعية في ان تجبرهم على التصويت للوائح مرشحيها ، طالما ان رواتبهم هي مصدر عيشهم فعليهم ان يوالوا من يواليها ، وربما يكون من المحق ايضا دعوة الشعوب تحت الإحتلال ، للإعلان عن الطاعة للمحتل ، كي لا يقطع الماء والكهرباء عن بيوت الناس ، فالسياسة في حرفها الأول ، هي فن تأمين المصالح بالأساس ، فكيف لهؤلاء ان يزعموا انهم مثقفون او حقوقيون ، ألم يقرأوا وثائق حقوق الإنسان وحرية الإختيار ، وإعتبار مقايضة نيل الحقوق بالتحكم بالخيارات جريمة بحق الإنسانية ، ألم ينتبهوا ان حرية القرار ، هي في كل قانون وحق ابجدية ، فكيف يتجرأون بالتحدث عن الزبائنية ، وهم أول من يروج لها ، ويمنحها شرعية قانونية ، ولكنهم يرفضونها بالمفرق ويطلبونها بالجملة ، ويجعلون صاحب العمل ولي نعمة ، ويحولونه الى ولي أمر ، ولهم نقول أنتم ترهنون الوطن وليس العاملين فقط ، تحت شعار السياسة مصالح ، وتتلاعبون بالقواعد الحقوقية لأنكم مرتشون صغار ، تلعبون القمار ، تسوقون العمالة والنذالة والخسة ، وتستغلون في الشعب حاجته وبؤسه ، ولا تخجلون من تسويق العبودية ، وتغسلون ادمغة الناس لتتخلى عن حقوقها وكرامتها ، وتبررون للمعتدي بقوة المال كما للمعتدي بقوة السلاح ، وما الفرق بين احتلال واحتلال ، بين زبائنية وزبائنية ، واين تذهب مزاعم الإصلاح ، والخطابات الثورية ، وكل المجتمع المدني المزيف ، يريدنا مزرعة للعبيد ، تسبح بنعمة ولي المال ، وتطلب منه الرضا والمسامحة ، وفي نهاية المقال ، تقول لنا ان هذه هي السياسة الرابحة ، ويصير انتخاب النواب الذين يرضى بهم هذا المحتل ، طريق الخلاص ، كعبيد يرون صاحب المال كربهم ، بحمده يسبحون ، ولهؤلاء نقول بالمناسبة لعلهم لم يقرأوا ولم يفهموا ان شرعة الانتخاب بعد ثورة العبيد قامت على السرية ، لمنع صاحب السلطان من التدخل حماية للحرية ، لأن ابشع انواع الرق ليست الملكية الجسدية ، بل ملكية الأرواح والأنفس بحجة الحاجة المادية ، فعن اي مجتمع مدني تتحدثون ، ام هو المجتمع المتدني الذي تقصدون ، فهؤلاء هم الذين باعوا انفسهم للشيطان ، ولو أقسموا انهم ابطال الديمقراطية ، بالفم الملآن ، ومثلهم كان يهوذا الاسخريوطي الذي باع المسيح بثلاثين من الفضة ، فهو الأستاذ في فن السياسة قياسا للمصالح ، فيعرف كيف يبيع ويشتري ويمالح ويصالح ، كمن يقول هل نأكل من المبادئ والقيم والكرامة ، ويصرخ ويصيح ، والاسخريوطي قال فليغفر لي المسيح ، فلن يطعمني سلامه ، فبئس نظرية لحم الأكتاف ، وبئس مثقف يفكر من الأرداف .

شاهد أيضاً

لماذا نبدو أثمن حين نموت ؟؟

  🌹موقع مجلة كواليس إعداد زهراء 🌹 صحيح !!! لماذا حين نموت نبدو للآخرين شيئاً …