طهران تضرب هيبة واشنطن في الخليج

الكاتبة رنا العفيف

ليست المرة الأولى التي تتعرض ايران للأنتهاك في المياه الايرانية ،سبق وتعرضت لاحتجاز ناقلات نفط كانت قد احتجزتها بريطانية اضافة لطائرات تجسس امريكية للهجوم بالقرب من المضيق ويعود تصاعد التوترات إلى ارتفاع حدة القيود المفروضة على تجارة النفط الايراني إلى العالم بفعل عقوبات امريكية فرضت الخناق مستهدفة القيود الاقتصادية على وجه تحديد صادراتها ، فحرب الرواية مازال مستمر على صفيح ساخن في خليج عمان ورغم تعدد روايات الناقلة إلا أن التلفزيون الايراني قام ببث مقطع فيديو يعرض به تمكن الحرس الثوري الايراني من سحب الناقلة إلى المياه الايرانية بعد إجبار فرقاطة اميركية على الانسحاب وذلك برصد قوات الحرس الثوري الايراني القرصنة الامريكية بتدخل سريع قامت بعملية إنزال عسكري على متن الناقلة الثانية وصادراتها لاقتيادها إلى المياه الإقليمية الايرانية ، فالرواية هنا متوافقة كليا مع الفيديو التي عرضتها ايران بالصوت والصورة بينما واشنطن تحاول نفي الرواية بشكل او بأخر لماذا ؟ بعد أن أدركت فشلها ولربما خوفا من تداعيات أخرى ليست بالحسبان خاصة وأنها مازالت تعاني من تبعات الهزيمة في افغانستان ،

لقد تجاهلت الولايات المتحدة الامريكية الموضوع تجاهلا رسميا ليتم توضيحه من قبل الجمهورية الاسلامية فيما بعد ليترجم هذا التغافل بالمعنى السياسي أن واشنطن أدركت حجم فشلها في ظل تداعيات اخرى أطاحة بالبيت الابيض وبإدارة جو بايدن تحديدا الذي يعاني من عدم توازن سياسي أدى لاخفاقات وخلافات مع الكونغرس الامريكي ، فكل هذا منعه من تقدم تنفيذ اجندته المتعلقة برعايا سياسية واقتصادية واجتماعية كذلك الفشل الأكبر الذي يعتليه هو نتاج لسياسته الخاطئة بعدم إعادة البنى التحتية لتظهر علامات السقوط السياسي مدوي عليه فأدى لصرف النظر لما فيه من احراجات أمام الرأي العام الامريكي وأمام حلفائه ليتحتم عليه حفظ ماء الوجه ، هل ستنقلب مجريات مستقبل العلاقات الامريكية الايرانية في مرحلة تطور نوعي وحساس يحمل وجه تهديد مباشر في حال التصعيد وما هي الرسائل الايرانية الموجه إلى الولايات المتحدة الامريكية .

بداية واشنطن تعمل على سياسة الحسابات الخاطئة اقليميا في وسط بقعة جغرافية الأكثر اشتباك بالقوى العسكرية عالية المستوى وذلك لإعادة ترتيب الأوراق ضمن إطار الازمات المسيطر عليها بهدف التوجه إلى الشرق الأوسط ناهيك عن الحسابات الأخرى للولايات المتحدة في حال شكلت تحالف لمواجهة الخطر الايراني في المنطقة بحسب تعبيرهم ، هذا على مستوى السياسة الاستراتيجية الاقليمية التي تحمل معها شق عسكري إلا أن ايران حاولت توجيه رسالة عسكرية وسياسية مباشرة إلى واشنطن مفادها :

إذا اقدمت اميركا خطوة ضد ناقلاتها في بحر الصين وفي أي منطقة فسيكون الرد مباشر وحاسم وهنا نتحدث عن أهمية وحساسية المنطقة التي تعتبر الشريان الأبهر العالمي (مضيق هرمز) في حال حصل خلل في الممر المائي وهذا سيكون له عواقب اقتصادية وخيمة عالميا بما انه يعتبر ضمان أمن الطاقة إلى العالم والبلدان ف بالتالي هنا يمكننا القول بأن ايران ثبتت معادلة اقليمية بالمعنى الاستراتيجي في المنطقة متجاهلة كل القوى العسكرية ونجحت بذلك و بااعتراف البنتاغون أن القوات الإيرانية سيطرت على ناقلة النفط في المياه واقتادتها إلى المياه الايرانية تعني أن الجراة التي تتحلى بها ايران هي بالغة الأهمية بالنسبة لامريكا تستوجب وقت محدد لاستيعاب واشنطن ما حصل لتدخل حيز الإرباك تجاه الخطوة الإيرانية لتتجه أنظار العالم على اللاعب الأساسي المتمثل باايران على مستوى الحدث الاستراتيجي والعسكري وهي في قلب العنصر الاستخباراتي الامريكي الذي مارس القرصنة عليها بالرغم من أنها قامت بعملية فريدة من نوعها تفاديا لأي نوع من حرب الاستنزاف كانت قد تحصل وهذة بمثابة معادلة ردع اقليمي ، لذا لا نعتقد بأن ايران ستتهاون مع هذة الهجمة حتى لو كان لها انعكاسات على الملف النووي في حال استخدمت امريكا هذا الملف كورقة سياسية ضاغطة مع حلفائها إذ تساوم عليها وفي حال ذلك فإن ايران ستدخل المفاوضات بكل ثقة لان العالم بات يعرف أن الجمهورية الاسلامية الايرانية الأقوى من الناحية الجغرافية واستراتيجيا لديها قدرات هائلة لحماية أمنها الاقليمي من اي اعتداء سافر عليها ولا تعنيها أي قوى موجودة في خليج عمان في ظل وجود القاذفات البرية والبحرية الامريكية ومن الواضح أن ما قامت به ايران هو الأكثر منطقيا في ظل ما يجري من تضارب أنباء الرواية وإزاءا لذلك لربما تحاول امريكا تشكيل تحالف بعد أن تلطخت هيبتها بخليج عمان فيما اسرائيل بحالة ترقب تنتظر دخول روسيا والصين لتهدئة الشرق الأوسط

 

شاهد أيضاً

حمامة السلام وغصن الزيتون

كتب د. تيسير أبو عاصي – الاردن   بعد مرور ستة اشهر على الجرائم الانسانية …