قال لي: احتاج لولدي محمد وابنتي عائشة إلى بركة دم. قلت له: لا تحتاج إلى بركة بل إلى رعاية صحية.

 

بقلم الكاتب د.سهيل عثمان سهيل/اليمن

منذ نهاية أيلول الماضي إلى يومنا هذا أي قرابة سبعة أسابيع منذ أطلقت المبادرة لاحتياجه لمتبرعان يحملان “فصيلة دمهما_+A+ – O” واحتياجه دائماً كما أوضحت في أول أحد أيام الأسبوع الأول لقيمة عصير لمن سيتبرع وينقذ حياة اثنين إذ هما في حالتيهما بنظره أنهم سيكفيهما ذلك الدم الذي سيبقيهما على قيد الحياة..
ولأن ضمير والدهم حيٌ جراء تحمله لمعاناة 15 سنة_عمر عائشة فقد اهتم بتحفيز كل متبرع/ة من مديرتنا الحبيبة كعيدنة بشرائه لذلك العصير الذي أصبح من المحتمل في هذه الأيام أن المتبرعان حريصان كل الحرص على استعدادهم للتبرع بالإضافة إلى شرائهم لعائشة ومحمد عصير أورجنال.. ولأن هناك ضمائرٌ حية من أبناء مجتمعنا اليمني الريفي والمدني والمجتمعات الأخرى فقد كانت المبادرة ناجحة منذ سلطنا الضوء على سوء وتدهور حالة والدهم المادية، وما كان انتقادي لتهميش حالته والتخطي من باب بيته في كل مسح ميداني وكل مرحلة “استقصاء وتسجيل” من قِبل كل فريق لأي منظمة اجتماعية وإنسانية دولية أو قائمة على تنفيذ برامجها منظمة مدنية_محلية والذي يكون فريق واستهداف قرى مديريتنا مكون من كوادر المديرية، بغض النظر عن متابعته لهم وانتقادنا ككل لمن يهمهم أمر المساعدات الإنسانية النقدية التي كان ولم يزل بحاجةً إليها أكثر من أي ميسور أمثال أولئك الذين لهم وساطة قبلية واجتماعية إلى آخره.

وأخيراً لقد سافر يحيى صهيف واصطحب ثنائيَّ ذريته المصابين بالمرض الجيني_الوراثي واستمع لنصائحي واتبع أمنية كل من تبرع له وتواصل به بغية متابعة صحتهم، إلى محافظة الحديدة وقد ساعده الأستاذ حمود نور بنصف قيمة مشوار السيارة وهذه من سمات أي إنسان أن يراعي من همشه الأهل قبل الأصدقاء والمجتمع قبل المسؤولين:
في اليوم الأول لبداية الشهر الحادي عشر ذهبنا لمستشفى الثورة واستقبلنا رئيس الهيئة الدكتور خالد أحمد سهيل ورافق محمد وعائشة إلى الطبيب المعالج وتم أخذ التقرير الطبي بنفس ظهيرة ذاك اليوم
وفي يومنا هذا، اليوم الثالث لتشرين الثاني قمنا بزيارة الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي وكنت على تواصل دائم مع مدير الفرع د/حاتم الشميري والدكتور نجيب، إذ اعتذر أحدهم عن عدم تواجده لاستقبالنا بسبب العمل الطارئ وضرورة حملة توزيع تلك الكروت التي تحث المجتمع المدني والريفي لسرعة متابعة أبنائهم المصابين بأمراض الدم الوراثي_الثلاسيميا الأنيميا المنجلية إلخ…
وقام بالتواصل بإحدى اللائي أخلصنَّ في خدمة مرضى الثلاسيميا وأمراض الدم الوراثي وتم التأكد من تسجيلهم في الجمعية منذ عام 2019م لكن والدهم أخذ بطائق التسجيل آنذاك كإثبات ليشفق عليه من لم يهمهم أمره حتى الآن أو بالأحرى بغية الإلتحاق للتسجيل في المنظمات التي يهرع بها سماسرة المديرية في كل سهل وجبل دونما الإلتفات إلى شخصه الذي يحتاج إلى الإهتمام به، لكن كل محاولات باءت بالفشل !!


ليتهم يعلمون أنهم سببٌ في عدم متابعة حالتي ذريته المرضى بتكسرات الدم وأنه كان يتمنى تسجيله ليعود بهم إلى الجمعية أو إلى أي طبيب اخصائي، وعلى مدى سبع عجاف منذ بداية الحرب العبثية وطيلة سنوات أعمارهم والسنتين التي مضت منذ زار الجمعية لم يأخذ العلاج المقدم من الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا آنذاك إلا في هذا اليوم..

شكراً جزيلاً لكل من تفاعل مع حملة التبرع بالدم والمساعدة إلى توفير أبسط الاشياء ليعيشا حياة وليشعرا بالحالة الطبيعية مثلهم مثل أطفال مجتمعنا وباعتبارهم من #ذوي_الإعاقة فهم بحاجة إلى استمرارية وفرة سبل العيش بالإضافة إلى شغفهم للتعليم وقد وفقنا الله في ذلك ونسأل الله أن يكون معيناً ومسدداً لكل خطواتي وخطى كل من يحمل ويهتم بقضيتهم.

بقلم الكاتب د.سهيل عثمان سهيل/اليمن2021/11/3م

جميع الحقوق محفوظة-موقع مجلة كواليس

شاهد أيضاً

الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته “قلبي ماني ناسي”

سانت ليفانت يقدم “قلبي ماني ناسي” بأسلوب موسيقي متنوع ومعقد رسالة عميقة ومؤثرة من خلال …