لبنان إلى الموت والولادة… وإسرائيل إلى الزوال!

بقلم// جهاد أيوب

لم يعد لبنان مطلباً دبلوماسياً، ولا حاجة سياسية واقتصادية وثقافية في المنطقة، ولولا وجود المقاومة فيه لكان هذا الوطن الذي تعذب على ايدي زعامات وعائلات مدسوسة تاريخياً من المحتل الفزنسي تحديداً لعدم إيمانهم به إلا من باب الدجل السياسي والشعبي، لولا وجود المقاومة لكان اختفى عن الخريطة، ويبقى فقط بالذكرى في أغاني صباح ووديع الصافي!
اعلم ردود من يدعي الوطنجية بحجة طائفيته لا يعجبه هذا الكلام المنطقي، والملموس، ولكنها حقيقة يجب أن تصفعنا حتى نعيد علاقاتنا مع هذا الوطن، والنظام الكذبة!
نعم…لبنان فقد وظيفته التي وضع فيها، ونظامه ثبتها، وزعاماته السارقة القاتلة تكالبت على تحجيمه، وزرع الفتن المستمرة إنهت رسالته، وعنصرية شعوبه حجمته، هو اليوم مجرد زمر مجتمعة ومتفرقة مزقت علمها عشرات المرات، ولم ترقعه، بل تركت للدول العدوة والصديقة أن ترقعه، هذا ال لبنان يعيش اليوم فراغات الوطن، ولم تعد قيمة وجوده تميزه لآن غالبية من يعيش فيه وعليه لا كرامة تحركهم، بل مصالح وتجارة وتركيب “خوازيق” للوطن ولأهل الوطن!
والتاريخ أكد أن هذه الشعوب اصرت أن لا تتجانس مع إن الجنس وحدهم، ولا تتفق على هدف يوحد، مع إن السرقات والفساد والحقد وحدهم، ولم تتفق مع الزمن على لبنان مع إنهم يعيشون عليه، وهم هذه الشعوب تنفيذ اجندات خارجية!
وأيضاً الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، وقيل أنها إسرائيل فقدت وظيفتها في المشروع الأميركي ومن ثم الغربي، وجودها كان من أجل اخافة الدول العربية وشعوبها وعدم توحيدها، وهذا يسهل تخديرها وسرقة خيراتها، ولكن أميركا أصبحت في قلب قلب العرب فرداً ودوراً ودولاً، وكل الدول العربية خاضعة لأميركا وغير موحدة، وتصلي للعم سام متجاهلة رب العباد!
لبنان كان بؤرة للاقتصاد الموازي، والسرية المصرفية صنعت من إجل استغلال أموال العرب، اليوم رأس المال العربي يذهب إلى الخليج للإستثمار حتى في التكنولوجيا، وفي الثقافة والفن والرياضة وأمور كانت في الزيتونة أصبحت في الإمارات والسعودية، وأموالهما تصرف على شراء السلاح من أميركا وفرنسا وبريطانيا ليقتل به العربي!
نعم…ما ميز لبنان من ثقافة وفن لم يعد حاضراً، ولم يعد في لبنان مسارحه التي كانت تصنع الواقع العربي الجديد، وإعلامه مشوه وشاشاته للإيجار بأصوات للنعيق والجعير…ولم تعد الملاهي الليلية مغرية للعرب، و بلاد العربان ممن يدعي العادات والتقاليد والتدين تعشعش فيها السهرات الماجنة تحت لواء ما صنعته أميركا في دينهم، وكيف حرفت كتبهم، وها هي تعمل على تغيير بعض أيات القرأن عندهم!
إسرائيل لم تعد تمتلك الجيش الأقوى بعد هزائمها أمام المقاومة اللبنانية والفلسطينية، صحيح هي انتصرت على جيوش العرب مجتمعة، وصحيح غالبية جيوش العرب لقمع شعوبها، لكن إسرائيل عسكرياً مربكة، ولم تعد حاجة وهنالك 43 قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة!
لبنان طُلب منه صد إيران في لبنان، فكانت النتيجة مقاومة باسلة غيرت مجرى التاريخ، وقوقعت زمر إسرائيلية في لبنان، وجعلتهم ينفضحون في جهلهم ومالهم وفسادهم، وهذا وصل لإسرائيل فساداً، وهذه الأخيرة لم تعد قادرة على تغيير الصورة في لبنان، وغير قادرة على ممانعة إيران، فكان الأسطول الخامس الأميركي في البحرين، هناك قيادة حربهم ضد إيران !
لبنان المشروع الاستعماري، وكذبة الاستقلال، وتوزيع دور طوائف على طوائف هو اليوم يرتعد من الانحلال الذي سيوصل إلى التغيير الكلي، وإسرائيل كما لبنان ترتعد رعباً من اعتبارات السياسة والعسكر الخائف والمنفلت من حروبها وتأمرها ومشاكلها الداخلية، والفرق أن إسرائيل إلى زوال، ولبنان إلى الموت… ومن ثم لبنان الجديد المختلف عن حالة الواقع إلى الولادة الحتمية!
في أميركا دافع الضرائب يسأل الان لماذا يدفع لإسرائيل من جيبه، وهذا يعني مرحلة مختلفة في التعامل الشعبي الأميركي مع الكيان الافتراضي الوظائفي وجنود أميركا في المنطقة!
وفي أجيال العرب من لا يعرف لبنان بما حمل، فقط اعتاد على زعامات منبطحة رخيصة، لذلك لا ذاكرة للبنان عندهم!
وأكبر مؤشرات إفلاس إسرائيل، وعدم الرغبة الغربية الأميركية في تدعيم دورها ظهرت في حرب “سيف القدس” مع الفلسطينيين، حتى عاطفياً خسرت تعاطف الفنانين والمثقفين الغربيبن معها، وبالصورة انتصر الجيل الجديد من الفلسطينيبن، جيل يتحدث الانكليزية والفرنسية والعبرية بطلاقة، جيل شبابه ترك شعره الطويل ونظفه، ووضع حلقة في إذنه، ولكنه واجه بلغة العصر حينما شعر أن ما تبقى من وجوده مهدد، جيل قاوم معركته بوسائل معاصرة يفهمها الغرب جيداً، وجعل المعركة خارج فلسطين بل عند الرأي العام العالمي حتى الفنانين في هوليود وقفوا مع فلسطين!
لبنان انهك وجودياً، ولم يعد يغري العرب خاصة عرب الخليج، وإسرائيل افلست وظائفياً حتى لو تزاوجت مع الامارات والسعودية، وهي تدرك أنهما لا يعرفان محاربتها، ولم يحدث ذلك تاريخياً، بينما فلسطين حاضرة، ولبنان جاهزاً!
قد يسأل أحدهم ماذا بعد الموت والولادة والزوال…وهذا منطقي؟
نحن أمة لآن الأرض لنا، تاريخ ولغة مشتركة تحتاج إلى قائد، وإلى التصالح مع الدين، ومع فكر الإنسان لا مع العنصرية والطائفية، لذلك لبنان وفلسطين وسورية وكل أرض العرب باقية، بينما إسرائيل مغتصبة، تعيش على الحروب، والحروب أصبحت مع شيطانها الأميركي، وصاحبها مباشرة، ولم يعد للذيول قيمة في أي معركة مقبلة ما دام اصلها وصل كي يذوق طعم الموت!
إسرائيل تشتري المقاتلين، و جيشها يعيش هزائم داخلية وهي مشروع عسكري، بينما بيئة بلادنا مقاومة مهما اختلفنا من حولها!
والمقاومة شكلت الإيجابية لنا والمشكلة العويصة لإسرائيل خاصة المقاومة في لبنان، ونعم هذه المقاومة هي حالة مرضية للعدو، ولكنها قدمت نموذجاً أسس للافادة مع كل يوم يمر على تواجدها، وتخطى هذا النموذج كل هزائم العرب خاصة هزيمة 67، هذه الهزيمة الكبرى، ولدت الهزائم الفكرية والثقافية والفنية والنفسية، لا بل بعض الشعراء انتحروا بسبب دخول إسرائيل مدينة بيروت لاعتقادهم أن الهزيمة اكتملت، وهزيمة 67 لا تزال مفاعيلها قائمة عند المنبطحين الجدد من يساريين وعلمانيبن!
نحن نؤمن بعناصر قوتنا، وبأن المنطقة مقبلة على تغيير كلي، والتحولات من حولنا كبرى، وما تقوم به السعودية والإمارات وبعض الدول المحسوبة على العرب من علاقات مع كيان أخذ بالانحلال لم يعد مجدياً، رغم ان تلك الدول تساهم بزرع الفتن داخل لبنان وسورية والعراق ومصر والبحرين وليبيا واليمن، كل هذا هو إفلاس لمشاريع بنيت على باطل، ورسمت على ارض فلسطين، ولكنها جفت من حبر التأمر على دماء الفلسطينيين…
لبنان المئة عام إنتهى، ومن يعيش بكرامة سيدفع الضريبة من أجل الولادة الجديدة، ونحن دفعناها ولا زلنا ندفعها، وإسرائيل وظائفياً هشة، لم تعد تمتلك المغامرة، ولا الفعل ولا حتى ردات الفعل كما السابق، ونحن لم نعد المفعول به، لذلك لبنان من دون المقاومة انتهى حضورياً، وإسرائيل في مواجهة المقاومة إلى زوال!

شاهد أيضاً

الحبال وتعاون جديد مع شركة focuson top productino

اعلن الحبال عبر مواقع التواصل الأجتماعي خبر توقيع عقد ادارة اعمال مع شركة focuson top …