بحث العلم والجهل… الحلقه الخامسه

بقلم السفير محمد سمير البرادعي

…حمّل الله المسؤولية لحاملة الاسم والصفة التي هي النفس ، وبها قوام البدن وحركته ، وبحركتها تتجسد الطاعة او المعصية ، وبهما الثواب والعقاب ، ومردهما الى العقل المرتبط تمام الارتباط بالروح…
…لذلك كانت النجاة او كان الهلاك ، بما يوصلك اليه عقلك المفكّر ، فالعقل مدده من الروح التي هي من أمر الله ، وأمره كله خير…
…والنفس مددها من العقل ، ان قبلته تأنسنت ، وان رفضته تحيونت ، والبدن مدده من النفس ، وهي موقع التكليف…
…كل ما مرّ سابقا يؤكد ان للدين علومه وهي على محورين هما : مادي وجوهري ، او مجازي وحقيقي ، او ظاهري وباطني…
…كما أن للعلوم الدنيوية علوم نظرية وعلوم تجريبية…
…وعلوم الحياة الدنيوية نظريات وقوانين واكتشافات…
…وعلوم الدين أخلاقية وتشريعية ومقاصد…
…أليست الأخلاقية هي التي تجعلك مقبولا ومحترما بمكارمها ، والعكس يكون بمساوئ الأخلاق ، واليها أشار السيد الرسول (ص) في أول بعثته ، موضحا الغاية من رسالته ، بقوله (ص) : **انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق**
…أ ليست التشريعية هي قوانين منظمة وضابطة للمجتمع على الأسس الأخلاقية الفاضلة…
…أ ليست المقاصد والحقائق هي معرفة معاني وغايات التشريع…
…فالتوافق بالأسس موجود بين علوم الدين وعلوم الدنيا…
…وأذكّر بما بدأت بهذا البحث من أنه بالعلم الذي تلقاه آدم (ع) أطاعت الملائكة له…
…وبالعلم يخضع الكون للتجربة والبحث واكتشاف مافيه من حقائق مجهولة من قبل العلماء…