لبنان وهويته العربية..

بقلم الحاج عبدالرحمن أحمد ياسين

عاشت الطوائف في لبنان صراعاً على هوية لبناننا فبعضهم من استدار به شرقا”وعرب هويته وبعضهم من سافر به غربا”وفينق انتماءه والكثير ممن حاولوا التشكيك في انتماءه ورغبوا بالانقلاب عليه خصوصا”مع تمييز أنفسهم عن المجال العربي، فعانوا ما عانوه من عقدة الخوف من العروبة كونهم يضيعون بين مكوناته المسلمة الكبيرة والآخر انجرف نحو الانتماء الفارسي معنويا”وثقافيا”، وهذا ما شكل الخطر الاحدق للبنان، فمهما حاول الجانبين ترسيخ وتخصيص لبنان بشخصية أمستقلة كانت أم تابعة لجهة معينة يبقى لبنان عربي الهوية والانتماء وجزءا” لا يتجزأ من البلاد العربية؛ إذ أن انتماء لبنان في مجاله العربي هو انتماء” حضاريا” وسياسيا” وليس وراثيا” جينياً، ولطالما عاش لبنان صراعا” دائما” حول السياسات الخارجية التي يتبعها والدور الذي يجب أن يلعبه مع جيرانه العرب او مع حلفائه في الغرب، وتتجلى الصراعات في تقاذف السياسيون المواقف المختلفة من هذا الدور كلٌ حسب مصالحه وخوفه على تضييع فرصة بقاءه في السلطة.
ان هوية لبنان العربية تمثل العرق والدم والنسب والانتماء التاريخي على مر العصور، أن ارتباط لبنان بالمشرق العربي لديه دلالات قومية وتاريخية ومصالح اقتصادية وامتداد ديني لا يمكن تهميشه او أزاحة النظر عنه فمن الصعب التخلي عن التعاون والتبادل المتكافئ مع القريب العربي كما هو الحال مع الغريب الاجنبي، فالعلاقات الدولية أصبحت ضرورة حياتية ويومية، وتأمين مصالح الشعب بكافة طوائفه مطلب حق وضروري في مجتمعنا اللبناني، إنما ليس على حساب انتماءاتنا وتوجهنا العروبي .
وقد بات مشروع بناء الدولة الوطنية من سابع المستحيلات في ظل النظام الطائفي المستشري الفساد في الساحة اللبنانية ، إذ أن السياسين يلعبون دائمآ على الوتر الحساس لتجييش المواطنين فئويا” وطائفيا” ومذهبيا” مما حوّل لبنان إلى دولة فاشلة منخورة بالفساد السياسي الطائفي.

لذلك وعلى كل اللبنانيين تقديم الانتماء الوطني على الانتماء الديني والتسليم باستقلالية لبنان وسيادته وعروبته وهويته وطنا” نهايئا” لأبنائه والعمل لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة الحق والحقوق والعدالة والمواطنة لا دولة الطائفية والسياسات التخريبية الفاسدة.

وعليه، علينا علمنة العروبة وذلك لقطع الطريق أمام العنصريين والطائفيين .. كما والارتقاء بمفهوم العروبة إلى مفهوم حضاري وإنساني بأعتراف جميع الأطراف ولعل التسليم بعروبة لبنان السياسية والحضارية ورص الصفوف والتكاتف للمحافظة على وحدة لبنان وكيانه العربي وميثاقاته والاعتزاز بلغته العربية لأن ضمانتنا الوحيدة هي الجار العربي و الانعزالية عن محيطنا هي بمثابة الانتحار…

وليبقى لبنان عربي الهوية والانتماء شاء من شاء وأبى من أبى..

بقلم الحاج عبدالرحمن أحمد ياسين

شاهد أيضاً

مؤتمر في المعهد الفني الانطوني -الدكوانة عن العمارة الدينية في لبنان

بوعبود: “لا نفهم تاريخنا بدون ماضينا ولا تحفظ الأوطان بدون التضحيات” كتب مدير التحرير المسؤول …