انظر إلى لبنان كيف يمزق

حسن علي شرارة

أنـظـرْ إلى لـبـنـانَ كـيـفَ يُـمـزّقُ*نـهـبًــا لـبُـومٍ يـســتـحـرُّ ويـنـعـقُ
فمصيرهُ في كفٍّ عفريتٍ غـدا*والأمنُ في حبـلِ الهـواءِ مُـعـلّقُ
ورَحى المناياشمّرتْ عن ساقِها*والحربُ قدكادت تشبَّ وتعلقُ
والأخـضـرُ الدّولارُ يدأب صـاعـدًا*وتــذوبُ لــيـرتُـنـا وراه وتــحــرق
فـوضى تــعــمُّ وثــلّــةٌ لا تـــرعـوي*والـحـالُ حـالٌ والــبــلا مـتـدفّـقُ
والشُعب تُنهكُه المصائبُ بالشّقا*بـؤسٌ وجـائـحةٌ وعيشٌ ضيّق
كم ذا يُـعـاني بـالـغـلاء ويـكــتـوي*بنـوائـبٍ تُوهي الجبالَ وتُرهقُ
لـكـنّـه رُغــمَ الـمـــآســي خـــانـــعٌ*راضٍ بـظـلـمِ عُـتـاتِـهِ لا يـنــطــقُ
أبــدًا بــأهــواءِ الـزّعـيـمِ مُــكــبّــلٌ*وبـقـيـدِ نـيـر الـطّـائـفــيّـةِ مُــوثقُ
فـالـحـاكـمـون بـنـا تفـاقمَ ظلمُهم*كـلٌّ يُتـاجرُ كيفَ شـاءَ ويسرقُ
كـم عـاكـسـوا الإصلاحَ دون تورّعٍ*فـمـعـطّـلٌ هـذا وذاكَ مُعوِّقُ
لا يـأبـهـونَ لـمـا أصـابـوا مـن بــلا*بالناس فيما أحرقوا أو أغرقوا
قـد قـرّبـوا زمـرَ الفـسـادِ وأبعدوا*أهلَ الحِجى عنّا فسادَ الأحمقُ
وغـدتْ تـسـوسُ أمورَنا وشؤونَنا*عـصـبـيـةٌ عـمـيا وجهلٌ مطبقُ
فتعـطّـلَ القـانـونُ كُـرمـى مجـرمٍ*أو سـارقٍ وغـدٍ وشُلَّ المنطقُ
إن ظـــلَّ هـــذا حــالُــنــا ومــآلُــنــا*عـمّـا قـريــبٍ كــلُّ روحٍ تُــزهـقُ