العلم والجهل

.
..أبدأ بشرح مراحل التعلم الثلاث:
١- علم اليقين: هو العلم بوجود الشيء بتواتر الأخبار عن وجوده ، فتُصدّق ماصدّق به المجموع من تواتر الاخبار عنه ، وهذا كله مرتبط بحالة السمع…

٢ – عين اليقين: هو رؤياك بالمشاهدة للشيء الذي علمت سماعاً بوجوده سابقا بالعين، فرأيت صورته، وأدركت ان لهذه الصورة مضمون ، فعين اليقين هو الرؤيا البصرية…
٣- حق اليقين: هو ولوجك الفكري والعملي، لتتمكن من خرق اطار الصورة لتعرف مابها من مضامين وأسرار مجهولة ، فتتعرف على بعض مضامينها، فاما ان يوافق ماسمعت الى مارأيت ، فتقول : انها حقاً حقاً كما سمعت فلقد رأيت، او يخالف ماسمعت لما رأيت، فتقول هذا اساطير الأولين…
…فالقرآن الكريم بني التعرف على مضامينه بمجالي علم اليقين (التنزيل سماعا) ، وعين اليقين (التأويل مشاهدة تجسد صحة التنزيل)…
…هذا نتاج محاكمة عقلية لهذه المسألة التي شغلت العقل زمنا طويلا…
…وقد عبّر القرآن عن العقل احيانا بلفظ الفؤاد ، وهو من يجري المحاكمة بين المسموع والمشهود…
…تذكّر قوله تعالى : 《《ولا تقفُ ماليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولائك كان عنه مسؤولا》》سورة الاسراء الآية ٣٦…
…فالآية تثبت العلم اولا ، ثم البحث والسعي اليه ، ثم المحاكمة والكشف عن مضامينه…
…بالرغم من وضوح مقاصد الآية الكريمة المذكورة اعلاه ، حول مراحل الحصول العلمي ، ارى ان الهدف الاساسي فيها هو النهي عن تعطيل العقل ، وحض على العمل به ، ونهي عن التبعية والتقليد ، وحض على البحث والتحقق والوصول الى حالة اليقين التام بصحة الاتباع…
…والوسائل المستعملة لذلك هي السمع والبصر والفؤاد ، فالسمع مرتبط بالاخبار ، والبصر مرتبط بمشاهدة عينية ، والفؤاد بحكمه يكون التصديق والاقرار ، او التكذيب والإبطال…
…وهكذا وصلت الرسالة الاسلامية ، وبلّغت عن لسان الرسول (ص)….
..

شاهد أيضاً

قائد الجيش استقبل الامين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني

  استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة الامين العام للمجلس …