إمّا ” تعطيل ” التعليم كلّه … وإمّا ..!!!

د. علي رفعت مهدي 

الزميلات والزملاء التربويين الرسميين في لبنان كل لبنان !!!
لاني لم اعتد التزلّف والمداهنة والتصنع وتمسيح الجوخ لمخلوقٍ على وجه الارض ؛ او لجهة او جمعية ٍ او تنظيم او حزب او تيّارٍ خلال مسيرة حياتي التي _ بعد ثلاثة اشهرٍ بتمامِها _ تدخل عامها الثالث والخمسين فإني _ كما كنتُ في السابع والعشرين من حزيران الماضي اوّل مديرٍ اعلنَ الرفض لكل هذا الذل والموبقات والمهانة وانتهاك الكرامات والحرمات والإذلال الذي ما زال يمارسُ بحقّنا _ نحنُ اهل العلم والثقافة والتربية والتعليم _ اخصّ التعليم الثانوي الرسمي الذي انتمي بفخرٍ اليه منذ العام 2004 والذي شاركتُ في كلّ ساحات نضالاته واعتصاماته واضراباته ومقاطعاته سعيًا لتحقيق ادنى مقوّمات العيش ؛ وانتزاعًا لحق مسلوبٍ منهوب مسروقٍ ومنتهكٍ …
للأسف هذا التعليم الرسمي ؛ اقرأ واتابع كل يوم نقاشات الزميلات والزملاء [ من خلال مواقع التواصل الفايسبوكية والواتسابيّة ] ان البنك الدولي ؛ وصندوق النقد الدولي ؛ والمصارف ؛ وجماعة الخصخصة ؛ والسلطة ؛ والحكومة [ وحتى اجهزة المخابرات المحلية والاقليمية والدولية والسفارات _ من باب السخرية ] كلهم يسعون لتدميره ؛ وتقليص اعداده ؛ وتشويه مسيرته ؛ واتهامه بعدم الانتاجيّة [ وكأنّ انتاج وصناعة الحجر اهم من صناعة البشر ] وهلمّ جرّا من معزوفة البروباغندا التي نسمعها ونقرأها من الكثيرين ممّن يتسابقون _ للأسف _ عليها ممّا يساهم في شرذمة الصف ؛ وتقويض الجسم التربوي التعليمي الرسمي ؛ غافلين انّ للكثيرين منّا اليد الطولى في هذه المساهمة .
ولأني _ منذ سبعة عشر عامًا _ لم اترك ساحة للنضال او للتظاهر او للمقاطعة او للدفاع عن هذا التعليم الثانوي الرسمي ؛ اجدُ نفسي من موقع المسؤول والمتابع والحريص والناقد الناصح المنسجم مع نفسه ومبادئه وقيمه ؛ ملزمًا ان اصارح الآلاف من زميلاتي وزملائي في التعليم الثانوي الرسمي بالحقيقة المرّة التي وصلنا اليها بعد ان بات واقعنا [ اللهم نفسي ومن بعدي الطوفان ] وبعد [ فتح الدكاكين كلّ على حسابه ] وبعد [ رجوع الآلاف منّا الى المؤسسات الخاصّة ؛ والمعاهد الخاصة ] منذ شهرين ومقاطعة التعليم الرسمي بحججٍ ساقِطة وواهية بالنسبة لهذا الرجوع .
ولأنّي واحدٌ من هذا الجسم ؛ وجزءٌ من جزئياته وعالمٌ بمسيرة نضالات الكبار من اركانه السابقين والحاليين واللاحقين سأسمح لنفسي مخاطبة كل مَنْ معنا في الثانوي الرسمي بعد اربعةِ اشهرٍ على الاضراب والمقاطعة وصولات وجولات التفاوض حول حقوقنا مع الحكومة الراحلة والحكومة التي باتت على شفا حفرةٍ من انتخابات الرحيل ؛ وسأقولُ ما اعتقِده من قول الحق الذي اعتدتهُ في الهواء الطلق وفي الصحوِ المبدع الخلاّق ؛ حتى لو سبّني الكثيرون ؛ وشتمني المزايدون ممّن قد يعتقدون انهم المعنيون بالكلام والنصح .
ايها الزميلات والزملاء الأحبّة :
لستُ بحاجة لتذكيركم بكل المعزوفة التي نردّدها كل لحظة على [ مجموعاتنا الواتسابية ] حيثُ نخلدُ للنضال والثورة على الهواتف في ما بيننا ؛ ولهذا سأواجهُ نفسي بجملة من [الاستفهام الانكاري ]الذي لا احتاج جوابه من احد :
1_ كيفَ سننتزعُ حقوقنا ؛ ونحنُ جالسون في بيوتِنا مشرذمين مفككين تاركين المواجهة للرابطة التي [ شرّعناها او كفّرناها وطعنا بها ] لن تستطيع مواجهة السلطة التي جاءت لتنفيذ مقررات صندوق النقد الدولي ؟
2_ كيفَ سننتزِعُ حقوقنا من سلطةٍ ما كانت يومًا لترضخ لولا نضالاتنا … وها هي اليوم تمنّ علينا بفتات الفتات نتيجة توانينا وتقاذف مسؤولياتنا ؟
3 _ كيفَ ينسجمُ [ الآلاف ] منّا مع انفسهم حين بادروا _منذ شهرين _ للإلتحاق بالمدارس والمعاهد الخاصة ؛ والاستمرار في اعلان مقاطعة التعليم الرسمي ؛ اليس في ذلك قمة الإنفصام في شخصياتنا التربويّة ؟
4 _ هل يقنعني من بدأ دوامه في الخاص _ منذ شهرين _ انّ سيارته التي يملأ خزان وقودها للحضور دون تلكّؤ او تأخير الى المؤسسات والمعاهد الخاصة ؛ هي غير السيارة التي ستقلّه الى مركز عمله في التعليم الرسمي ؟
5_ هل ننسجم مع انفسنا لمرة واحدة في هذا التاريخ الاستثنائي المصيري ؛ فنتكاتف ونتضامن ونعلن [ كأساتذة رسميين في كل لبنان ] مقاطعة كل اشكال التدريس والتعليم ؛ والتوجه الوفًا الى حيث يجب ان نتوجه لإنتزاع الحقوق ؟
6_ الا يجب علينا المطالبة بعدم فصل حقوق زملائنا المتعاقدين بكافة مسميّاتهم ؛ وعدم تركهم فريسة التنازع والتناحر ؟
7 _ هل … وهل … وهل … وتطولُ اللائحة …
ايها الأحبة :
من موقع الناصح المؤتمن اخاطبكم :
1_ إمّا الثورة على كل هذا الواقع المخزي المُسِف بالتكافل والتضامن في ما بيننا ؛ واستمرار المقاطعة ؛ وإمّا اعلان الهزيمة والسقوط والعودة الى ثانوياتنا !!!!؟
2_ إمّا تعطيل التعليم كلّه في لبنان كل لبنان [ من خلال جيش الثانويين الرسمي في الخاص ] وإمّا العودة الى غرف ابناء الفقراء والمعتّرين والكادحين والمناضلين الذين يستحقون الحياة بجدارة ؛ ومِمّن لا يملكون [ثمانية ملايين على اقل تقدير ] رسم القسط السنوي في التعليم الثانوي الخاص .
الزميلات والزملاء :
إمّا ان الساحات بانتظار نضالاتنا متّحدين متكاتفين ؟ وإمّا ان غرف تدريسنا بانتظار عودتنا مهزومين مفرّقين مشرذمين متوانين نزايد على بعضنا ؛ نبرّر لهذا ونلقي اللوم على ذاك …

مع محبتي ودعائي
علي رفعت مهدي
علي النهري 23 تشرين الاول 2021 .

شاهد أيضاً

قائد الجيش استقبل الامين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني

  استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة الامين العام للمجلس …