من منا لا يتذكر الحرب الأهلية اللبنانية الطاحنة وحادثة عين الرمانة و “البوسطة” التي فجرتها وكيف اندلعت الاشتباكات بين المليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة حيث استمرت 15 عاماً وبلغت خسائرها البشرية نحو 220 ألف قتيل. وُصفت بأنها حرب الآخرين على أرض لبنان، وانتهت بوضع ركائز النظام السياسي اللبناني الحالي الفاشل ، وأتت بتسويات إقليمية على أرضنا.
ومن منا لا يتذكر بداية الحرب الأهلية التي سميت بحرب السّنتين في لبنان من عام 1975-1976 وكيف انشقّ جناح عن الجيش اللبناني بقيادة الملازم أول أحمد الخطيب الذي كان مُلتحقًا بثكنة مرجعيون فأذهل الكثيرين باستقطابه عددًا لا يُستهانُ به من ضُبّاط الجيش وعناصره آنذاك ..
فقام “جيش لبنان العربي” بالاستيلاء على دبّابات للجيش، وتوجّهوا بها إلى منطقة سيطرة الفصائل الفلسطينية المسلحة في العرقوب. سيطر بعدها بالتعاون مع قوات فلسطينية، على كل المواقع العسكرية الصغيرة المنتشرة على طول الطريق بين مرجعيون وراشيا. في مرحلة لاحقة، توسعت حركته مع اندثار أجهزة الدولة، ورأت فيه القيادة الفلسطينية نصيرًا لبنانياً لعملياتها في لبنان، ودعمته بعددٍ كبير من العناصر الفلسطينية المقاتلة، شارك جيش لبنان العربي في عمليات عسكرية كثيرة إلى جانب المقاتلين الفلسطينيين..
ومن منا لا يتذكر ما سُمّي أيضاً في ذلك الوقت بجيش لبنان الجنوبي أو جيش لحد وكيف تم تشكيله بدعم من إسرائيل من أبناء القرى الجنوبية ووحدات منشقة من الجيش اللبناني أيضاً في مدينة مرجعيون.
وكما تم التسويق بين صفحات التواصل الاجتماعي لفيديوهات متهمين بها أنّ هناك عناصر من الجيش كانت تطلق النار على المتظاهرين ليس إلا لزج أشرف مؤسسة ما زالت في الوطن في الوسخ السياسي قبل التحقيق ومعرفة من أشعل الفتنة لا سيما ظهر عنصر وهو يطلق النار والعِلم عند الله ممن أخذ أوامره أو إن كان تصرفاً فردياً.
فتنحي القاضي البيطار وإن حصل لن يكون إلا في نهاية الوطن صدقوني الوضع ليس بهذه الخفة، وأشعر أنّ هناك سيناريو لعودة الانقسامات غير المرغوب بها فأدعو بدعم قيادة الجيش للحفاظ على أمن البلاد حتى لا نقع في نار جهنم ولكي لا يُعيد للتاريخ نفسه ..
ماذا عن الثورة الارستقراطية؟ …
كالعادة انتفاضة غير مكتملة ولم تعلن خلالها الثورة وهذا مطلب المافيا السياسية، نزل بعض الرافضين لهذه الطبقة أغلبهم من غير الفقراء إلى ساحة الشهداء ليعبّروا عن غضبهم وعادوا كالعادة خائبين.
كنت أحلم لو بقي المنتفضون والذي بلغ ما عددهم ما يقارب الخمسمئة منتفض في الساحة دون العودة إلى ديارهم لنثبت للعالم أنّ الوضع لم يعد يحتمل. فنرى أغلبهم قد انتفضوا وتوجهوا إلى “مقاهي الأراكيل” بعد الوقفة الفقيرة في وسط بيروت..
للمرة المليون يا شعب لبنان”القوي” علينا بإعلان الثورة بحماية قيادة الجيش والقضاء لنكون عبرة لهذه الطبقة السياسية السارقة ليس فقط لأموال الدولة وأموال المواطنين بل لتحقيق الحلم الذي لم يفارقنا .