النقابي الاستاذ حسن زين الموسوي في ذمة الله

علي رفعت مهدي

نعي استاذنا الكبير النقابي حسن زين الموسوي ؛ امين سرّ رابطة الاساتذة الثانويين المتقاعدين ؛ والعضو الدائم لرابطة التعليم الثانوي الرسميّ كمقرر لفرع البقاع ؛ على مدى سنوات طويلة .

 

الراحل الكبير النقابي الاستاذ حسن زين الموسوي

 

[ حقّ المعلّم ]

وأمّا حَقُّ سَائِسِكَ بالعِلْـــمِ فالتَّعْظِيمُ لَهُ والتَّوْقِيرُ لِمَجْلِسِهِ وَحُسْــــنُ الاسْـتِمَاعِ إليهِ وَالإقْبَــالُ عَلَيْه … وَالْمَعُونةُ لَهُ عَلَى نفْسِكَ فِيمَــــا لا غِنَى بكَ عَنْهُ مِنْ الْعِلْمِ بأَنْ تُفَرِّغَ لَهُ عَقلَكَ وَتُحْضِرَهُ فَهْمَــكَ وتُزَكِّي لَهُ قَلْبَكَ وتُجَلِّى لَهُ بَصَرَكَ بتَرْكِ اللّذَّاتِ وَنقْص الشّهَوَاتِ، وَأَنْ تَعْلَـــمَ أَنَّكَ فِيمَا أَلقَى إلَيْكَ رَسُولُهُ إلَى مَنْ لَقِيَكَ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ فَلَزِمَكَ حُسْنُ التَّأْدِيَةِ عَنْهُ إلَيْهِمْ، ولا تَخُنْهُ فِي تَأْدِيَةِ رِسَــالَتِهِ وَالْقِيَامِ بهَا عَنْهُ إذا تَقَلَّدْتَهَا. وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ …!!!
استاذي الكبير الراحل المربٍي القدوة ؛ والمعلّم المِثال حسن زين الموسوي :
يقيني في حياتي
أنّي عرفتك _ كما ورد في رسالة الحقوق التي خصّ الإنسانيّة بها الإمام علي بن الحسين حفيد إمام العدالة والحقّ علي بن ابي طالب _ نِعمَ السائِس لنا بالعلم والتربية والكفاح والنِّضال … ونِعمَ المربّي الذي كان مجلسه الوقار ؛ وحضوره المهابة والوداعة والرسالية ؛ والإستماع اليه رهبةٌ واصغاء وتقدير ومودّة ؛ ثمانينيات القرن الماضي حين نهلتُ من معينِ عقلِكَ ومعارفك مضامين مادة الفيزياء عامينِ متتاليين كان لهما جميل الاثر ؛ ونبيل العطاء والتضحيات في حياتي …
وحين تعلّمتُ منك معنى ان تبقى الابتسامة على ثغر المعلم ؛ ووجه المعلم ؛ وشفتيّ المعلم ؛ وروح المعلّم ؛ لأنّ البسمة الدائمة التي صنعها الله على وجهِكَ الغالي كانت نِعمَ المصداق لوجدانية الشاعر الياس ابو شبكه :
تبسمْ لهم عن غبطة وتوسّمِ
ففي مقلةِ التلميذِ روحُ المعلّمِ
ِتَمُرّ الثواني لا أُحِسُّ مرورَها
أمامَ صغارٍ عُطَّشٍ للتقدُّمِ
أمامَ صِغَارٍ جانحينَ إلى العُلى
كأفراخِ نَسرٍ أُورِثُوا المجدَ في الدّمِ
ِتُضيء زيوتُ الطُّهرِ في حدقاتِهم
يُمازِجُها لطفُ الفمِ المتبسّمِ

وما كانَ اجملَ فمِكَ المتبسّم
وانت تغرسُ غراس الوعي ؛ وتضيء حدقات العيون ؛ وتفتح البصائر والقلوب على نور العلم والمعرفة والتربية والفكر والجمالات والثقافة
ففي مُقَلِنا سكنَت روحُكَ ؛وفي ذِكريَاتِ ايّامِنا معك كانتْ صولاتُ وجولات نضالاتك ونضالات زملائك وطلاّبك في كل الساحات من اجل تحصيل حقوق المُعلّمين كل المعلّمين ؛ وخدمة التربويين : اليستْ خِدمة الناس قمّة العِبَادَة ؛ وانت الذي كنت نِعمَ العابِد في محاريب التربية والتعليم ، وفي محاريب صفوف التدريس ؛ ونِعمَ المكافح والمناضل من اجلِ كرامةِ التربية والتعليم في هذا البلد الذي لم يعد يقيم وزنًا لعلمٍ او تربية …
ايها الراحل الكبير الحسن الجميل :
كنتَ وستبقى الصوتَ الذي كان يصدحُ بالحقِّ ؛ ويصدعُ بالحقوقِ والسعي والكدحِ والنضالات في سبيل كوادر التربية والتعليم في كلّ لبنان ؛ كلِّ لبنان …
وستبقى رائدًا من روادنا ، وكادرًا من كوادرِنا ؛ وكبيرا من بلادنا ؛ ونقابيًّا من نقابيينا ؛ وقائدا من قادتنا ، ومناضِلا من مناضلينا ؛ ومدافعًا شرسًا عن حقوقنا … يا من لم تهادِن في حقّ … وليرحمنا الله بعدكم في زمنِ المتسلطين الذين سلبونا حقّ العيش والكرامة … وقد استطاعوا ان يحبسوا علينا انفاس الحياة ؛ ويدفنوا آمالنا واحلامنا وتطلعاتنا ؛ لانَّ القامات الكبيرة _ امثالكم ايها الراحل الكبير _ قد اصابتها سهام المنون ؛ واخرجتها من ساحاتِ نضالها وكفاحها قبل تحقيق مبتغاها ؛ واوان قطاف ثمرات نضالاتها …
نمْ قرير العين يا استاذنا وحسننا وزيننا وعزيزنا وغالينا وحبيبنا … عسى نستطيع بلوغ قِمة اهداف ما ناضلت من اجله … وقضيت في سبيله .
علي رفعت مهدي
مدير ثانوية علي النهري الرسمية
علي النهري الجمعة 15 تشرين الاول 2021 ….