قصة واقعية من صميم الحياة اليوميه

 

*📝بقلم الاستاذ عدنان مروة*

استفاقت في الصباح الباكر
تبحث عن لقمةٍ للصغار
فألْفَتْ البراد يبكي ،
يندب حظه العاثر ،
يشكو من شدة الخواء
وندرة التيّار
فشدّت الرحال، في الحال ،
الى االسوق المجاور
تكابد ،في غياهبه ، الأهوال
ومجازر الأسعار :
لدى السمّان أصابتها الغصة ،
بين صناديق البقّال خنقتها العَبرة ،
وأمام بائع الحلوى كادت تقتلها الحسرة
واكتفت بالقاء نظْره !!!!!!
ثم عاجت على اللحام تسأله عن العظام ،
ولشدّة الحاجة وعظيم الفاقة
أسعفتها الفطنة
واستعاضت عن ” الحج ” ب” العمرة “!!!!!
وعادت أدراجها الى البيت
تجرّ أذيال الخيبة ،خالية الصرّة
وفي الكيس ما لا يغني أو يسمن من جوع
فترقرقت في مآقيها الدموع !!!!!
وفي طريق العودة
مرّت أمام المسمكة فتعوّذت ،
رأت بائع الفروج فحوقلت ،
وعند فرن المعجنات بسملت
وشمّت رائحة الفول
فشكرت الله على هذه النعمة
وحمدلت !!!!
وغذّت السير لتحضير “الحساء ”
لصغارها
لكنها،يا ويلها وسواد نهارها،
عند الباب رأت:
ايصالاً برسوم الماء ولا ماء..!
جابي الكهرباء ولا كهرباء..!
صاحب المولّد
ومالك الدار يطالب بالايجار
يلوّح لها بالانذار !!!
وسمعت :
صوت زوجها في الداخل
يئن ، يسعل ، يسأل عن الدواء
وابنها يسبّ ويلعن
ضاق على رجله الحذاء
ونحن على أبواب الشتاء !!!
وابنتها الكبرى ” تبربر ” بالدعاء
على من أفسد وسرق ونهب
وتسبّب بهذه البلواء !!!!
فاكفهرّت أمام ناظريها السماء ،
انتفخت أوداجها ،
تسمّرت في مكانها ،
غطّت وجهها بيديها
وأجهشت بالبكاء !!!!!
ولسان حالها يقول :
قُتِل الانسان ما أكفره ،
ما أقساه
ما أظلمه!!!!!
وبلغة العصر ،
ومع الاعتذار
من الكبش والتيس والجحش ،
ما أنكدهُ ،
ما أتيسهُ
وما أجحشهْ !!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …