اقوى شخص بالعالم

.

بقلم ناجي امهز

يحكى انه في دولة كناكوكان، أقيمت مباراة لمعرفة اقوى رجل في الدولة.
وقد احتشد شعب كناكوكان العظيم، البالغ تعداده أربعة مليون ونعجة، في ملعب رياضي كبير، ومن كافة الأديان والطوائف، وفي مقدمتهم طائفة الفقراء بزعمائها الكبار والذين يتم انتخابهم بناء على الأشد فقرا بين الفقراء، ويليها طائفة المقروطين وهي طائفة ميسورة نسبياً، وطائفة المركوبين وهي طائفة تعتبر الأقوى وعصب دولة شعب كناكوكان.
وبعد انتظار طويل لبدء المباراة، بدأ شعب كناكوكان يمل الانتظار واخذ يرفع صوته بغضب ويصرخ اين المتبارين، اين الاخصام.
وبعد ساعات، بدا صوت الطبل يطبل، والمزمار يزمر، وصوت شخير شعب كناكوكان النائم يشنخر، وإذا بباب الملعب الرياضي الكبير يفتح، ليخرج رجلا، قصير القامة هزيل الجسم كبير الراس واسع العينين.
وتوجه دون احم ولا دستور الى المنصة التي اعتلاها، واخذ كأس الجائزة الأولى، وميدالية الجائزة الثانية، وحتى باقي الميداليات، البرونزية والحديدية والالمونيومية وحتى الخشبية والبلاستيكية، إضافة الى العديد من الجوائز من بينهم جائزة أكبر كذبة بالتاريخ.
وبينما اقوى رجل بالدولة، يهم بالنزول عن المنصة استيقظ احد مواطني شعب كناكوكان، وقال له ويحك توقف مكانك، ماذا تفعل وما هذا الذي تحمله بيدك، قال انها جوائزي:
قال المواطن ومن انت لتفوز كل هذه الجوائز.
قال انا المتنبي الذي تنبأت لكم ان الليرة بألف خير.
فقال المواطن أيا لعنة الله صبي في ذقن المتنبي، اذا كان هذا نبيا فلا شك ان القرد ربي.
فقال الفائز اقصد انا اقوى رجل بالدولة.
فقال المواطن وكيف تكون اقوى رجل بالدولة، وانت ليس لديك حزب، ولا يوجد معك حراس وجسدك نحيل، وقامتك قصيرة.
فقال سأخبرك أيها المواطن.
انا الذي كذبت على ملايين الكانوكايين واخبرتهم ان الليرة بألف خير ومع ذلك لم يجرؤ احد ان يتهمني بالكذب.
انا الذي أعلنت امام الملايين بان الودائع بالدولار متوفرة ومع انها غير موجودة أيضا لم يجرؤ احد على سؤالي.
انا الذي جعلت شعب كناكوكان يعيش القلق على ودائعه، ومع ذلك لم يجرؤ واحد من الشعب ان يسال اين نقوده.
انا الذي رفعت سعر المحروقات
انا الذي رفعت سعر الرغيف
انا الذي رفعت أسعار الدواء
انا الذي قطعت الكهرباء
انا الذي رفعت الدعم عن كل شيء.
ولم يجرؤ أي شخص بدولة كناكوكان ان يسألني ماذا افعل، ولماذا كنت ادعم ولماذا أوقفت الدعم الان،
أكبر شخص بدولة كناكوكان لا يجرؤ ان يسألني كم يوجد من الدولارات معي،
انا ربكم الأعلى.
وفجأة استيقظ كل شعب كناكوكان وصرخوا على المواطن:
الله لا يسامحك لقد فضحتنا امام كل شعوب العالم، واظهرت كم نحنا جبناء.
نحن نشاهده وهو يأخذ الجوائز، وقد اظهرنا اننا نائمين كي يأخذ جوائزه ويرحل.
لقد قال لك ان كل هؤلاء لن يستطيعوا ان يسألوه جاي انت بدك تسألوا.
وهجم شعب كناكوكان على الموطن البسيط،
بينما اخذ الرياضي جوائزه ورحل بسلامة.

تحية كواليس:

بالتإكيد ستقوم مؤوسسات البحوث والدراسات والمهارات والبهلونات وما كان وما سيكون بدراسة هذه الظاهرة الانسانية الكونية التي لم ولن يكون لها اي مثيل في التاريخ ولا في المستقبل.

لا تعليق

شاهد أيضاً

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي…؟؟؟؟

بقلم :- راسم عبيدات من بعد عملية ال 7 من اكتوبر ،والتي ردت عليها ” …