🔴 *كلمة لنائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج طلاب الشهادات الرسمية في مدرسة المصطفى(ص) الحارة.*

 

 

لقد ثبت بالدليل القطعي دور أمريكا في شلّ الاقتصاد اللبناني، ولم يعد هذا الأمر خافيًا على أحد، هم الذين فرضوا العقوبات فشلوا النظام المصرفي، ومنعوا التعامل مع دول كثيرة على الرغم من ظروفنا الصعبة، وأقرُّوا قانون قيصر في سوريا ومنعوا التعامل والتعاون الاقتصادي مع الجار الطبيعي للبنان، وهم في كل مرة يذكرون بأنهم يتدخلون في لبنان من خلال بعض جماعة مجتمع السفارة المدني الذين يقبضون أموالًا طائلة من أجل يخربوا في البلد ومن أجل أن يغيّروا المزاج العام، ومن أجل أن يواجهوا المقاومة، كل ذلك حتى ولو أدَّى إلى الخراب والدمار، وقد رأينا كيف أنهم لكثرة ضغظهم أوصلوا البلد إلى أن يكون حوالي 80% من المجتمع اللبناني تحت خط الفقر بالمعنى الشامل للفقر الذي يشمل كل حاجات الإنسان من سكن وطعام وتعليم وغيرها.

تدخُّل أمريكا في لبنان مع الفساد من الطبقة الحاكمة صنوان لتدهور الواقع اللبناني على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، نحن لا نردُّ السبب إلى مصدر واحد، هناك عدة مصادر ولكن أبرز مصدرين هما أمريكا والفساد، بل تغذى الفساد بدعم أمريكا لقيادات فاسدة على الساحة حتى تكون لها الأولوية وحتى يمكن أن تنشط إلى الأمام. وانتظروا في الانتخابات النيابية القادمة ستجدون أن أمريكا تدعم بعض الجماعات الفاسدة ولكن يحاولون أن يشتموا الآخرين ليبرروا أنفسهم، هذا لن يبرأهم.

نحن اليوم نعتبر أن الإدارة الأمريكية ليست قدرًا، وأخطاؤها كثيرة، ها هي تخرج من أفغانستان بعد عشرين سنة وتخالف كل الخطط التي كانت قد وضعتها للمواجهة في أفغانستان، وها هي الآن تعد العدة للخروج من العراق والخروج من سوريا لأنها وجدت أن مخططاتها لم تنجح، وغيَّرت بعض من منهجيتها في لبنان فبدل أن تستمر بالضغط من أجل مواجهة حزب الله الآن تريد أن تخفف الضغط حتى لا يستفيد حزب الله من إقبال الناس عليه بمساعداتهم، وهذا يعني أن مخططهم كان فاشلًا وأنهم غير قادرين على الاستمرار، آن لمن يجد أمريكا قدوة أن يفهم بأن لديهم أغبياء ولديهم من يسيء التخطيط، ويكفي أنهم إذا أرادوا أن يخططوا بظلم فإن الظلم يسقط عندما يتواجد من يملك إرادة التغيير ويقول لهم: لا، كما فعلنا في لبنان، وقالت لهم المقاومة وكل الشعب اللبناني الشريف: لا أمريكا ومخططاتها فاضطرت أن تغير وأن تعدل وستغير أكثر فأكثر إن شاء الله تعالى.

أُثير في الفترة الأخيرة مسألة تصويت المغتربين، وناقشنا هذا الأمر في حزب الله بدقة، وعلى الرغم من عدم تكافؤ الفرص في الدعاية الانتخابية في الخارج بسبب وضع حزب الله على لائحة الإرهاب في عدد من الدول، وصعوبة أن نتواصل مع الناخبين، وصعوبة أن يكون لمرشحينا جولات إنتخابية، مع ذلك ولأننا نريد للمغتربين أن يعبِّروا عن آرائهم وأن يشاركوا، قررنا أن نسير في مسألة تصويت المغتربين وأن لا مشكلة لدينا في هذا الأمر على قاعدة أننا لا نريد أن نحرمهم من رغبة ومن مشاركة يمكن أن يكون لها الفائدة الكبرى لهم وللبنان.

الأمر الأخير قرأنا منذ يومين أن صحيفة سويسرية ذكرت بأنه في سنة 2016 كان يوجد تقرير للصندوق النقد الدولي عن علامات للانهيار القادم على لبنان ماليًا وحُذف من هذا التقرير 14 صفحة بناءًا لطلب حاكم مصرف لبنان، وبالتالي قُدِّم التقرير بطريقة إيجابية، نحن لن نبني على قول صحيفة، ولكن نقول بأن الحكومة اللبنانية مسؤولة أن تبحث عن الحقيقة، هل كان هذا التقرير موجودًا في سنة 2016؟ هل تدخَّل حاكم مصرف لبنان لتعديل المضمون وإخفاء بعض التفاصيل التي لها علاقة بإدارة المصرف المركزي؟ وهنا ما هي المسؤولية التي يتحملها المندوبون عن صندوق النقد الدولي بأنهم شاركوا بإخفاء هذه الحقيقة؟ هذه أسئلة يجب أن تُطرح لأنه يُبنى عليها، ويتبيَّن كيف بدأ الخلل، وبالتالي يتطلب محاكمة وتحميل مسؤوليات لهذا الدمار الذي وصل إليه لبنان. هذا كله ليس بمعزلٍ عن الاستمرار في التدقيق والتحقيق الجنائي الذي نريده أن يستمر وأن يصل إلى نتائج واضحة لكشف ومحاسبة المرتكبين لأن ما حصل هو إضرار لكل لبنان ولكل الشعب اللبناني وهذا لا يجوز أن يمر من دون حساب.

 

شاهد أيضاً

الأسد: موقف سوريا من المقاومة يزداد رسوخاً.. وستقدّم كل ما يمكن للفلسطينيين:

الرئيس السوري، بشار الأسد، يؤكد ثبات موقف بلاده من القضية الفلسطينية والمقاومة، على الرغم من …