‎د. ليون سيوفي ‎باحث وكاتب سياسي

لماذا قال هنري كيسنجر إنه لا يمكن تحقيق أي سلام في المنطقة بلا سوريا؟ هل دمشق رقم صعب إلى هذا الحد حتى يحسب جميع السياسيين المخضرمين لها ألف حساب ؟
‎والدليل على ذلك أنه لا يمكن الاستغناء عنها بأي ملف في المنطقة
‎حتى الجميع يذكر “باتريك سيل” عندما قال لا يمكن السيطرة لأية جهة في منطقة الشرق الاوسط ما دون السيطرة على سوريا فهي حتماً رقم صعب بالرغم من أنّ الكثير من التيارات حاولت أن تقلب النظام والسيطرة عليه وباءت مخططاتها بالفشل
‎فالموقف الاميركي تغيّر حتماً بعدما هرع الروسي والإيراني لمساعدتها لحماية نظام الأسد
‎فأفضل طريقة للنظام الأميركي وللحفاظ على مصالحهم في الشرق الأوسط هو بمساعدة الرئيس الأسد للسيطرة على سوريا من جديد بحيث تحل المشاكل التركية الكردية وتمنع التدخل التركي في المنطقة، ويستعيد النظام السيطرة على المناطق الكردية ويمنعونهم من إنشاء دولة كردية ويتجنبون حرباً كبيرة مدمرة قد تقع في المستقبل
‎ بسط نفوذ النظام على المناطق التي تتواجد فيها داعش والتكفيريين وما يُسمّى بالإرهابيين قد حسم أمرهم في مناطق نفوذهم.
‎التخفيف من النفوذ الإيراني الروسي في هذه البقعة الجغرافية بالرغم من مصالحهم الضخمة التي كانت تشكل قلقاً على الولايات المتحدة، فأعيدت العلاقات فيما بينهم وبين الغرب وتقريباً كافة الدول العربية
‎ومخاوف إسرائيل من أية تطورات سلبية في المنطقة قد تشكل خطراً على أمنها القومي فما لها إلا دعم الرئيس الأسد لتحافظ على حدودها ليس فقط في سوريا بل أيضاً في لبنان .
‎إذاً مصلحة الولايات المتحدة اليوم فك العقوبات عن سورياً تدريجياً بما يسمى ب”قانون قيصر” ودعم المفاوضات بين الدول العربية وسوريا تمهيداً لعودتها إلى أحضان جامعة الدول العربية
‎هكذا تستعيد سوريا نفوذها في المنطقة ويصبح الملف اللبناني بيدها من جديد، وهم يتحضرون لتسمية رئيس الجمهورية القادم كما حصل مع أسلافه فلا رئيساً في لبنان دون موافقة دمشق عليه
‎ومن يقول غير ذلك ما له إلا أن يدرس التاريخ والجغرافية والسياسة والعلوم الاجتماعية ليعرف حقيقة ما أقول …
‎من سيكون الرئيس المقبل؟
‎هل سيكون في عهده لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً؟ ام سنبكي على الأطلال ونلعن الساعة….
‎تذكّر أيها السياسي عند تغيير الدول احفظ رأسك